اليوم الـــ 126 للحرب: روسيا تنفي قصف مركز للتسوق وبيسكوف يؤكد الحرب تنتهي عندما تستسلم كييف
السؤال الآن ــــ وكالات وتقارير
في اليوم الـــ 126 للحرب، نفت روسيا اليوم جملة وتفصيلا في إطار ردها على الاتهامات الأوكرانية بضرب مركز للتسوق بمدينة كريمينتشوك وسط البلاد أمس، ما أدى إلى مقتل العشرات.
وأكدت وزارة الدفاع، اليوم الثلاثاء، أنها قصفت بالصواريخ مستودع أسلحة أميركية وأوروبية في المدينة الأوكرانية، ما أسفر عن انفجار ذخيرة أدى إلى نشوب حريق في المركز التجاري القريب. وأوضحت أن المركز كان مغلقاً عندما نفذت الضربة، أو “خارج الخدمة”، وفق تعبيرها.
وأعلن المتحدث الرسمي باسم الوزارة، إيغور كوناشينكوف، أن طائرات بلاده ضربت مستودعات تتضمن أسلحة من الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد الأوروبي في كريمينتشوك، بالقرب من مصنع لآليات الطرق بأسلحة فائقة الدقة. وأشار أيضاً إلى أن منظومات الدفاع الجوي الروسية نجحت في إسقاط 3 مقاتلات من طراز “سو-25″، ومروحية واحدة من طراز “مي-8″، تابعة لسلاح الجو الأوكراني.
من جهته، اعتبر ديمتري بوليانسكي، النائب الأول لممثل روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، أن الاتهامات الأوكرانية تبدو أنها فبركات جديدة على غرار فبركات بوتشا. وقال في تغريدة على حسابه في تويتر: “يبدو أننا نتعامل مع فبركات أوكرانية جديدة بأسلوب بوتشا”.
وكان مدير أجهزة الإسعاف الأوكرانية، سيرغي كروك أعلن أمس عبر تطبيق تلغرام أن حصيلة القصف الصاروخي الروسي الذي استهدف الاثنين مركز تسوّق في كريمينتشوك ارتفع إلى 18 قتيلاً و59 جريحاً. كما أوضح أن فرق الإسعاف ركّزت جهودها على أعمال “الإنقاذ ورفع الأنقاض وإخماد الحرائق”. وناشد المواطنين اتخاذ أقصى درجات الحيطة والحذر حال سماعهم دويّ صفارات الإنذار، التي تنبّههم إلى حصول ضربات جوية.
يذكر أن الأيام الأخيرة، شهدت تكثيفاً للضربات الجوية الروسية في مناطق بعيدة نسبياً عن الشرق الأوكراني، بعد أسابيع من اندلاع معارك شرسة في إقليم دونباس. إذ ركزت القوات الروسية على مدى الأسابيع الماضية القصف والقتال في لوغانسك ودونيتسك سعياً للسيطرة على كامل حوض دونباس، وفتح ممر بري بين الشرق وشبه جزيرة القرم التي ضمتها إلى أراضيها في 2014.
من جهة ثانية، أعلن المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف اليوم الثلاثاء أن الهجوم الروسي في أوكرانيا سينتهي عندما تستسلم السلطات والجيش الأوكرانيين.
وقال: “يمكن للجانب الأوكراني إنهاء النزاع في غضون يوم واحد، إذا أصدر أوامر للوحدات القومية وللجنود الأوكرانيين بإلقاء أسلحتهم”. كما طالب أيضاً بضرورة “تنفيذ كل الشروط التي وضعتها بلاده لإنهاء القتال في يوم واحد” وفق تعبيره.
واليوم طالب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، تصنيف روسيا “دولة راعية للإرهاب”. وقال زيلينسكي في كلمة عبر تطبيق تلغرام إن “الإرهابيين فقط – هم المجانين الذين لا يجب أن يكون لهم مكان على الأرض – قادرون على إطلاق الصواريخ ضد أهداف مدنية”
كما اعتبر أن “هذه ليست ضربات صاروخية أخطأت هدفها وأصابت رياض أطفال ومدارس ومراكز تسوق ومباني سكنية، إنما ضربات متعمدة”.
وأتى تصريح زيلينسكي بعد تقارير عن ضربتين أخريين في شرق البلاد أسفرتا عن مقتل 12 شخصاً على الأقل، مع اتهام مسؤولين أوكرانيين موسكو بتعمّد استهداف المدنيين.
من جهة ثانية، أعلنت الجيش الأوكراني، “أننا أنجزنا صفقة جديدة لتبادل الأسرى مع الروس، تقضي بمبادلة 17 جنديًا أوكرانيًا، مقابل 15 روسيًا”.
ووسط تصاعد التوتر بين روسيا والغرب على الخلفية العملية العسكرية التي نفذتها على الأراضي الأوكرانية، أعلن قائد الجيش البريطاني، باتريك ساندرز، اليوم الثلاثاء، أن بلاده تحشد عسكرياً لتفادي الحرب وليس لشنها، مشيراً إلى أن الأجواء الحالية تشبه لحظات فترة ما قبل الحرب العالمية الثانية. كما شدد على الحاجة الماسة إلى رفع القدرات والحشد العسكري لردع روسيا، مؤكداً ضرورة أن “تكون قوات بلاده في أعلى جاهزية للدفاع عن أراضي دول حلف الناتو“.
وأشار إلى أن “العالم تغير منذ 24 فبراير، معتبراً أن “هناك الآن ضرورة ملحة لتشكيل جيش قادر على القتال إلى جانب حلفائنا وهزيمة روسيا في المعركة”.
كما حدد هدفه المتمثل في “تسريع تعبئة الجيش وتحديثه لتعزيز الناتو وحرمان روسيا من فرصة احتلال المزيد من أوروبا”، قائلاً “نحن الجيل الذي يجب أن يعد الجيش للقتال في أوروبا مرة أخرى”.
من جهتها، أفادت وزارة الخزانة الأميركية، عبر موقعها الإلكتروني، عن عقوبات ضافية متعلقة بروسيا”، مشيرة إلى أنّ “أحدث العقوبات تستهدف شركة روستيك الدفاعية، المملوكة للدولة الروسية والكيانات التابعة لها”. ولفتت إلى انّ “العقوبات الجديدة تستهدف مصارف عدة، بينها بنك موسكو وشركة يونايتد إيركرافت كورب”، كما أكّدت أنّ الولايات المتحدة الأميريكية، فرضت عقوبات على “واردات الذهب الروسي، بموجب أحدث العقوبات”.
وسبق أن أعلنت مجموعة السبع عن حظر استيراد الذهب الروسي، الذي اعتبره الرئيس الأميركي جو بايدن، أنه “تصدير رئيسي يدر عشرات المليارات من الدولارات لروسيا”.
شارت وزيرة الخزانة الأميركية، جانيت يلين، إلى “أننا سنعمل مع نظرائنا في مجموعة السبع على خفض إيرادات روسيا وتحقيق إستقرار أسعار الطاقة“ وأعلنت “أننا سنعزز العقوبات على روسيا للتأكد من عدم قدرتها على الإستفادة من إرتفاع تكاليف الطاقة”.
وفي سياق آخر، أشار وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، إلى أنه “كلما إزداد ضح الأسلحة الغربية إلى أوكرانيا كلما إمتدت الأزمة”.
ولفت إلى أن “إتهام القوات الروسية بقصف مركز تجاري في مدينة كريمنتشوك الأوكرانية لا أساس له”، موضحًا أن “تعزيز حلف الناتو على الجانب الشرقي هو استمرار للخط غير المقبول باقتراب حدود الحلف من روسيا”.
من جهته، أكد رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون بعد قمة مجموعة السبع، أن “بلاده لن تنجر إلى حرب بسبب الوضع في أوكرانيا”، مشيراً إلى أنه “لا أعتقد أن الأمر سيصل إلى هذا الحد، وبالطبع نحن نعمل بجد لضمان ألا يتجاوز هذا الوضع أوكرانيا”.
اما وزارة الخارجية الروسية، فأشارت إلى أن الجانب الروسي سيرد على تصرفات بلغاريا التي أعلنت طرد 70 دبلوماسيًا روسيًا بزعم أنهم متورطون في أنشطة “تجسس”. ونقلت وكالة “نوفوستي” عن الوزارة قولها: “روسيا ستقدم ردًا مناسبًا”.
وكانت قد أعلنت وزارة التجارة الأميركية، أنّ “الولايات المتحدة الأميركية، أضافت 36 كيانًا لقائمة العقوبات، لعملها ضد المصالح الأميركية”، مشيرة إلى أنّ “الكيانات توجد بالصين وروسيا والإمارات وليتوانيا وباكستان وسنغافورة وبريطانيا وأوزبكستان وفيتنام”.