اليوم 213 للحرب: بدء الاستفتاءات.. وكييف تنتقد إرسال إيران أسلحة لروسيا

اليوم 213 للحرب: بدء الاستفتاءات.. وكييف تنتقد إرسال إيران أسلحة لروسيا

السؤال الآن ــــ وكالات وتقارير

في اليوم 213 للحرب، بدأت اليوم عملية التصويت في استفتاءات على الانضمام إلى روسيا الاتحادية في المناطق الأوكرانية الخاضعة للسيطرة الروسية، وسط تنديد متواصل من جانب كييف والقوى الغربية واعتبارها صورية.

وقوبل القرار الروسي بتنديد غربي، وأيضا من جانب حلف شمال الأطلسي، الذي أعلن أن قرار الاستفتاء ليست له شرعية، وسيكون انتهاكا صارخا لميثاق الأمم المتحدة. ودعا الحلف جميع الدول إلى رفض ما وصفه “بالمحاولات الروسية الصارخة لغزو الأراضي”.

ومن المقرر أن يستمر التصويت حتى 27 أيلول ــــ سبتمبر في منطقتي دونيتسك ولوغانسك الانفصاليتين المواليتين لروسيا (شرق أوكرانيا)، وفي منطقتَي خيرسون وزابوريجيا الخاضعتين لسيطرة الروس (جنوب البلاد)، في خضم الهجوم العسكري الروسي على أوكرانيا.

وكانت السلطات التي عيّنتها موسكو في أربع مناطق في أوكرانيا أعلنت، الثلاثاء، عزمها على تنظيم استفتاءات عاجلة بشأن الانضمام إلى روسيا، وذلك بدءاً من 23 ولغاية 27 أيلول ــــ سبتمبر.

يذكر أن بوتين كان وقع في 25 مايو ــــ أيار الماضي، مرسوما يسمح بتسهيل إجراءات حصول سكان مقاطعتي زابوريجيا وخيرسون على الجنسية الروسية.

وتأتي حرب الاستفتاءات هذه، بعد أن حققت القوات الأوكرانية تقدماً ملحوظاً خلال الأيام الماضية بشمال شرق البلاد، في إطار هجوم مضاد شنته قبل أسبوعين لاستعادة بلدات ومدن شاسعة ظلت أشهرا تحت السيطرة الروسية.

وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن الاستفتاءات في دونباس وزابوريجيا وخيرسون هي استجابة لنداء الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي للروس مغادرة أوكرانيا. وقال لافروف متحدثا في اجتماع لمجلس الأمن الدولي حول أوكرانيا، أمس الخميس، “قمة الحدث كانت مقابلة السيد زيلينسكي في 5 أغسطس من العام الماضي، الذي نصح كل من يشعر بالروسية، من أجل أطفالهم وأحفادهم، بالرجوع إلى روسيا”.

ووفقا لوكالة رويترز، فإن روسيا لا تسيطر بشكل كامل على أي من المناطق الأربع التي تجري فيها الاستفتاءات، وتسيطر على نحو 60% فقط من دونيتسك.

وتتشابه هذه الاستفتاءات، التي جرى الإعداد لها منذ شهور، مع الاستفتاء الذي أجري عام 2014 في شبه جزيرة القرم، والذي أضفى الطابع الرسمي على ضمّ روسيا لتلك المنطقة.

من جهته، قال دينيس بوشيلين رئيس الانفصاليين في دونيتسك إن إجراء الاستفتاء “لحظة تاريخية، ليس فقط لأننا مؤمنون بنتائجه الإيجابية، بل لأنه ذروة طريقنا الصعب والطويل“.

وأضاف “في البداية أصبحنا دولة مستقلة، بعد ذلك حصلنا على اعتراف باستقلال جمهوريتنا، وها هي الخطوة الثالثة المتمثلة في الانضمام إلى روسيا. سنعود إلى بيتنا، إنه الدافع الأساسي لمعركتنا”.

في وقت سابق، حذّر بوشيلين من أن كييف حشدت عددا كبيرا من القوات، ولم يستبعد شنَّ هجوم على مناطق سيطرتهم.

وفي السياق نفسه، قال فلاديمير روغوف – وهو مسؤول في الإدارة المدعومة من روسيا في جنوب أوكرانيا- “بدأ التصويت في الاستفتاء على أن تصبح منطقة زاباروجيا جزءا من روسيا باعتبارها كيانا أصيلا من روسيا الاتحادية. إننا عائدون إلى الوطن”.

في المقابل، تقول كييف إن سكان تلك المناطق الخاضعة للسيطرة الروسية يجبرون على التصويت، ويهددون بالعقاب إذا لم يشاركوا في الاستفتاء.

وقال سيرغي غايداي الحاكم الأوكراني لمقاطعة لوغانسك إن مدير إحدى الشركات في بلدة بيلوفودسك التي تسيطر عليها روسيا، أخبر الموظفين أن الاستفتاء إلزامي، وأن من يرفضون المشاركة سيُطردون وتسلم أسماؤهم إلى جهاز الأمن.

وأضاف أن السلطات الروسية في بلدة ستاروبيلسك منعت السكان من المغادرة حتى يوم الثلاثاء، وأرسلت مجموعات مسلحة لتفتيش المنازل وإجبار الناس على الخروج للمشاركة في الاستفتاء.

وقال يوري سوبوليفسكي، النائب المعزول لرئيس مجلس خيرسون – في رسالة عبر تطبيق تلغرام – “يهيمن الذعر على الحالة النفسية للروس لأنهم لم يكونوا مستعدين لإجراء ما يوصف بالاستفتاء بهذه السرعة. لا يوجد دعم، ولا يوجد ما يكفي من الناس”.

ونددت أوكرانيا والقوى الغربية بهذه الاستفتاءات، ووصفتها بأنها غير شرعية لعملية ضم غير قانونية.

وجاءت عبارات التنديد أيضا من جانب الرئيس الأميركي جو بايدن، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، وكذلك من حلف شمال الأطلسي (ناتو) والاتحاد الأوروبي.

وقالت منظمة الأمن والتعاون في أوروبا – التي تقوم عادة بمهام مراقبة الانتخابات – إن النتائج لن يكون لها أثر قانوني، لأنها لا تتوافق مع القانون الأوكراني أو المعايير الدولية ولأن المناطق غير آمنة.

وقالت الحكومة السويسرية إن “الاستفتاءات في الأراضي الأوكرانية التي تحتلها روسيا مخالفة للقانون الدولي”. وأفادت وكالة رويترز بأن الخارجية السويسرية استدعت السفير الروسي أمس الخميس.

وتأتي هذه التطورات بعدما أعلنت روسيا الأربعاء تعبئة جزئية لقوات الاحتياط لتعزيز خط الجبهة في أوكرانيا، وهي أول تعبئة روسية في وقت الحرب منذ الحرب العالمية الثانية. وقالت موسكو إن وضع “العملية العسكرية الخاصة” في أوكرانيا لم يتغير بعد إعلان التعبئة الجزئية، ولوّحت باستخدام كل أنواع الأسلحة – بما فيها النووية الإستراتيجية- للدفاع عن أي مناطق تنضم إليها من أوكرانيا.

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أن 10 آلاف شخص تطوعوا للقتال في أوكرانيا أمس الخميس، في اليوم الأول من التعبئة الجزئية.

في المقابل، أفادت تقارير إعلامية غربية بحالات ازدحام في منافذ روسية برية بعد إعلان التعبئة، وقالت وكالة رويترز إن حرس الحدود في كل من إستونيا ولاتفيا وليتوانيا وبولندا ودول أخرى من الاتحاد الأوروبي لها حدود مع روسيا، بدؤوا إعادة الروس من المعابر بحجة أن بلادهم في حرب مع أوكرانيا.

وأعلن الجيش الأوكراني​ عن استعادة بلدة من القوات الروسية في منطقة دونيتسك بشرق البلاد،  وفي حديث تلفزيوتي، اشار المسؤول في هيئة الأركان العسكرية الأوكرانية اوليكسي غروموف، إلى أن “الجيش الاوكراني استعاد ياتسكيفكا”، والسيطرة على هذه البلدة الواقعة على الضفة الشرقية لبحيرة أوسكيل، تؤكد استمرار الهجوم المضاد الذي سبق أن اتاح لكييف استعادة السيطرة على آلاف الكيلومترات المربعة في منطقة خاركيف المجاورة”.

وقالت هيئة الأركان العامة الأوكرانية إن روسيا شنت هجمات في دونيتسك، كما أعلنت أن القوات الأوكرانية نفذت قصفا أدى لإصابة جنرال روسي في لوغانسك.

وأضافت “لا يزال العدو يتكبد خسائر خاصة في صفوف القادة”.

وافاد مراسلون إن الجيش الأوكراني يحقق تقدما ملحوظا في محور ليمان شمال دونيتسك، وهي الجبهة الجديدة التي فتحتها القوات الأوكرانية بهدف استعادة السيطرة على مدن إستراتيجية في المنطقة.

وفي إقليم دونباس – الذي يضمّ مقاطعتي دونيتسك ولوغانسك – أصيب 19 شخصا أصيبوا، وحوصر عشرات تحت الأنقاض إثر غارة جوية روسية استهدفت مبنى من 9 طوابق في مدينة توريتسك شرقي الإقليم.

من ناحية أخرى، قالت لجنة التحقيق الدولية بشأن أوكرانيا – المكلفة من قبل مجلس حقوق الإنسان بالأمم المتحدة – إن التحقيقات الأولية توصلت إلى أدلة على وقوع جرائم حرب في أوكرانيا.

وقال رئيس اللجنة إريك موزي خلال جلسة لمجلس حقوق الإنسان – اليوم الجمعة – عرض فيها أكثر المعلومات تفصيلا منذ بدء عمل اللجنة، إن الفريق “صُعق بعدد الإعدامات الكبير في المناطق التي زرناها”.

وأضاف أن اللجنة تحقق حاليا في ملف الإعدامات في 16 بلدة وتجمعا سكنيا، من دون أن يحدد أي الأطراف هو المتهم بتنفيذ تلك الإعدامات.

وقالت اللجنة أيضا إنها جمعت شهادات عن جرائم تشمل التعذيب والعنف الجنسي في منشآت احتجاز روسية.

إلى ذلك، انتقد المتحدث باسم الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، سيرغي نيكيفوروف، إرسال إيران أسلحة إلى روسيا، وذلك تزامنا مع ضربة روسية بواسطة طائرة مسيرة إيرانية على مدينة أوديسا في جنوب أوكرانيا، وفق ما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية.

ولفت، في تصريح عبر وسائل التواصل الاجتماعي، إلى أنها “إجراءات إيرانية تتعارض مع سيادة دولتنا ووحدة أراضيها، وتتعارض أيضا مع حياة المواطنين الأوكرانيين وصحتهم”.

Visited 2 times, 1 visit(s) today
شارك الموضوع

السؤال الآن

منصة إلكترونية مستقلة