اليوم 240 للحرب: كييف تحرر 88 بلدة في خيرسون .. واتصال هاتفي بين شويغو وأوستن
السؤال الآن ــــ وكالات وتقارير
في اليوم 240 للحرب، أجرى وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو اتصالا هاتفيا مع نظيره الأميركي لويد أوستن، بينما اعلنت كييف تحقيق تقدم ميداني في خيرسون وتحرير 88 بلدة.
قالت وكالة الإعلام الروسية أن الوزيرين شويغو وأوستن ناقشا خلال اتصال هاتفي قضايا الأمن الدولي وأوكرانيا.
وحسب وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) فإن أوستن شدد في مكالمته مع نظيره الروسي على أهمية الحفاظ على خطوط الاتصال في ظل الحرب ضد أوكرانيا.
وجاء هذا التطور اللافت تزامنا مع احتدام المعارك بين الجيشين الروسي والأوكراني، في الجبهتين الشرقية والجنوبية، وتحديدا خيرسون. إذ أعلنت أوكرانيا اليوم أنها استعادت 88 بلدة من القوات الروسية في منطقة خيرسون بجنوب البلاد فيما قامت السلطات المحليّة الموالية لروسيا بإجلاء آلاف المدنيين في ظل تقدم قوات كييف.
وكتب كيريلو تيموشينكو مستشار الرئيس الأوكراني عبر تطبيق تيلغرام “منطقة خيرسون: تمت استعادة 88 بلدة”. وكانت كييف قد أعلنت في حصيلة سابقة في 13 أكتوبر ـــــ تشرين الأول الجاري أنها استعادت 75 بلدة وقرية.
واتهمت موسكو كييف بتعمد استهداف عمليات الإجلاء للمدنيين من خيرسون، الأمر الذي نفاه الجيش الأوكراني وأكد أنه يصد محاولات تقدم للقوات الروسية بالمقاطعة الجنوبية. وقالت قيادة عمليات الجنوب بالجيش الأوكراني إن قواتها صدت 3 محاولات هجوم للقوات الروسية، في بيريسلاف بمقاطعة خيرسون.
وأضافت أن القوات الروسية قصفت خطوط التماس في الجبهة، كما أشارت قيادة عمليات الجنوب بالجيش الأوكراني إلى أن قواتها شنت 7 غارات على تجمعات القوات الروسية ومواقع الدفاع الجوي أسفرت عن خسائر بمستودعات الذخيرة وعدد من الآليات والمعدات العسكرية.
في المقابل، أعلنت وزارة الدفاع الروسية إحباط هجمات للقوات الأوكرانية في خيرسون، والقضاء على 120 عسكريا أوكرانيا. وقال المتحدث باسم الوزارة إيغور كوناشينكوف إن قوات بلاده دمرت مخزنا لمعدات عسكرية أجنبية الصنع بخيرسون، كما أحبطت هجوما ومحاولات عبور للقوات الأوكرانية في زاباروجيا وخيرسون.
من جهته، قال كيريل ستريموسوف نائب رئيس الإدارة الإقليمية الموالية لروسيا في خيرسون إن 4 مدنيين قتلوا وأصيب آخرون، بينهم صحفيون، في قصف صاروخي على معبر مدني بالمقاطعة.
وتواصلت عمليات القصف البري والجوي من قبل القوات روسية التي شنت هجمات على مرافق الطاقة والدفاع والقيادة العسكرية والاتصالات في أنحاء أوكرانيا.
وفي الجبهة الجنوبية، اشتدت المعارك الطاحنة في زاباروجيا في ظل تحذيرات أوكرانية من تفجير روسيا سد “كاخوفكا”. ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن ستريموسوف قوله اليوم إن مزاعم كييف عن أن روسيا بدأت في تلغيم سد كاخوفكا “كاذبة”.
ونفى ستريموسوف تصريحات أدلى بها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، بأن موسكو تعتزم نسف السد لغمر أجزاء من خيرسون بالمياه بعد تعرض قواتها هناك لضغوط في ظل ما وصفها بالنجاحات الأوكرانية.
من جانبه، أعلن عضو مجلس إدارة مقاطعة زاباروجيا الموالي لروسيا فلاديمير روغوف أن قصفا أوكرانيا استهدف معبرا مع خيرسون، مما أدى إلى احتراق عدد من السيارات.
وفي الجبهة الشرقية، أشار مراسلون إلى وقوع عدة انفجارات في مدينة خاركيف بعد قصف روسي. وقال حاكم مقاطعة خاركيف إن الهجمات الروسية أدت إلى إصابة 5 أشخاص، وإن الصواريخ استهدفت البنية التحتية الصناعية.
وفي الأراضي الروسية المتاخمة لأوكرانيا، أعلن حاكم مقاطعة بيلغورود الروسية فياتشيسلاف غلادكوف أن قصفا أوكرانيا استهدف اليوم بلدة موروم الحدودية مع مقاطعة خاركيف، موضحا أن القصف استهدف مدرسة وروضة للأطفال ومركزا ثقافيا وبيوتا سكنية، دون تسجيل خسائر بشرية.
من جانبها، أعلنت السلطات الأوكرانية حالة التأهب الجوي في ست مناطق في أوكرانيا، وهي كييف وأوديسا وتشيرنيغيف وبولتافا وكيروفوغراد ونيكولاييف. وكانت أوكرانيا التي تعرضت بنيتها التحتية للقصف وتواجه القوات الروسية في الجنوب والشرق، أعربت عن قلقها، الخميس، من احتمال فتح جبهة جديدة في الشمال من بيلاروسيا.
واتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في كلمة ألقاها عن بُعد أمام المجلس الأوروبي، روسيا التي تعاني هزائم على الجبهة منذ سبتمبر، بتحويل شبكة الكهرباء الأوكرانية “ساحة معركة” عبر استهدافها بضربات جوية لشل البلاد مع اقتراب فصل الشتاء. ودعا زيلينسكي الدول الأوروبية إلى تزويد كييف بدفاعات جوية أكثر تطوراً وفرض مزيد من العقوبات الاقتصادية على موسكو.
كما أعرب عسكريون أوكرانيون، الخميس، عن خشيتهم من أن تفتح موسكو جبهة جديدة في الشمال من بيلاروسيا، ما قد يهدد طرق نقل الأسلحة الغربية. وأكد زيلينسكي في هذا السياق أمام المجلس الأوروبي، أن الاقتراح الأوكراني بنشر بعثة مراقبة دولية على الحدود بين أوكرانيا وبيلاروسيا “يزداد أهمية كل يوم”.
في الأثناء، ركز حلفاء أوكرانيا الغربيون جهودهم، الخميس، على شحنات الأسلحة المفترضة التي قدمتها إيران إلى روسيا، وتبنوا حزمة عقوبات ضد طهران.
لكن روسيا وصفت مرة أخرى اتهامها باستخدام طائرات إيرانية بدون طيار بأنها “افتراضات خيالية”.
في العاصمة الأوكرانية، حضّ رئيس البلدية فيتالي كليتشكو الشركات والمتاجر والمقاهي والمطاعم على “التوفير قدر الإمكان” في الإضاءة والإعلانات المضيئة. وفي مناطق عدة أخرى، دعت السلطات المحلية السكان إلى تقليل استهلاكهم بعد أن دمرت روسيا 30% من محطات الطاقة الأوكرانية في أسبوع، وفق الأرقام التي أعلنها زيلينسكي، الثلاثاء.
وفي تطور آخر، دعا ميخائيلو بولودياك مستشار مدير مكتب الرئيس الأوكراني اليوم الجمعة إلى سحب حق الفيتو من روسيا وعدم مشاركة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في اجتماعات مجموعة العشرين.
وقال بولودياك عبر حسابه على تويتر إن “البلد الذي يغزو جيرانه بالدبابات ويرتكب إبادة جماعية ويهدد بأسلحة الدمار الشامل يجب ألا يملك حق الفتيو في الأمم المتحدة”. وقال مسؤول أوكراني، الجمعة، إن 10 خبراء إيرانيين كانوا يدربون جنودا روس قتلوا في ضربات أوكرانية الأسبوع الماضي.
وأفاد مركز المقاومة الوطني الأوكراني أن هناك مدربين إيرانيين يشرفون على قيام القوات الروسية بإطلاق طائرات انتحارية بدون طيار من داخل الأراضي الأوكرانية التي ضمتها روسيا.
وذكر المركز، نقلاً عن المقاومة الأوكرانية السرية أن “الروس أخذوا مدربين إيرانيين إلى إقليم خيرسون وشبه جزيرة القرم المحتلين لإطلاق طائرات “شاهد -136”.
وأضاف بيان المركز “أنهم يعلمون الروس كيفية استخدام الطائرات بدون طيار، ويشرفون بشكل مباشر على إطلاق تلك الطائرات على أهداف مدنية أوكرانية ، بما في ذلك الضربات على ميكولايف وأوديسا”.
هذا نصحت وزارة الخارجية الإيرانية، اليوم المواطنين الإيرانيين بالامتناع عن السفر إلى أوكرانيا بسبب تصاعد النزاع العسكري وتزايد انعدام الأمن هناك، وفقا لبيان.
وفي المواقف، قال رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل، اليوم، إنه تم فرض عقوبات على إيران لدعمها روسيا عسكرياً. وأوضح أنه تم بحث سبل تجميد الأصول الروسية والاستفادة منها في إعادة إعمار أوكرانيا.
هذا وسعى زعماء الاتحاد الأوروبي، الجمعة، إلى تعزيز دعمهم لأوكرانيا بعد أن حذر الرئيس فولوديمير زيلينسكي من أن روسيا تحاول إثارة هجرة جماعية للاجئين من خلال تدمير البنية التحتية للطاقة في بلاده التي دمرتها الحرب.
الى ذلك، وبعد أكثر من ثلاثين عاماً على انتهاء الحرب الباردة، تعتزم فنلندا إقامة حواجز وأسلاك شائكة على طول عشرات الكيلومترات على حدودها مع روسيا، مدفوعة بالمخاوف الناجمة عن الغزو الروسي لأوكرانيا.
وأعلنت رئيسة الوزراء سانا مارين هذا الأسبوع أن هناك دعما واسعا في البرلمان لإقامة سياجات معدنية عالية على 10 إلى 20% من حدودها مع روسيا البالغ طولها حوالي 1300 كلم، وفق مشروع تصل كلفته إلى مئات ملايين اليورو.