اليوم 14 من الحرب: ساعات تفصل الروس عن اقتحام العاصمة الأوكرانية

اليوم 14 من الحرب: ساعات تفصل الروس عن اقتحام العاصمة الأوكرانية

السؤال الآن، وكالات وتقارير:

 في اليوم الرابع عشر من بدء الحرب الروسية فوق أراضي أوكرانيا، تواصل الحصار على كييف، بزحف الحشد العسكري الروسي وتطويقه لمحيط العاصمة الأوكرانية. 

ورجح العديد من المراقبين أن القوات الروسية لا تفصلها سوى  أيام قليلة، أو ساعات معدودة للسيطرة على قلب كييف. 

وروت بعض المصادر أنه من المتوقع أن تستهدف المدينة في غضون 48 إلى 72 ساعة، بحسب ما أفادت شبكة “فوكس نيوز” الأميركية، اليوم الأربعاء. 

بدوره، رجح مركز أبحاث أميركي مؤثر Institute for the Study of War، (مقره واشنطن)، أن تستعد القوات الروسية المتمركزة الآن في الضواحي الشرقية والشمالية الغربية والغربية من كييف، إلى الهجوم خلال الساعات الـ 24 إلى 96 القادمة.

 وأوضح تقرير للمركز أن الروس الذين أبطّؤوا خلال الأيام الماضية من وتيرة تقدم آلاف الجنود ومئات الآليات، نحو العاصمة الأوكرانية، بسبب بعض المشاكل اللوجستية، قد تغلبوا تدريجياً على كافة العقبات التي واجهتهم، وباتوا قادرين على شن هجومهم في غضون أيام. إلا أن باحثين أشاروا في الوقت عينه إلى أن نجاح دخول كييف يعتمد جزئيًا على مدى فعالية القوات الروسية في “إعادة الإمداد وإعادة تنظيم صفوفهم”، لا سيما أن التحرك الأول انهار أو عرقل بسبب بعض الأخطاء المعيبة، كعدم الأخذ بعين الاعتبار التعرض لهجوم بري استراتيجي من قبل الأوكران، أو قطع إمدادات الفيول. 

في السياق، قال مايكل كوفمين، مدير معهد “سي أن إي” للدراسات الاستراتيجية الروسية، بحسب ما نقلت صحيفة “الغارديان” البريطانية، إن أحد الأرتال الروسية الذي توجه سابقا بنحو 1500 جندي صوب الشمال الغربي لكييف، بطول بلغ 40 ميلاً، علق عقب نفاد الوقود من المركبات أو حتى استهداف بعضها. وأدت تلك العقبات في حينه، مع تأخر تقدم الأرتال الروسية، إلى ازدحام كبير، بسبب محدودية الطرق والشوارع “الريفية الموحلة التي أضافت أسبابا أخرى لعرقلة التقدم”.

 يذكر أن الولايات المتحدة كانت أفادت في وقت متأخر من ليل الثلاثاء، بأن رتلاً روسياً جديداً يتقدم نحو كييف من شمال شرقي العاصمة الأوكرانية، مشيرة إلى أن الرتل الرئيسي الآتي من الشمال متوقف منذ عدة أيام. وأوضح مسؤول رفيع المستوى في وزارة الدفاع الأمريكية أن الروس “بدأوا محاولة التقدم نحو كييف من الشمال الشرقي”، مضيفا أنهم على مسافة نحو 60 كيلومترا من المدينة، من دون أن يتمكن من تحديد عدد المركبات المعنية، بحسب ما نقلت وكالة “فرانس برس”. 

 أضاف أن الروس “محبطون من القدوم من الشمال”، حيث لم يحرزوا تقدما كبيرا منذ عدة أيام بسبب المقاومة الأوكرانية والمشاكل اللوجستية والإمداد. يشار إلى أن موسكو كانت أعلنت سابقا أن العملية العسكرية التي أطلقتها في 24 فبراير الماضي، محدودة من أجل حماية المواطنين الروس في شرق أوكرانيا، وحماية الحدود الروسية، إلا أنها سرعان ما دفعت بآلياتها نحو الجنوب والشمال، كما طوقت العاصمة استعدادا لدخولها.

 في حين بدأت العديد من الدول الغربية تطرح سيناريوهات ما بعد السيطرة على كييف، وإمكانية إرساء حكومة أوكرانية في المنفى.  

\فيما لا يبدو أن الكرملين قد يتراجع، لاسيما أنه أكد أكثر من مرة أنه لا يرضى بأي تهديد على حدود بلاده، مطالبا بنزع السلاح النوعي من أوكرانيا، وتوقف كييف عن مساعيها للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، فضلا عن وقف توسع الحلف شرقي أوروبا. في تقرير صدر اليوم، نددت الأمم المتحدة بانتهاك حقوق عشرات الآلاف من الأشخاص في بيلاروسيا، نتيجة “القمع المستمر” للمعارضين مع إفلات تام من العقاب. 

وأفادت وكالة “فرانس برس” أن المفوضة السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان (ميشيل باشليه) أشارت خلال عرض التقرير إلى أن “الإجراءات الواسعة والمستمرة التي اتخذتها السلطات لقمع المعارضة والمجتمع المدني ووسائل الإعلام المستقلة، مع حماية مرتكبي هذه الأفعال، تدل على حال إفلات من العقاب في بيلاروسيا”. 

أما وكالة “رويترز” فنقلت عن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قوله اليوم: “إن المجتمع الدولي سيتحمل المسؤولية عن كارثة إنسانية شاملة إذا لم يوافق على منطقة حظر طيران لحماية بلاده.  وبالمقابل ذكرت “رويترز” نقلا عن وزارة الدفاع الروسية قولها اليوم، إنها حصلت على وثائق سرية تثبت أن أوكرانيا خططت لشن هجوم في آذار على الانفصاليين المدعومين من موسكو في شرق أوكرانيا. وضمن وثيقة من ست صفحات، نشرت وزارة الدفاع الروسية قالت عنها أنها تظهر “تخطيط كييف لشن هجوم عسكري على مناطق الانفصاليين في دونباس”. كما حذرت روسيا الغرب اليوم من أنها تعكف على تجهيز “رد واسع النطاق على العقوبات، سيكون سريعا ومؤثرا وينال من معظم القطاعات المهمة”.

 من جهة أخرى، يواجه الاقتصاد الروسي أخطر أزمة منذ انهيار الاتحاد السوفيتي عام 1991، وذلك بعد أن فرض الغرب عقوبات قاسية على النظام المالي والشركات في روسيا بالكامل في أعقاب غزو أوكرانيا.  بهذا الصدد، نقلت وكالة “رويترز” عن وكالة الإعلام الروسية، قول مدير إدارة التعاون الاقتصادي بوزارة الخارجية دميتري بيريتشيفسكي : “إن رد فعل روسيا سيكون سريعا ومدروسا وملموسا”. 

وتزامن يوم أمس مع قرار الرئيس الأميركي جو بايدن  فرض حظر فوري على واردات الطاقة الروسية من نفط وغيره ردا على الغزو. 

في وقت سابق من الأسبوع، حذرت روسيا من أن أسعار النفط قد تتجاوز 300 دولار للبرميل إذا حظرت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي واردات النفط الخام منها. 

وتقول روسيا إن أوروبا تستهلك نحو 500 مليون طن من النفط سنويا. وتورد روسيا لها حوالي 30 في المئة من هذه الكمية أي 150 مليون طن بالإضافة إلى 80 مليون طن من البتروكيماويات.

 وفي خطاب تلفزيوني، بث اليوم، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي: “إن المجتمع الدولي سيتحمل المسؤولية عن كارثة إنسانية شاملة إذا لم يوافق على منطقة حظر طيران لحماية بلاده”.

 مضيفا:”أن مستوى التهديد في أوكرانيا وصل إلى أقصاه بعد مرور حوالي أسبوعين منذ بدء الغزو الروسي ولكن الأوكرانيين أثبتوا أنهم لن يستسلموا أبدا”. 

وتابع “تستخدم روسيا الصواريخ والطائرات وطائرات الهليكوبتر ضدنا، ضد المدنيين وضد مدننا وبنيتنا التحتية. إنه واجب إنساني على العالم أن يرد”.

 في الوقت الذي نقلت فيه وكالة “فرانس برس” عن الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زخاروفا قولها اليوم : “إن روسيا ترى تقدما في المفاوضات مع أوكرانيا”. التي أوضحت في مؤتمر صحافي “تم إحراز بعض التقدم في المفاوضات الرامية إلى “إنهاء إراقة الدم العبثية ومقاومة القوات الأوكرانية في أسرع وقت ممكن”، مؤكدة أن “روسيا لا تسعى إلى إطاحة الحكومة الأوكرانية”.

Visited 2 times, 1 visit(s) today
شارك الموضوع

السؤال الآن

منصة إلكترونية مستقلة