ما بين صرب كوسوفو والناتو .. فتش عن روسيا
خالد العزي
بعد مفاوضات أعلن قادة كوسوفو استعدادهم لإجراء انتخابات جديدة في بعض البلدات التي تقع شمالي البلاد، وقالت رئيسة كوسوفو فيوسا عثماني، خلال لقائها مبعوث الاتحاد الأوروبي للحوار بين كوسوفو وصربيا ميروسلاف لايتشاك والمبعوث الأميركي إلى غرب البلقان غابرييل إسكوبار، إن بلادها مستعدة لإجراء انتخابات جديدة في البلديات ذات الأغلبية الصربية، وفقا للقانون.
ومن جهته، قال رئيس وزراء كوسوفو ألبين كورتي إن سيادة القانون وحدها تمهد لإجراء انتخابات محلية مبكرة في البلديات الشمالية. وخلال لقائه في العاصمة بريشتينا المبعوثين الأوروبي والأميركي القادمين من بلغراد منذ يومين، أبدى كورتي استعداد بلاده لتطبيع العلاقات مع صربيا.
وفي الإطار نفسه، قالت وزيرة خارجية كوسوفو دونيكا قرفالا شوارتز إن بلادها منفتحة على إمكانية إجراء انتخابات جديدة في بعض البلديات الشمالية.
وقد هدفت زيارة المبعوثين الأوروبي والأميركي إلى إيجاد حل للوضع المتوتر الذي اندلع شمالي كوسوفو عقب الانتخابات البلدية التي قاطعها السكان الصرب. وتوقع الاتحاد الأوروبي أن تسحب كوسوفو عربات شرطة القوات الخاصة من محيط مقار البلديات الشمالية، وإعادة الانتخابات البلدية في أقرب وقت.
وكانت قوات حفظ السلام الدولية التي يقودها حلف شمال الأطلسي (الناتو) قد أزالت الجزء الأكبر من الأسلاك الشائكة في محيط مبنى بلدية زفيتشان شمالي البلاد، بينما قام صرب كوسوفو بتحركات في محيط مقار 3 بلديات شمالي البلاد مطالبين بعدم دخول رؤساء المجالس المحلية الجدد إليها وسحب عربات شرطة كوسوفو. وتولى رؤساء البلديات مناصبهم بعد الفوز بانتخابات محلية في 4 بلديات، معظم سكانها من الصرب الذين قاطعوا الاستحقاق إلى حد كبير، ولم يشارك في الاقتراع سوى 1500 ناخب من أصل 45 ألفا مسجلين.
وفي خضم التوتر المتصاعد، وضعت صربيا قوات في حالة تأهب على حدود كوسوفو، في حين تواترت الدعوات الغربية لحل الأزمة سريعا عن طريق الحوار. وقد بدا واضحا استعداد الغرب لإلغاء نتائج الانتخابات في المناطق الصربية في كوسوفو المعترف بها جزئيًا وحل السلطات التي شكلها ألبان كوسوفو هناك.
وكان فوتشيتش اعلن بنفسه على قناة TV Prva الصربية عن وصول لاجاك وإسكوبار. والتقى بزعماء الجالية الصربية في شمال كوسوفو ممثلين عن حزب “القائمة الصربية”.
لا شك بأن الأحداث التي اندلعت في كوسوفو بين صرب كوسوفو وقوات الناتو يأتي في اطار عض الأصابع بين الطرفين بالشكل ولكنه في المضمون يأتي ضمن الحرب الدائرة بين الروس والغرب، الروس الذين يريدون فتح جبهات توتر مختلفة من العالم مع الغرب في اطار الصراع القائم وعدم الاستقرار وبقاء مسألة النزاعات مفتوحة لتخفيف الضغط الغربي عن روسيا في صراعها مع أوكرانيا، مما يعني أن الصرب في البلقان لا تزال روسيا تستخدمهم كأوراق ضغط ترفع بوجه الغرب .
وليس من المستغرب أنه عندما حاولت سلطات كوسوفو إجبار السلطات الجديدة على الدخول إلى المباني الإدارية، أدى ذلك في النهاية إلى اندلاع اشتباكات بين الصرب وقوات الناتو العسكرية من بعثة قوة كوسوفو، المسؤولة، بموجب تفويض من الأمم المتحدة، عن ضمان الأمن في المنطقة. منطقة الصراع الألبانية الصربية.
اما الغرب الذي يحاول تقليم اظافر روسيا في مناطق عديدة من العالم في اطار تحجيم دورها التي حصلت عليها بالتوافق مع الغرب مما أصبح التمدد الروسي يزعج الغرب وخاصة بظل رسم نظام عالمي جديد يتكون في العالم مبني على أساس تعددية قطبية، ذلك أن حل الخلافات وعدم فتح جبهات توتر جديدة لن يعطي لروسية اواراق لاستخدامها، مما يعني بأن الغرب لا يزال بامكانه ابعاد صربيا عن الحضن الروسي، وان دعوة الاتحاد الأوروبي لصربيا الى قمة كيشينيف بتمثيل الرئيس الصربي فوتشيتش الذي شاهدنا الى جانب الرئيس الأوكراني فلوديمير زيلينسكي مما يدل على ان الغرب مصمم على إدخال صربيا وكوسوفو الى الاتحاد الاوروبي من خلال الاعتراف بعضهم البعض كدول مستقلة .
وبالمناسبة يلقي الناتو والاتحاد الأوروبي باللوم على سلطات كوسوفو في اندلاع أعمال العنف الاخيرة في البلقان، فعندما حاولت سلطات كوسوفو إجبار السلطات الجديدة على الدخول إلى المباني الإدارية، أدى ذلك في النهاية إلى اندلاع اشتباكات بين الصرب وقوات الناتو العسكرية من بعثة قوة كوسوفو المسؤولة بموجب تفويض من الأمم المتحدة، عن ضمان الأمن في المنطقة.
لكن الرئيس الصربي اكسندر فوتشيتش، لفت الانتباه فقط إلى حقيقة أن المفاوضات في بلغراد ستكون تتويجًا لجهوده الدبلوماسية خلال الأسبوع الماضي. في القمة المجموعة السياسية الأوروبية في كيشينيف حيث ناقش فوسيتش مع رؤساء الدول الغربية مع وزارة الخارجية الأمريكية والزعماء الأوروبيين الوضع في كوسوفو.
فإن ملامح الاتفاقية التي تم التوصل إليها في 5-6 من هذا الشهر الحالي، في بلغراد معروفة. يتحدث ممثلو سلطات الدول الغربية أنفسهم حول ما هو مخطط لتقديمه للصرب والألبان. وهذه المقترحات هي ما يجب من الناحية النظرية، أن تناسب بلغراد، وفي الوقت نفسه تقنع الكوسوفيين.