أوبك+ والبحث عن توازن السوق النفطي

أوبك+ والبحث عن توازن السوق النفطي

 خالد العزي

ناقش وزراء أوبك+، بتاريخ 4 حزيران / يونيو  2023  في فيينا الوضع في سوق النفط وتعديل حصص الإنتاج على خلفية انخفاض أسعار الذهب الأسود.

ناقش المشاركون في هذا الاجتماع الوزاري للدول المنتجة للنفط، الحصص الجديدة لإنتاج الذهب الأسود،  وذكرت وكالة رويترز: أن أحد خيارات الحل تضمن خفض حصص الإنتاج الحالية حتى يصل الجديد إلى مليون برميل. بالإضافة إلى التخفيضات الحالية البالغة 2 مليون برميل في اليوم والتخفيضات الطوعية البالغة 1.6 مليون برميل في اليوم التي تم الإعلان عنها في الشهر الرابع من هذا العام، ودخلت حيز التنفيذ في الشهر الخامس الماضي، وبذلك يكون الحجم الإجمالي للتخفيضات بالفعل 4.66 مليون برميل في اليوم، أو حوالي 4.5٪ من الطلب العالمي.

الآفاق الغامضة للطلب على الذهب الأسود قد تقلل من عائدات الخزانة، في الدول المعنية بما فيهم روسيا، وحتى اللحظة لم يخرج أي معلومات رسمية تحدد النقاط التي تم الاتفاق عليه بين المجتمعين في فيينا، والذي يهدف الى تخفيض حصة الدول، وحسب إنتاج كل دولة من الدول الاعضاء، وقد انشغل الأعضاء في مناقشة المشاركين في مستويات الإنتاج الأساسية، الذي على أساسه تحسب التخفيضات والحصص. حيث حاول أعضاء أوبك الأكثر نفوذاً وأكبر المنتجين في دول الخليج، وعلى رأسهم المملكة العربية السعودية والإمارات العربية، إقناع دول أفريقية ناقصة الإنتاج مثل نيجيريا وأنغولا بوضع أهداف إنتاج أكثر واقعية.

ومن هنا نرى الصور التي نشرتها وسائل الإعلامية العالمية عن خروج وزير الطاقة السعودي برفقة وزير الطاقة الإماراتي، مما يدل على الموقف المشترك للدولتين في تبني موقف واضح يشير الى التوجه المشترك بينهما لتخفيض الانتاج.

منذ فترة بات يشار في الكواليس والصالونات الروسية والغربية إلى الخلاف السعودي ــــ الروسي بشكل لافت، نتيجة عدم التزام روسيا بقرار التخفيض، وبالرغم من تأكيد روسيا بأنه لا خلاف مع السعودية بهذا الشأن، لكن يقول بعض المراقبي  الروس بان علة موسكو التقيد بشروط الاتفاق الجديد، لان  الاتفاق الروسي ــــ السعودي القائم على تخفيض الانتاج هو الاساس كونهما أكبر الدول المنتجة في المجموعة الدولية،  وهذا القرار بين الأطراف يهدف الى  زيادة  الأسعار، وتثبيتها في الأسواق العالمية، وعدم الالتزام به  سيؤدي الى فشل الاتفاق وسينعكس سلبا على روسيا .

حاول الروس الاستفادة من الأسعار العالمية الحالية في إنتاج وضخ كميات من النفط وعدم التقيد بالاتفاقية من خلال بيعها للصين والهند وتهريبها بالسفن الى دول اخرى مستفيدين من الحصول على الأموال الكثيرة بالعملات الصعبة التي تذهب الى  تغطية النفقات الحربية المترتبة على روسيا في حربها ضد أوكرانيا وخاصة بظل العقوبات الغربية  المفروضة عليها .

ان عدم الالتزام بشروط تخفيض الانتاج قد يضع العلاقات في حالة من التوتر الباردة والنفور، التي تهدد بفشل الاتفاق. لكن الموقف الروسي يبقى بانتظار نتائج هذه الجولة الجديدة من التفاوض والتي ستنعكس على مستوى التخفيض الجديد وكيفية الالتزام به من قبل روسيا .

بالرغم من ان الروس يعلمون جيدا انه بفضل الموقف السعودي والإماراتي في تخفيض إنتاج النفط، والتي تستفيد منه روسيا في رفع مستوى حصولها أموال  لعدم  تنفيذ الاتفاق، لكن الاستمرارية بهذا النهج يؤسس لفشل منتظر .

ان قرار تخفيض الإنتاج  أفشل قرار الدول السبع التي حددت اسعار ثابتة للبرميل بما يبلغ 60  دولار، وبذلك سيحدد أرباح روسيا من الانتاج ويخفف قدراتها على تمويل الحرب الروسية ـــ الاوكرانية .

لكن لابد من القول بحسب الخبراء الروس بان روسيا قد تجني اموالًا مؤقتة من خلال عمليات التهريب وعدم الالتزام بتخفيض النفط لكنها لن  تستطيع تجاهل دول الاوبيك + لمدة طويلة مما يعني انه سنعكس على علاقتها بالمجوعة، لذلك يشير الخبراء بأنه ليس امام روسيا سوى  الالتزام بقرارات المنظمة  كي لا تفقد الأموال التي تساعدها على استمرارية تمويل الحرب .

وفي المقابل قد أفادت الأنباء أن أوبك + وافقت على تعديل المستوى الإجمالي للإنتاج من 2024 إلى 40.46 مليون برميل يوميًا. وافقت روسيا على تمديد الخفض الاختياري لإنتاج النفط بمقدار 500 ألف برميل يوميًا حتى نهاية عام 2024.

 

Visited 2 times, 1 visit(s) today
شارك الموضوع

د. خالد العزي

أستاذ جامعي وباحث لبناني