كييف تستعيد بلدة شمالي باخموت وتعتبر التفاوض مع موسكو مستحيل
السؤال الآن ــــ وكالات وتقارير
أبدى الكرملين استعداد موسكو لإجراء مباحثات مع كييف من دون شروط مسبقة، الا ان الرئاسة الأوكرانية رأت أن “أي عملية تفاوض مع موسكو حاليا مستحيلة ولا معنى لها”.
وأعلنت أوكرانيا اليوم عن استعادة قواتها السيطرة على بلدة “بلاغودتني” في محيط مدينة سوليدير، وهي الواقعة شمالي باخموت، وأضافت وزارة الدفاع الأوكرانية أن القوات الروسية انسحبت من بلاغودتني.
ونشرت القوات الأوكرانية صورا قالت إنها لجنود يرفعون العلم الأوكراني في البلدة، وأشارت إلى أنها ستنشر صورا ومعلومات بشأن ما سمته تقدم وحداتها، في وقت لاحق. وقال المتحدث باسم قيادة عمليات شرق أوكرانيا سيرهي تشيريفاتي إن القوات الأوكرانية تقدمت نحو 1400 متر باتجاه منطقة باخموت من اتجاهات مختلفة، مستغلةً عمليات تبديل القوات الروسية هناك.
وأضاف أن قواته قتلت 138 جنديا روسيا، وأن القصف الروسي مستمر على مواقع القوات الأوكرانية والمدن والبلدات المحيطة بباخموت.
وقالت وزارة الدفاع الأوكرانية إن روسيا بدأت نقل وحدات من قوات النخبة إلى خيرسون جنوبي البلاد، وتحديدا من قوات مشاة البحرية والقوات المحمولة جوا. وذكرت هيئة الأركان الأوكرانية أنها قصفت مواقع عسكرية روسية وأسقطت 4 طائرات روسية مسيرة خلال المعارك في مقاطعة خيرسون.
وقالت هانا ماليار نائبة وزير الدفاع الأوكراني إن تدمير سد كاخوفكا قبل أيام جاء لمنع هجوم من جانب القوات الأوكرانية في خيرسون، ولتضييق الجغرافيا المحتملة للأعمال النشطة للجيش الأوكراني. وأضافت أن تفجير السد كان يهدف أيضا إلى إتاحة الفرصة لنشر قوات الاحتياط الروسية في منطقتي زاباروجيا وباخموت.
بدورها، قالت وزارة الدفاع البريطانية، اليوم في آخر تحديث استخباراتي لها إنه من شبه المؤكد أن انهيار سد كاخوفكا عطل المصدر الرئيسي للمياه العذبة لسكان شبه جزيرة القرم الأوكرانية التي ضمتها موسكو منذ عام 2014.
وبشأن السد أيضا، قالت وزارة الداخلية الأوكرانية إن عمليات البحث عن مفقودين ما زالت مستمرة عقب تدمير السد، إذ لا يزال هناك 29 شخصا في عداد المفقودين.
وتتبادل كييف وموسكو المسؤولية عن تفجير سد كاخوفكا وأيضا بقصف المدنيين في أثناء عمليات الإنقاذ التي تجري في أعقاب تفجير السد.
في الأثناء، قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية إن القوات الأوكرانية خسرت 9 دبابات، بينها 4 من طراز “ليوبارد” (Leopard) الألمانية خلال صد القوات الروسية للهجمات في زاباروجيا وجنوب مقاطعة دونيتسك.
وأضاف المتحدث الروسي أن خسائر الجانب الأوكراني في اليوم الأخير بلغت 300 جندي، و9 دبابات بينها 4 دبابات من طراز ليوبارد.
وحسب المتحدث نفسه، صدت القوات الروسية خلال النهار 5 هجمات أوكرانية في مناطق كليشيفكا ودوبوفو فاسيليفكا في جنوب دونيتسك، وقتل أكثر من 200 جندي أوكراني. كما أسقطت الدفاعات الجوية الروسية مقاتلة أوكرانية في منطقة بلاتونوفكا في المقاطعة التي تشكل مع مقاطعة لوغانسك إقليم دونباس.
ونشرت وزارة الدفاع الروسية صورًا قالت إنها لحجم الدمار الذي لحق بالعتاد الأوكراني خلال اشتباكات وقعت جنوب دونيتسك، وقالت إن 12 دبابة من طراز “برادلي” (Bradly) أميركية الصنع دمرت بالكامل.
وقال حاكم مقاطعة كالوغا جنوب العاصمة الروسية موسكو إن طائرتين مسيرتين أوكرانيتين سقطتا في مناطق غير مأهولة في المقاطعة، مؤكدا عدم وقوع أي أضرار أو إصابات.
ويأتي هذا الحادث بعد أقل من أسبوع من حادث من هجوم بطائرتين مسيرتين، استهدف المقاطعة الواقعة على بعد 400 كلم جنوب غربي موسكو.
وفي مقاطعة بيلغورود الروسية الحدودية مع أوكرانيا، قال حاكم المنطقة إن القوات الأوكرانية قصفت مناطق متفرقة من المقاطعة نحو 175 مرة أمس السبت. وأضاف الحاكم الروسي أن القصف الأوكراني أدى إلى خروج 15 عربة قطار فارغة عن مسارها في منطقة ألكسيفسكي.
وفي التطورات السياسية، أعلنت الرئاسة الروسية، اليوم الأحد، أن موسكو ليس لديها أي شروط مسبقة لإجراء محادثات محتملة مع كييف.
وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف في تصريحات تلفزيونية إن روسيا تدرك أن النظام في كييف غير راغب في الحوار وغير مستعد له.
وأضاف بيسكوف أن موسكو لا ترى أي أساس حتى وإن كان ضعيفا لبناء حوار مع كييف.
من جهته، قال رئيس مجموعة فاغنر العسكرية الروسية الخاصة يفغيني بريغوجين، إن مقاتليه لن يوقعوا أي عقد مع وزير الدفاع سيرغي شويغو، رافضا علنا محاولة وزارة الدفاع إخضاع أقوى شركة روسية في هذا المجال لسيطرة الوزارة.
وشنّ مؤسس فاغنر ورئيسها هجوما لاذعا عدة مرات على كبار قيادات الجيش الروسي بسبب ما وصفها بالخيانة لفشلهم في إدارة الحرب في أوكرانيا على نحو صحيح.
ولم يعلق شويغو ولا رئيس الأركان العامة فاليري غيراسيموف علنا على ما قاله بريغوجين، الذي نجحت قواته في مايو/أيار الماضي في السيطرة على مدينة باخموت الأوكرانية بعد معركة دامت أشهرا عديدة وأودت بحياة عشرات الآلاف.
وأعلنت وزارة الدفاع أمس السبت أن شويغو أمر جميع “وحدات المتطوعين” بتوقيع عقود مع وزارته بحلول نهاية الشهر، وهي خطوة قالت إنها ستزيد من فعالية الجيش الروسي.
وعلى الرغم من أن الوزارة لم تذكر فاغنر في بيانها، فإن وسائل إعلام روسية ذكرت أن تلك محاولة من شويغو لإخضاع المقاتلين لسيطرته. وقال بريغوجين ردا على طلب للتعليق على الأمر “لن توقع فاغنر أي عقود مع شويغو”، مضيفا أن هذا القرار لا ينطبق على شركته.
ولم ترد وزارة الدفاع على طلب من رويترز للتعليق.
وذاع صيت بريغوجين ومقاتليه لقيامهم بما قالت الولايات المتحدة الأميركية إنها زعزعة استقرار بلدان في أفريقيا ونهب الموارد الطبيعية، بل والتدخل في الانتخابات الرئاسية الأميركية عام 2016.
ورد بريغوجين على ذلك قائلا إن الولايات المتحدة زعزعت استقرار العديد من البلدان في العالم، وإن واشنطن ليس لديها السلطة الأخلاقية لتعظ أحدا.