مصير الأسلحة النووية الروسية يقلق الغرب
د.خالد العزي
غيرت انتفاضة فاغنر جدول أعمال اجتماع وزراء الخارجية في الاتحاد الذي انعقد في 26 حزيران ــــ يونيو2023 الماضي في لوكسمبورغ، تحضيرا لاجتماع ورؤساء الدول، الذين عقدوا قمتهم يومي 29 و 30 حزيران /يونيو في بروكسل. إذ عمل الاتحاد الأوروبي على تقييم ما حدث في روسيا. وبدا من خلال البيانات، أن تمرد “فاغنر” أخاف الغرب بدلاً من طمأنته. اتعش المخاوف القديمة من أن يتم وضع الأسلحة النووية الروسية بين أيدٍ لا يُعتمد عليها.
كان لا بد من إعادة النظر في جدول أعمال اجتماع لوكسمبورغ من قبل المنظمين أثناء التنقل. وكان من المفترض أن يكون الجزء الروسي من الحدث ذا طبيعة فنية. فقد اعتبرت الولايات المتحدة وحلفاؤها ان تمرد فاغنر دليلاً على دخول الاتحاد الروسي في فترة عدم الاستقرار. وكما يبدو أن هذا الأمر تسبب بقلق للاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، وهو لا يقل عن قلقهما بشأن تطورات الوضع على الجبهة الأوكرانية ــــ الروسية.
أدت التطورات في روسيا إلى وضع مناقشة تمرد فاغنر على جدول الأعمال كبند أول. وعبر الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية جوزيب بوريل، عن ذلك بالقول: “أولا بات من الضروري الاهتمام بزيادة الدعم لأوكرانيا، وثانيا، أن نتذكر أن الاتحاد الروسي لديه ترسانة كبيرة من الأسلحة النووية. وما حدث يظهر أن النظام السياسي الروسي يظهر هشاشة والقوة العسكرية متصدعة”.
من هنا توصل رئيس الدبلوماسية الأوروبية إلى نتيجة متشائمة للغاية. بانه “من السيئ أن تنغمس روسيا النووية في حالة عدم الاستقرار السياسي”.
ناقش مجموعة الدول السبع التي تضم الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وألمانيا وإيطاليا وفرنسا واليابان وكندا، الموضوع من دون إعطاء تفاصيل. لكن تصريحات وتصرفات سلطات هذه الدول اشارت إلى أنه لم يكن هناك موقف واحد في تقييم ما حدث. واعتبر أنه من السابق لأوانه استخلاص النتائج لكن لا بد من الاستعداد لتطوير الخطط وفقًا “لسيناريوهات مختلفة”. أحدها، وفقًا لصحيفة التايمز، نقلاً عن مصادر خاصة أن روسيا يمكن أن تنهار فجأة. إذ يزعم عدد من الخبراء ذلك ويوصون بعدم استبعاد هذا الاحتمال.
لقد فاجأت الأحداث في روسيا الغرب، على الرغم من أن زعزعة الاستقرار في الاتحاد الروسي كانت متوقعة هناك بالتأكيد. والجميع كان ينتظر ما سيحدث تدريجياً. ولم يكن احد يتحدث عن إمكانية قيام فاغنر بمحاولة غير متوقعة بالذهاب إلى موسكو، والجميع بات يتخوف من مصير الاسلحة النووية الموجودة لدى روسيا ومن وقوعها بأيدي عصابات او تجار.
لقد فشل وزارء خارجية الاتحاد الأوروبي في وضع تقييم مفصل عام لما حدث. ولم يكن لديهم استراتيجية للتعامل مع الازمة وبينوا عن عدم قدرة على التنبؤ السياسي للاحداث داخل روسيا، وربما سيستغرق ذلك وقتًا لإعداده من أجل الوصول على تقييم فاعل.
في المقابل، تم الاتفاق خلال الاجتماع على الحزمة الحادية عشرة من العقوبات من قبل الممثلين الدائمين لدول الاتحاد الأوروبي، الا ان الامر لم يخل من الصعوبات، لكنهم تمكنوا من التوصل إلى اتفاق مع اليونان والمجر. وكان لكلا البلدين مطالباتهم الخاصة بالحزمة الحادية عشرة، وتبين في النهاية أن العقوبات المتعلقة بالنقل البحري الروسي لا تتعدى على مصالح مالكي السفن اليونانيين وربطت المجر، بين سحب حق النقض على الحزمة الحادية عشرة مع استبعاد مصرفها من القائمة السوداء الأوكرانية، وموقفها، على ما يبدو، جاء من دون ضغوط من بروكسل وواشنطن. الآن لا تعد بودابست إلا بمنع المساعدات لأوكرانيا من خلال الناتو جزئيًا فقط. لذلك كان على وزراء الخارجية فقط الموافقة على الحزمة ولكن فيما بعد تقرر ذلك في بروكسل وتم الانتقال إلى مواضيع أخرى.