أفعانستان لن تخرب أمن أوزباكستان
د.خالد العزي
قام وفد من وزارة الداخلية الأفغانية وشؤون الحدود والقبلية، برئاسة وزير ملاوي غلام نبي صميم، بزيارة أوزباكستان، حيث التقى قيادة قوات حرس الحدود في الجمهورية. وناقشت المحادثات أمن الحدود المشتركة، فضلا عن المشكلات التي يواجهها السكان المحليون. وعلى ما يبدو، كان الأمر يتعلق بالحصول على المياه وتنفيذ مشروع قناة مياه كوشتيبا، الذي وعد رئيس أوزباكستان شوكت ميرزاييف بالمساعدة في استكمال برنامجه الانتخابي، والذي سينفذه في السنوات السبع المقبلة.
وفي المقابل وافقت اللجنة المركزية للانتخابات في أوزباكستان بتاريخ 11 تموز /يوليو 2023، على نتائج الانتخابات المبكرة التي فاز فيها الرئيس الحالي، وحصل على 87.05% من الأصوات.
انتبهت طشقند إلى عدم المجادلة مع كابول، لأن أفغانستان لها الحق في استخدام مياه نهر آمو داريا العابر للحدود، واقترحت بناء قناة بالتعاون مع الجانب الأوزبكي. فأفغانستان لم تستخدم هذه المياه منذ ما يقرب من 30 عامًا، واليوم الحاجة إلى المياه مرتفعة للغاية. لذلك، سلكت طشقند طريق الحوار مع كابول وهي تحاول تحويل العلاقات مع طالبان إلى اتجاه بناء، وطالبان منفتحة على هذه المفاوضات، حيث اتفق الطرفان على عقد مجموعة عمل، وإشراك المتخصصين المؤهلين من أوزباكستان لمعالجة قضايا إدارة المياه، وبناء مرافق الري التي تلبي جميع المتطلبات الحديثة. إنطلاقا من حقيقة أن للجانب الأفغاني الحق في سحب المياه.
لذلك تحاول أوزباكستان المساعدة في تنفيذ مشروع من شأنه أن يساهم في استعادة المياه والزراعة، وبشكل عام، إعادة البناء الاجتماعي والاقتصادي لأفغانستان. وبالمناسبة يعيش حوالي 80% من السكان الأفغان على الزراعة. لأنه لا يمكن لأوزباكستان منع بناء مرفق للمياه، على الرغم من حقيقة أن الجمهورية سوف تتلقى أقل من 15 % من المياه سنويا.
أوزباكستان تعلم بان الانتعاش الاقتصادي مفتاحًا لتحقيق سلام دائم في أفغانستان، وخاصة لأن الرئيس شوكت ميرزاييف تحدث علانية عن نقص المياه في برنامجه الانتخابي. وقد أعلن عن استراتيجية وطنية لتطوير الزراعة، مع مراعاة تغير المناخ وتدهور التربة، والتي تنطوي على التكيف مع الظروف الجديدة لندرة المياه.
وتهتم القيادة الأفغانية حاليَا بحل مشكلة الجوع بظل الظروف التي يتم فيها تخفيض المساعدات الإنسانية العالمي حيث كانت الأمم المتحدة قد وعدت بتخصيص 4.6 مليار دولار كمساعدات لأفغانستان، ثم تم تخفيض هذا الرقم إلى 3.2 مليار دولار، ولكن تم تخصيص 15% فقط من هذا المبلغ حتى الآن ــــ أي حوالي 80% من سكان أفغانستان بحاجة إلى مساعدات طارئة، و ملايين شخص على وشك المجاعة. لذلك، تحتاج أفغانستان إلى مواصلة تقديم المساعدة.
طالبان اليوم هي القوة العسكرية السياسية الوحيدة التي تضمن الاستقرار في أفغانستان. وطالبان تقاتل “الدولة الإسلامية” المعترف بها من قبل المجتمع الدولي. ولكن لسوء الحظ، المشكلات الاجتماعية والاقتصادية، ونقص الأموال يعيق إمكانات مكافحة الإرهاب. وتمكنت حركة طالبان من تشكيل جيش قوامه حوالي 200 ألف شخص، وتعيين حكام جدد للمحافظات، وإعادة ضبط الجمارك.
في العام الماضي، جمعت السلطات 2.2 مليار دولار دولارات من الضرائب، مما يعني أن الوكالات الحكومية تعمل. ولأول مرة منذ سنوات، تضاعفت الصادرات من أفغانستان ثلاث مرات وبلغت 1.9 مليار دولار، لكن البلاد بحاجة إلى متخصصين ومساعدة دولية، حيث أن السلطات مهتمة بالحفاظ على الاستقرار العسكري والسياسي.
وعلى الرغم من الشائعات التي تفيد بأن الآلاف من المتطرفين المسلحين قد تراكموا بالقرب من الحدود مع أوزبكستان كما يتم تداولها بشكل أساسي من قبل الولايات المتحدة. مما يعتبر ذلك السبب الاساسي لزيارة وفد أفغاني إلى أوزباكستان وبحسب تصريحات رئيس الوفد الزائر بان بلاده لن تسمح للمسلحين من مختلف الجماعات المتمردة باستخدام أراضي أفغانستان ضد دولة مجاورة، حيث اعطى افادة عن تأكيدات افغانية لمنع أي محاولات لزعزعة استقرار الوضع على الحدود.