بين كارثة ليبيا وزلزال المغرب غضب للطبيعة أم إغضاب البشر لها؟!
سمير سكاف
بين فيضانات درنه في ليبيا وزلزال الأطلس في المغرب وفيضانات آسيا وزلازل آسيا وتونس وتركيا، وحرائق كندا واليونان وايطاليا وموجة الحر في شمال أفريقيا والدول العربية… تعبر الطبيعة عن غضبها العارم عن تغيير مناخي يسببه الانسان بسوء تصرفه بشكل أساسي. ولكنها تضيف عليه غضباً زلزالياً لا يُتهم به الانسان بعد! باستثناء تهم يتيمة لبعض الأفعال كالتجارب النووية تحت الأرض، أو حتى تفجيرات المناجم.
ولكن الفرق بين ظاهرة التغيير المناخي والحركة الزلزالية كبير جداً لجهة تحديد المسؤولية. فالمناخ، وإن تأثر بظواهر من خارج الأرض، ومن حركة القمر والكواكب القريبة أو حتى الشمس، فإن ظاهرة التغيير المناخي هي نتيجة تصرفات البشر التي تستهلك طاقة أحفورية في لحظات احتاجت لملايين السنين لتتكون، وتحول الكربون المتراكم بحرقه الى ثاني أوكسيد الكربون، بالإضافة الى انتاج غازات دفيئة أخرى.
أما حركة الزلازل أو الهزات الأرضية (لا فرق بينهما) فهي يومية ومستمرة. وهناك آلاف الهزات الأرضية اليومية. ولكن الانسان لا يشعر بها بالإجمال عندما لا تتخطى قوتها 3.5 درجات على مقياس ريختر. في حين أن أقصى ما تمّ تسجيله هو 9.1 ريختر (بحسب البعض 3 زلازل في التاريخ بلغت حوالى 9.5 ريختر). ويصعب لأي منشآت بشرية أن تصمد في هذه الظروف. علماً أن كوكب الأرض لا يشهد تفجيرات بركانية جديدة.
سيزداد غضب الطبيعة و”الانهيار المناخي” والتطرف المناخي، من دون تطرف في الأضرار بعد! ولكن تطرف الأضرار آت للأسف لا محالة، في ظل تأخر الانسان عن التحول الى الطاقات المتجددة ووقف كل ما يؤثر على حركة الصفائح التكتونية، التي لن تتوقف عن الحركة على أي حال وإذا كانت الطبيعة تغضب وحدها، فمن الضروري ألا يساهم الانسان بإغضابها بأفعاله وبزيادة غضبها، لأنه سيدفع بذلك الثمن من استمرار حياته عليها.