علاقات متوترة بين روسيا ودول الاتحاد السوفياتي السابق

علاقات متوترة بين روسيا ودول الاتحاد السوفياتي السابق

د.خالد العزي

جذب الوضع في أرمينيا انتباه الشركاء الغربيين وروسيا خلال الاسبوع الماضي، وأصدر ممثلو الاتحاد الروسي بيانا أشاروا فيه إلى “الخطوات غير الودية” التي اتخذتها يريفان، بما في ذلك إطلاق عملية التصديق على نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، ورحلة زوجة رئيس وزراء أرمينيا إلى أوكرانيا لنقل المساعدات الإنسانية إلى نظام كييف، وإجراء مناورات على الأراضي الأرمنية بمشاركة الولايات المتحدة التي بدأت بتاريخ 11 ايلول سبتمبر الجاري.

عشية التحضير لاجتماع  ما تبقى  من دول الاتحاد السوفياتي السابق المنضوية في اطار الاتحاد الاقتصادي تنفجر العديد من المشكلات والازمات في هذه الدول بوجه روسيا التي تسعى لتجميد اي مشكلة او اية قضية بظل المواجهة التي تخوضها مع أوكرانيا.

التوتر بين موسكو ويريفان

ما حصل مع ارمينا يعتبر توتر جديد في العلاقات  الروسية ـــ الارمنية  بالرغم من التأكيد على أن موسكو تؤمن إيماناً راسخاً بأن روسيا وأرمينيا ستظلان حليفتين وأن جميع الاتفاقيات المتعلقة بتطوير وتعزيز علاقات الشراكة سيتم تنفيذها بالكامل لصالح شعبي البلدين. ويتعلق هذا، من بين أمور أخرى، بتنظيم مناورات داخل منظمة معاهدة الأمن الجماعي وإرسال بعثة مراقبة تابعة للمنظمة لاحقًا إلى الجمهورية من أجل تسهيل التسوية بين أرمينيا وأذربيجان.

لكن من جهة أخرى، باتت الأوضاع على الحدود الأرمنية ـــ الأذربيجانية أكثر تعقيدا، وفي تطور لافت لجهة تصادم الأرمن وأذربيجان في منطقة ناغورني كاراباخ واقفال الممرات التي تربط الاقليم بيريفان ومنع المواد الغذائية من الوصول الى مناطق الاقليم.

وفي الوقت الذي عرض رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان الوضع عبر الهاتف وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن. وشدد  على ضرورة ضمان السلام والاستقرار في المنطقة. وأشار باشينيان إلى استعداده لإجراء مباحثات عاجلة مع الرئيس الأذربيجاني لهذا الغرض.

الانزعاج الايراني من يريفان

بهذا التقارب بين ايران وارمينيا أصبحت إيران قلقة بشأن الوضع. وبحسب وسائل إعلام إيرانية، لقد ناقش الرئيس إبراهيم رئيسي الأمر مع نيكول باشينيان في محادثة هاتفية. وأكد رئيسي على دور إيران كلاعب إقليمي، وقال إن إيران مستعدة لاتخاذ خطواتها الخاصة لمنع أي تغييرات سياسية في المنطقة. كما أكد أن طهران ضد أي توتر إقليمي أو أي تغيير في الحدود التاريخية في المنطقة. إيران على استعداد للقيام بدور في حل المشكلات الإقليمية من خلال المفاوضات الدبلوماسية. وكذلك تسعى إلى تكثيف العلاقات الاقتصادية والتجارية مع أرمينيا وتسريع تنفيذ الاتفاقيات الموقعة بين البلدين الجارين.

الخلافات الجورجية ومستقبل العلاقة مع روسيا

في جورجيا استمرت المواجهة بين الرئيس والحكومة، وكان جوهرها رحلة سالومي زورابيشفيلي إلى دول الاتحاد الأوروبي دون موافقة الحكومة. اتهم حزب الحلم الجورجي الحاكم سالومي زورابيشفيلي بانتهاك الدستور وبدأ التحضير لإجراءات عزل الرئيس. أدلت زورابيشفيلي ببيان قالت فيه إنها ستواصل السفر إلى أي مكان تراه مناسبًا، من أجل دمج جورجيا في الاتحاد الأوروبي. وحذر رئيس جورجيا قائلاً: “إذا فهمت الحكومة ذلك وقبلته، فسيكون ذلك أمراً جيداً للغاية… وإذا لم يكن الأمر كذلك، فمن المحتمل أن مستقبلها سيعتمد على ذلك“.

صراع الغاز بين موسكو – كيشينيف

بينما واصلت حكومة مولدوفا تسوية الأمور مع شركة غازبروم. وأعلنت كشينيوف بأنها تعتزم أن تدفع لمورد الغاز 8.6 مليون يورو بدلا من 709 ملايين دولار أشار إليها القلق، وفي هذه المرحلة تعتبر مسألة الديون التاريخية لمولدوفا قد تم حلها. وان نتائج التدقيق الدولي، الذي اعترف بالديون على أنها غير مؤكدة. وفي الوقت نفسه، لم يتم نشر وثائق التفتيش.

وذكرت الخدمة الصحفية لشركة الغاز الروسية أن شركة غازبروم لا توافق بشكل قاطع على تصريحات الجانب المولدوفي. وفي كيشينيف، كانوا يشعرون بالقلق من أن شركة غازبروم قد توقف إمدادات الغاز إلى مولدوفا. وهذا من شأنه أن يؤدي إلى وقف مشروع مولدافسكايا غاز  في ترانسنيستريا، الذي يزود مولدوفا بالكهرباء الرخيصة ويعمل بالغاز. أعلنت كيشينيف عن نيتها زيادة التدفق العكسي لخط أنابيب الغاز عبر البلقان.

 

Visited 6 times, 1 visit(s) today
شارك الموضوع

د. خالد العزي

أستاذ جامعي وباحث لبناني