ديون قيرغيزستان والمشاريع الخضراء
د.خالد العزي
حل زعماء دول آسيا الوسطى مشكلاتهم على هامش جلسة الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث قدم رؤساء هذه الدول تقاريرا في هذا المجال في الدورة الثامنة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك. فعلى سبيل المثال، اقترح زعيم قيرغيزستان صدر جباروف مبادلة ديون قيرغيزستان الخارجية بمشاريع “خضراء” في اقتصاد البلاد. ودعا رئيس كازاخستان قاسم جومارت توكاييف، الدول الأعضاء في المنظمة إلى التوحد والمواجهة المشتركة للتحديات العالمية، التي تفاقمت بسبب الاضطرابات الجيوسياسية. كما أصبحت قمة زعماء العالم منصة مناسبة لعقد اجتماعات ثنائية، تمت خلالها مناقشة قضايا توسيع التعاون بين الدول.
اقترح جباروف إنشاء صندوق للتكيف مع تغير المناخ ومبادلة الديون الخارجية لقيرغيزستان بالتزامات تنفيذ مشاريع في الاقتصاد “الأخضر”. ووفقا له، في قيرغيزستان على مدى السنوات العشرين الماضية، تجاوز معدل الزيادة في متوسط درجات الحرارة المتوسط العالمي. وسلط الضوء على ذوبان الأنهار الجليدية وانخفاض منسوب المياه، وهو ما قال إنه قد يؤدي إلى تفاقم انعدام الأمن الغذائي في المنطقة وتسريع وتيرة الفقر والهجرة وعدم المساواة. “من أجل الحفاظ على الأنهار الجليدية والنظم الإيكولوجية الجبلية، فإننا ندعو إلى تمويل مستهدف منفصل للبلدان الجبلية النامية الأكثر ضعفا من خلال إنشاء صندوق خاص، تحت رعاية الأمم المتحدة، لتنفيذ برامج التكيف مع تغير المناخ وتبادل الخبرات”. وقال جباروف: “الديون الخارجية للمشاريع البيئية”.
لقد استخدم رئيسا قيرغيزستان وكازاخستان بنشاط موضوع أهداف التنمية المستدامة في تقاريرهم لان تحقيق أهداف التنمية المستدامة يمثل أولوية وطنية. حيث أصبحت مبادئ التنمية المستدامة الموضوع الرئيسي لاستراتيجييتهم وبرامجهم الوطنية.
هناك حاجة ماسة إلى العمل المشترك لتحقيق مستقبل مشترك ومستدام. وهذا يتطلب “تعزيز مبدأ الأمم المتحدة الواحدة على المستوى الإقليمي لضمان مستقبل أفضل”.
وقد بدأت كازاخستان في إنشاء مركز إقليمي لأهداف التنمية المستدامة لآسيا الوسطى وأفغانستان على أراضي الجمهورية. يهدف الى بث حياة جديدة في الهيكل المالي الدولي “لإن النظام المالي ينبغي أن يعزز المساواة لجميع البلدان، وليس فقط لقلة مختارة.
ومن المعروف بان الجلسة مع رؤساء دول آسيا الوسطى قد ساهمت بنقاش مفصل حول تطوير ممرات النقل الدولية، ولا سيما الطريق المتعدد الوسائط عبر قزوين، وكذلك تبادل وجهات النظر حول تطور الوضع في أفغانستان، بما في ذلك الجهود الرامية إلى تقديم المساعدة الإنسانية للشعب الأفغاني.
لقد أجرى جميع قادة دول آسيا الوسطى تقريبًا محادثات مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش. فإن اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة هو شكل مناسب ومريح يمكن من خلاله عقد سلسلة كاملة من الاجتماعات الثنائية حول القضايا المهمة للتنمية الثنائية. والجدير ذكره الرؤساء استخدموا بمهارة موضوع أهداف التنمية المستدامة. من خلال خطوات نشطة من أجل الارتقاء في التصنيف العالمي وتهيئة الظروف لمكافحة الفقر“.