ما بعد “طوفان الأقصى”.. مسار جديد
حسين عطايا
لاشك انه للمرة الاولى تُنفذ عملية نوعية من قِبل فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة ، الذي كان على الدوام خاضع لهجمات إسرائيلية متواصلة في اكثر من عام وفي اكثر من مناسبة تُخطط لها القيادة الصهيونية وتنفذها على حساب الدم الفلسطيني في فلسطين وكل اماكن الشتات .
للمرة الاولى بعد ٦ اكتوبر ١٩٧٣ تقوم وحدات مقاتلة عربية باقتحام حدود الكيان الاسرائيلي والتي كانت مفاجئة لجنود العدو وقادته ، إذن بين ٦ اوكتوبر ١٩٧٣ حيث تمكنت القوات المصرية من عبور قناة السويس وتحطيم خط بارليف المحصن والتي دفعت عليه إسرائيل مليارات الدولارات وقد كانت تتغنى بهذا الجدار العظيم والخط التي اسمته بارليف تيمنا باسم احد قادتها .
اليوم في السابع من اكتوبر ٢٠٢٣ مسافة زمن واجيال فأتت عملية طوفان الاقصى لتُفاجيء الجيش الصهيوني وقادته كما القيادات السياسية مما قامت به الفصائل الفلسطينية ، وهذا ما يُثبت جدياً عن وهن وضعف في الاستعداد الاسرائيلي مما يُلحقُ الاذى الكبير في صورة قوة الجيش الاسرائيلي وإمكانية الردع التي طالما تغنى بها .
هذا الامر يضع إسرائيل وقوتها على المحك في اية منازلة جديدة مع إحدى الدول العربية المواجهة ، فما حصل اليوم والذي اكتسب اهمية استراتيجية وليس عمل تكتيكي صغير ، مما يضع مستقبل الكيان الاسرائيلي برمته على المحك .
اليوم وبهذه العملية المفاجئة والتي شكلت سابقة غير مسبوقة بتاريخ الكيان الاسرائيلي منذ تأسيسه ، خصوصاً حين نرى اعداد الاسرى الكبير من الجيش الصهيوني والمستوطنين ، حيث سيطرت الفصائل الفلسطينية على مجموعة مستوطنات غلاف قطاع غزة ، والتي كان يُشكل تطوراً دراماتيكياً في الصراع الفلسطيني الاسرائيلي في داخل حدود فلسطين التاريخية .
هذا اأامر سيضع المنطقة العربية برمتها والشرق الاوسط على مسار جديد ، قد يُغير وجه المنطقة وحقيقة الصراع العربي الاسرائيلي لسنوات طويلة ، حتى ولو بعد ظهر اليوم او غداً انسحب مقاتلي الفصائل الفلسطينية من مستوطنات الغلاف وعادوا لقطاع غزة ، هذا الامر لن ينتهي بل سيترك مساراً جديداً للاحداث القادمة ولفترات طويلة .