عندما توظف “الليغا” كمنصة سياسية!

مدريد – عبد العلي جدوبي 

         تحولت رياضة كره القدم في إسبانيا خلال السنوات الأخيرة، إلى مكون للهوية الإسبانية، وفرضت وجودها في أروقة السياسة والاقتصاد، وباتت مباريات الكلاسيكو التي تجمع برشلونة بريال مدريد أحد أهم اللقاءات الرياضية وأكثرها متابعة عالميا، إلا أن بطولة هذا الموسم إثر تجاوزات بعض الحكام، باتت تشكل عبئا ثقيلا على بعض الأندية وعلى الجماهير الرياضية على حد سواء.

وتشير تقارير صحفية إسبانية إلى أن فريق برشلونة الذي يسهم في انتعاش السياحة الرياضية بإقليم كطالونيا ويدعم الاقتصاد (اقليم كتالونيا يسهم بخمس الاقتصاد الاسباني)، أصبح غير قادر على دفع رواتب اللاعبين بسبب الضائقة المالية، وهو يحتاج حسب ما يروج في الكواليس إلى الفوز بالليغا وبأية طريقة كانت لتسوية الوضع المالي المتدهور، وهو ما تعمل بعد الجهات إلى ترتيبه مع لجنة الحكام، بحسب ما كشفت عنه الصحيفة الإسبانية “ماركا”، وبالتالي إرضاء للحكومة المحلية لكتالونيا، التي تشهد هذه الأيام حركة غير عادية لبعض الأحزاب المنددة بسياسة مدريد!

ولهذا، ففريق برشلونة مطالب بالفوز بالبطوله لإنقاد الموسم من الإفلاس التام، حتى يجني “ثمار الفوز” والحصول على 60 مليون يورو، فضلا على مبالغ مالية إضافية، عن طريق مستشهرين، ليصل المبلغ في مجمله إلى 85 مليون يورو، وهو ما يمهد أيضا لإنتعاش اقتصادي للسياحة الرياضية في إقليم كطالونيا، التي تأثرت جراء احتجاجات وتهديدات المواطنين الكتالان السنة الماضية.  

ومن أجل فوز برشلونة بالليغا، حسب مراقبين، تم اعتماد تسجيل بعض اللاعبين في قوائم الفريق بطريقه غير قانونية، وهذا إجراء مخالف لقوانين الاتحاد الاسباني لكرة القدم، وإشارة واضحة للعيان على أن أمرا ما، يطبخ في كواليس لجنة الحكام التي وصفتها إدارة ريال مدريد بغير النزيهة، والتي أضافت إنها تمهد الطريق للفريق الكطلاني للظفر بالبطولة لتخطي أزمته الحالية، وذلك بعد أن تورط 12 حكما لديهم علاقة بفريق برشلونة بالفساد الرياضي، ويجري التحقيق معهم! وتضيف صحيفة “ماركا” أن الفريق يواجه اتهامات رسمية جنائية بتقديم رشاوي إلى لجنة التحكيم الاسبانيه منذ العام 2018، مع اعترافات كاملة من المتهمين دافع المال، وكل هذه القضايا تنتظر الأحكام النهائية بشأنها.

فلم تقتصر الاحتجاجات من طرف فريق ريال مدريد فحسب ضد فساد التحكيم، بل شملت فرقا إسبانية أخرى رأت أنها متضررة  من بعض القرارات الظالمة خلال هذا الموسم بالخصوص، ولتفادي هذه المعضلة التحكيمية ووفقا لصحيفة “آس إن” المقربة من فريق برشلونة، فإن رئيس الاتحاد الاسباني لكره القدم (رافائيل لوزان) يخطط لإجراء تغييرات جدرية على المنظومة التحكيمية بعد سلسلة من الاحتجاجات القوية والمتكررة وفق ضوابط مدروسة لتجنب المزيد من الأزمات كما قال..

ويشار إلى أنه  منذ انطلاق الموسم الكروي الحالي لـ (الليغا)، واجهت عدد من الأندية الإسبانية، وفي مقدمتها ريال مدريد، سلسلة من القرارات التحكيمية المثيرة  للجدل، مما أدى إلى تصاعد التوتر داخل أروقة الأندية  وبين جماهير اللعبة. 

وفي هذا الصدد طرح فريق ريال مدريد مشروع إصلاح منظومة التحكيم في إسبانيا، قدمه رسميا إلى الاتحاد الاسباني لكرة القدم، وسيقوم النادي بنشر مشروع المقترح لحشد التأييد اللازم من أجل البدء في إجراءات مناقشات رسمية، ومن أبرز ما جاء في المشروع، إبعاد الحكام 12 الذين لهم علاقة بالفساد الرياضي، أولئك الذين تجرى  تحقيقات معهم!!