كرة القدم وأحداث غزة بين الرقابة والصمت 

كرة القدم وأحداث غزة بين الرقابة والصمت 

المعطي قبال ـــ كاركاسون 
 
بعد أن أوقف نادي ماينز الألماني اللاعب أنور الغازي، وهو رياضي هولندي من أصول مغربية، وذلك على خلفية طرحه لمنشور يخص الحرب بين إسرائيل وفلسطين في غزة، الشيء الذي اعتبره الفريق « غير مقبول » مما أدى إلى إيقاف اللاعب، ذهب فريق نيس الفرنسي أبعد من ذلك لما أوقف اللاعب الجزائري يوسف عطال الذي يلعب ظهيرا أيمن في الفريق وذلك بسبب طرحه لمقطع فيديو على حسابه في مواقع التواصل الاجتماعي بشأن الحرب بين إسرائيل وحماس. الفرق بين القضيتين هو تدخل العدالة في حالة يوسف عطال حيث فتحت النيابة العامة تحقيقا أوليا، ضد اللاعب الجزائري بتهمة “الدفاع عن الإرهاب” و”التحريض على الكراهية أو العنف على أساس دين معين ».
وجاء في المنشور الذي وقعه عطال دعاء بأنّ “يرسل الله يوماً أسود لليهود ». اوقف عطال إذا إلى إشعار آخر وبالرغم من اعتذاره وسحبه للمنشور ستبقى الكلمة للعدالة. وسبق لرئيس بلدية مدينة نيس، كريستيان إيستروزي أن علّق قائلاً : “أتوقع من يوسف عطال، إذا كان قد تم استغلاله، أن يعتذر ويندد بإرهابيي حماس. إذا لم يكن الأمر كذلك، فلن يكون له مكانه في نادينا ». وبما أن كل يوم يأتي بالجديد في موضوع الإرهاب، معاداة السامية، الولاء للإخوانية، الجهادية السلفية وهلم جرا، فقد خرج جيرالد دارمانان، وزير الداخلية الفرنسي إلى المشهد الإعلامي ليعلن أن اللاعب الدولي، كريم بنزيمة، الحائز على الكرة الذهبية، « على علاقة واضحة مع الإخوان المسلمين. ».
وأشار المقربون من الوزير بأنه يلاحظ منذ عدة سنوات انزلاق تدريجي لبنزيمة نحو إسلام متشدد، تطبعه الأيديولوجيا الإخوانية ويقتضي بنشر المعايير الإسلامية بمختلف فضاءات المجتمع، وبالأخص في فضاء الرياضة ». كما يتضح هذا الميل يضيف بعض المعلقين في رفضه إنشاد لامارسياز، النشيد الوطني الفرنسي، مع الفريق الوطني، ودفاعه عبر منصات التواصل الاجتماعي على إقامة الصلاة ، صوم رمضان والقيام بمناسك الحج…
وسبق للاعب الاتحاد السعودي أن توجه ب« الصلوات » لمواطني غزة « الذين ينهال عليهم القصف الإسرائيلي الجائر الذي لا يستثني لا النساء ولا الأطفال » بحسب شهادته. وليس رد فعل وزير الداخلية الفرنسي بمنفرد بل ثمة أصوات صادرة عن اليمين الفرنسي المتطرف وعلى رأسها نادين مورانو التي اعتبرت بنزيمة « فرنسي بالورق »، أو إيريك زمور الذي قال في حقه أنه مسلم يسعى إلى تطبيق الشريعة فيما تحدث البعض الآخر عن إسقاط الجنسية الفرنسية في حقه. على ضوء تصريح جيرال درمان قرر بنزيمة رفع دعوى قضائية ضد الوزير بدعوى ان ما صرح به « يعتبر خبرا كاذبا ». من جهته، دخل على الخط جان-ليك ميلنشون مدافعا عن كريم بنزيمة واصفا إياه ب  « الشخصية المرموقة الخالية من الحقد الاثني والديني ».    
الخلاصة ونظرا لعدة عوامل سيكولوجية وسياسية فإن لاعبين آخرين من أصول مغاربية يلعبون في الأندية الأوروبية لم يعد بمقدورهم سوى الصمت دون اتخاد مواقف علنية مناصرة لفلسطين ومنتقدة لإسرائيل.
شارك الموضوع

المعطي قبّال

كاتب ومترجم مغربي - رئيس تحرير مساعد لموقع "السؤال الآن".

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *