أرضية الجامعة الربيعية لـ”أطاك المغرب” (الدورة 19).. من أجل الحرية والعدالة الاجتماعية

أرضية الجامعة الربيعية لـ”أطاك المغرب” (الدورة 19).. من أجل الحرية والعدالة الاجتماعية

أرضية الجامعة والأيام المفتوحة

تخليدا للذكرى 25 لتأسيسها، تنظم جمعية أطاك المغرب الجامعة الربيعية التاسعة عشرة وأياما مفتوحة في مدينة الرباط أيام 25-26-27 أبريل 2025 تحت شعار: “25 سنة من التثقيف الشعبي ودعم المقاومات: لنواصل مسيرة النضال من أجل الحرية والعدالة الاجتماعية”.

       منذ بداية القرن الحادي والعشرين، شهد المغرب انتشارا للأوراش الاقتصادية الكبرى (المخطط الجديد للإقلاع الصناعي، المغرب الأخضر، إلخ) ومشاريع البنية التحتية (ميناء طنجة المتوسط، القطار فائق السرعة، المناطق الصناعية، مشاريع الطاقة الشمسية، الملاعب الرياضية الكبرى، إلخ)، والتي تعطي صورة لبلد في طور التحديث الكامل، مفتوح على العالم الخارجي.

تندرج هذه الأوراش في إطار السياسات التي تؤطرها المؤسسات المالية الدولية الكبرى مثل صندوق النقد الدولي والبنك الدولي لتعزيز اندماج المغرب في سلاسل القيمة العالمية وتعزيز الاستثمار الخاص، والتي تزيد من اعتماد  البلد على السوق الدولية وزيادة ديونها وارتهانها أكثر بالخارج من خلال فقدانها لسيادتها الاقتصادية والغذائية والسياسية.  تترافق هذه الأوراش بإصلاحات قانونية مواتية لتراكم رأس المال في أيدي أقلية  على حساب احتياجات السكان (إلغاء القيود التنظيمية على سوق العمل ومرونته، وخوصصة الخدمات العمومية، و”إصلاح” الإطار العقاري الذي يسمح بالاستيلاء على الأراضي الجماعية والماء وما إلى ذلك من ثروات). إن نموذج النمو هذا المبني على تهميش  المواطنين/ات وتركيز الثروة جعل من المغرب البلد الأكثر تفاوتا في شمال أفريقيا.

نتج عن هذا الوضع عديد من الحراكات الشعبية والتعبئات الاجتماعية للدفاع عن مطالب مباشرة أو للتصدي للاستحواذ على الماء والأرض والثروات، كما حدث مع ساكنة بن صميم التي ناضلت ضد خوصصة الماء، أو ساكنة إفني من أجل مطالب اجتماعية (2005 و2008) أو أولاد اسبيطة في نضالهم ضد الاستحواذ على الأرض…الخ ، أوالنضال ضد التدبير المفوض وخوصصة الخدمات العمومية كنضال ساكنة طنجة ضد شركة أمنديس، وساكنة الرباط ضد شركة ريضال، وساكنة بوعرفة ضد غلاء فواتير الماء والكهرباء. وفي سياق أزمة غلاء المواد الاستهلاكية  ظهرت تنسيقيات مناهضة الغلاء في أكثر من خمسين مدينة مغربية سنة 2006 توجت هذه النضالات سنة 2011 بحراك  20 فبراير  المطالب بالحرية والكرامة و العدالة الاجتماعية ، تلى ذلك انفجارات  شعبية عديدة:  حراك الريف سنة 2016، حراك زاكورة سنة 2017 وحراك جرادة سنة 2018، حراك فجيج 2021 احتجاجا على تردي الوضع الصحي و ابتداء من نوفمبر 2023 رفضا لتوفيت تدبير الماء لشركة خاصة. كما وقعت العديد من النضالات العمالية و الشعبية، كان أبرزها حراك شغيلة التعليم ضد الهجوم على التعليم كخدمة عمومية…. تعكس هذه الدينامية المتواصلة فشل السياسات الليبرالية في الاستجابة للحاجيات الأساسية للمواطنين و المواطنات والتي تسمح في المقابل بمراكمة الثروة في أيادي الرأسمال المحلي و الاجنبي وتعمق بذلك الفوارق الاجتماعية بدفع المزيد من السكان إلى حافة العوز

تتوسع هذه الأوراش الليبرالية مع استعداد المغرب لاستقبال كأس العالم في كرة القدم، والتي تتسم باعادة تنظيم المجالات الجغرافية واخلاء أحياء سكنية بكاملها، واستثمارات ضخمة تعمق مديونية البلد وخضوعه أكثر لشروط الدائنين وتسريع الهجومات على المكاسب: إصلاح أنظمة التقاعد، اصدار قانون تقنين الإضراب، تقليص دعم صندوق المقاصة، وأيضا تحرير معدل الصرف، الخ . تؤدي الطبقات الشعبية نتائج هذه السياسات من خلال غلاء أسعار المواد والخدمات، وضعف القدرة الشرائية نتيجة حد أدنى للأجر هزيل، وتحمل أكثر فأكثر مصاريف تعليم أبنائها وتغطيتها الصحية.

واجهت هذه الحركات صعوبات في تحقيق أهدافها بسب  تشتتها وانعدام  مُجَمِّع لتنسيق نضالاتها ، على الرغم من تكامل مطالبها وإمكانية تقارب وتوحيد نضالاتها. وهذه هي المخاطر التي ينبغي معالجتها في وقت تكثف فيه الدولة هجومها على الحريات الفردية والسياسية والنقابية وتجرم أي شكل من أشكال الاحتجاج ضد سياساتها اللاشعبية،.وتلاحق الصحفيين والمدونين وكل الأصوات المعارضة ذات التأثير الجماهيري وتضييق الخناق على الجمعيات الجادة …الخ . ومنذ  دجنبر 2020  دخلت الدولة في تطبيع مكشوف مع النظام الصهيوني ، شمل مجالات الاقتصاد والسياسة والثقافة والجانب العسكري وكل مناحي الحياة .

ورغم مرور أكثر من ثمانية عشر شهرا على بدء الحراك الشعبي بالمغرب ضد حرب الإبادة في غزة، لم تضعف الحركة ، فإن تطبيع علاقات الدولة مع العدو الصهيوني يتواصل رغم الرفض الشعبي الواسع له، كما أن هجوم النظام على الأصوات الاحتجاجية يتصاعد، مما يطرح السؤال حول الاستراتيجيات وأشكال التنظيم التي تحتاجها الحركة لمحاربة التطبيع بشكل فعال.

تهدف الجامعة الربيعية لأطاك المغرب، التي ستنظم في الفترة الممتدة من 25 إلى 27 أبريل 2025 في الرباط، إلى تسليط الضوء على هذه القضايا  و النقاش إلى جانب بعض ممثلي النضالات الشعبية التي عرفها المغرب في السنوات الأخيرة  بهدف مواجهة التحديات ورسم آفاق النضال من أجل مغرب الحرية والكرامة و العدالة الاجتماعية.

ستسبق الجامعة الربيعية أيام مفتوحة بمقر جمعية أطاك المغرب بالرباط من 21 إلى 24 أبريل 2025، ببرنامج متكامل من الأنشطة التي تهدف إلى التعريف بالجمعية، والتزاماتها إلى جانب النضالات الاجتماعية والشعبية، والموضوعات التي تشتغل عليها (الديون، المناخ، السيادة الغذائية، الخدمات العامة، النسوية…).

Visited 3 times, 1 visit(s) today
شارك الموضوع

السؤال الآن

منصة إلكترونية مستقلة