عن الساونا الروسية وتقاليد الطبخ واحتساء الشاي وتقاليد الدراسة
د. زياد منصور
أحد التقاليد الروسية المفضلة، والتي لا تزال سائدة منذ عدة قرون. بفضل تأثيرها الصحي وعلى عافية الجسد والروح لدى الإنسان الروسي، هي “البانيا الروسية”، حتى ظهر مثل روسي شعبي مأثور: “بدخول بخار الساونا، تقي نفسك من أربعين مرضاً”. هذا القول لا يزال منتشرا بين الناس إلى يومنا هذا.
“البانيا الروسية”
في روسيا، كان يتم تحضير حمامات البخار في أيام السبت، لأن هذا اليوم من الأسبوع كان يسمى “يوم الحمّام”؛ كان دخول حمام البخار يتم في يوم الزفاف، وفي اليوم التالي للعرس.
غرفة “الصوبنة” كانت تجاور حلّة المياه وذلك للاغتسال فيها مباشرة بعد أخذ الحمام البخاري؛ اليوم استبدلت الحلة بالمغطس والدوش. من عادات حمام البخار، هو أنه بعد الانتهاء به، يخرج المستحمين إلى خارج الحمام، إلى الثلج، ويتم الاستلقاء عليه وطمر الجسد بكميات من الثلوج، أو القفز على الثلج للذين لا طاقة لأجسادهم على إيجاد توازن بين الصقيع والبخار المرتفع الحرارة، حيث يسود اعتقاد أن هذا ينشط الدورة الدموية، وينشط العقل، ويحسن الذاكرة، ويحمي من الأمراض.
فالبانيا بهذا المعنى هي وسیلة لتنقية الجسد والروح اعتماداً على قوة النار المهلكة وطاقة الماء الحياتية ، ويسود الاعتقاد بأنها تساعد المستحم على أن يكون قوياً ومحمياً صحياً من العديد من الأمراض، توقد من الحطب مع استخدام حزمة من فروع شجرة البتولة ( فينيك) حيث يضرب الجسد والظهر بهذه الحزمة (الفينيك) ، ثم الخروج من الكوخ للغطس في الماء البارد أو إلى الجليد ،شكل البناء وطبيعة عمله البدائية لم تتغير، ظلت البانيا تستخدم كمكان للتداوي والشفاء من الأمراض من خلال طاقتي النار والماء حتى أصبحت تقالیدھا من أقدم النشاطات الشعبية الروسية حيث تنتشر عنها القصص في الحكايات الشعبية ،وكان الروس القدماء يعدون البانيا للضيف قبل أي شيء وبعد الانتهاء منه، يتم تقديم الطعام وتجهيز المبيت، حيث يمكن مناقشة ما جاء الضيف من أجله كما استخدمها الرهبان لاحقاً كأسلوب علاج فعال للعديد من الأمراض وبنوه في المصحات بعد اطلاعهم على المخطوطات اليونانية حول فوائد حمامات البخار.
البانيا هي فرن من حجارة الصوان مجهز بمدخنة، ويتم تحمية الفرن بدرجة حرارة عالية ثم تسكب الماء فوقها ليتصاعد البخار، بالإضافة إلى وجود مقاعد خشبية عريضة ليتمكن الأفراد من الاستلقاء أو الجلوس عليها للاستمتاع بالبخار أو التلظي بحرارتها، ويتم بناء الساونا من خشب أشجار البتولة أو أنواع خاصة فواحة من الصنوبر البري دون استخدام المسامير بل بتشبيك الأخشاب بعضها ببعض ولا يستخدم الروس الصابون والمياه، بل يأخذوا أكبر قدر ممكن من الحرارة عن طريق تسعير البخار في الهواء بحزم من الأغصان الطرية، ويسكبون عادة قليلا من النعناع أو الورود فوق الحجارة المتلظية ويقوم المستحون بمساعدة بعضهم بعضا لتنظيف الجسم عن طريق ضرب متلاحق بحزم الأغصان على الجسم.
يعتقد الروس، بل إن هناك دراسات مكثفة عن أهمية “البانيا” بأنها تنظّف الجسم من السموم، فالتعرق بسبب التبخر داخل الساونا يفتح مسام الجسد، ما سيؤدي إلى خروج زوائد المياه والملح من البشرة إضافة إلى الأتربة التي تدمرّ خلايا البشرة وتؤدي إلى شيخوختها، ، فالجلوس في غرفة البخار الساخنة ثم الغوص في مسبح “البانیا” المثلج سينظف الجسم بطريقة لا مثيل لها ، كما يرخي عضلات الجسم فالحرارة العالية والرطوبة في الساونا ترخّي العضلات وتبعد عنهما الأوجاع، كما تحارب التوتر وترخّي الأعصاب، ويزيد من نشاط الدورة الدموية وتزبد من تدفقّ الدمّ ووصول الأوكسجين إلى القلب، الرئتين، والشرايين، والأوردة إضافة إلى الأماكن المستعصية مثل العظام والأسنان. المهم أنها تقضي على الوزن الزائد الوزن الزائد، إذ يحرق الحمام 300 سعرة حرارية في جلسة واحدة، وتقوي جهاز المناعة.
تقاليد الطهي
عادات الطهي عند الشعب الروسي هي طقوس تشكلت في أوقات مختلفة، بدأ بعضها يجسد السمات الوطنية للشعب السلافي، على سبيل المثال بدأت ترسم وتصنع الأساطير حول الضيافة الروسية.
شرب الشاي
احتفالات شرب الشاي وكل ما يرافقها من تقاليد وأعراف وقعت التعارف، بدأت في القرن السابع عشر في روسيا، وذلك بعد استلام الدفعة الأولى من أوراق الشاي الصيني. في البداية، شرب الأثرياء فقط الشاي، وفي وقت لاحق، عندما أتيحت الفرصة للناس من مختلف الطبقات لشرب الشاي، انتشر هذا التقليد على نطاق واسع.
لشرب الشاي، توضع طاولة كبيرة مغطاة بغطاء ثمين مزركش للدلالة على أهمية هذا الشراب، يوضع السماور (إبريق تسخين المياه) على صينية في المنتصف (حتى لا ينسكب الماء)، وبجانبها أطباق مليئة بأنواع من الحلويات: العسل، المربى، السكر مقطوع، وحلويات من أصناف تتوفر في المنزل، إلخ. أثناء شرب الشاي وتناوله، تدور الأحاديث المختلفة، وفي حفل شاي واحد كان يشرب ما بين خمسة إلى 20 كوبًا من الشاي.
بهذا المعنى فإن احتساء الشاي هو جزء مهم للغاية من الثقافة الروسية. الشاي يدفئ الجسم، وينشط الإنسان. هكذا فإن الشاي في روسيا ليس مجرد مشروب -إنه نشاط اجتماعي ذو تقاليد بعيدة المدى ضاربة في التاريخ. يقدم الشاي في روسيا ثقيلا في إبريق، ويخففونه في الفناجين مباشرة بماء غال من السماور. ويعود الفضل في التطور الواسع للشاي بروسيا إلى إنتاج السماورات الذي ظهر في النصف الثاني من القرن الثامن عشر في أورال، ثم أصبح لمدة طويلة العمل الرئيسي لمعلمي تولا. وقد أصبح معمل فاسيلي لوموف، الذي افتتح في تولا عام 1812، مشهورا بجودة السماورات المصنوعة فيه إلى درجة أنه حاز التفاتة القيصر الذي أجاز له أن يحمل شعار الدولة الروسي.
من عادات شرب الشاي الروسي هو شرب الأكواب في حاملات الأكواب وتعود إلى القرن السابع عشر تقريبًا. في الحانات، تم تقديم الشاي في أكواب، وكذلك الكحول. حتى لا تحرق أصابعك بمشروب ساخن، ابتكروا حامل أكواب. في العديد من العائلات، تم تشجيع شرب الشاي من الأكواب أيضًا. لسنوات عديدة، في القطارات، كان الشاي يُقدم في أكواب مع حاملات أكواب!
اعتُبرت عادة الرنين بملعقة صغيرة على حواف الكوب، والنفخ في الشاي، وتعتبر شكلاً سيئًا. يجب ألا تبقى الملعقة الصغيرة في الكوب بعد الانتهاء من تقليب الشاي.
إذا شرب أحد سكان موسكو عشر كؤوس من الشاي ووضع إحدى الكؤوس جانبا، فإن هذا لا يعني أنه ارتوى، بل هو يستريح فقط. ولكن حينما يقلب الكأس رأسا على عقب ويضع عليها بقية السكر ويعرب عن الشكر، فإن هذا يعني أنه انتهى من شرب الشاي ولن تجدي أية محاولات لإقناعه بالاستمرار.
ولكن أهم ما في شرب الشاي الروسي هو الحديث. ولهذا لا تدعوا إلى الشاي ضيوفا لا يندرجون في هذا الحديث!
الكعكة المنزلية (كارافاي)
يرمز الخبز الوردي الدائري، الذي يتم خبزه في روسيا إلى الرفاهية والازدهار، ويُعتقد أنه يحمي من الشدائد. يتم تحضير الرغيف عشية المناسبات والأعياد المهمة. على سبيل المثال، عند استقبال الضيوف أو قبل الاتفاق بين والدي العروس والعريس (طقوس الخطوبة). كانت الكعكات الكبيرة تُخبز لحفلات الزفاف ولبث الدفء في المنزل -كان يُعتقد أن الأحجام الكبرى للكارافاي تؤثر على كيفية مسارة عيش العروسين أي في رخاء وسلام وما إلى ذلك. من العادات أن الكارفانات تخبز عند الزواج الأول. ويتألف الكارافاي من طبقات عدة ويتقاسمه والدا العروسان والعرابون والمشاركون في حفل الزفاف. الجزء العلوي يذهب إلى العروسين، والجزء الوسطي للضيوف، والجزء السفلي مع كعكات صغيرة تقدم للموسيقيين. يستخدم طحين القمح في صناعته وهو يرمز إلى الخصوبة، أما تقليد كسر الخبز وصل إلى روسيا من إنجلترا.
هناك العديد من الطقوس المهمة بالنسبة للكارافاي، فالعروس لا تخبز هذه الكعكة بنفسها، فقط تقوم بذلك امرأة متزوجة، فهي من تعجن العجين وتزين الكعكة. الأهم أيضاً أن تكون هذه الامرأة سعيدة في حياتها الزوجية ولديها أطفال لكي تنقل سعادتها إلى العروسين. في حفل الزفاف يمنع أن تخبزه في أي حال امرأة أرملة أو طفلة أو مطلقة.
للتحضير أيضاً طقوسه من الضروري تطهير اليدين، ووضع منديل أبيض على الرأس، ورسم إشارة الصليب وقراءة صلاة “أبانا”، ولا يضع الكعكة في الفرن إلا رجل متزوج. يجب أن يوضع الكارفاي على قطعة قماش مطرزة، يأخذ العروسان من الكعكة التي تقدمها والدة العروس أو العريس قطعة، ثم يتناوبان على قضم قطعة صغيرة منها، أو كسر الكعكة، من يتضح أنه قطع قطعة أكبر فهو من سيكون رأس العائلة.
أصول الضيافة
كان يُطلق على الود الذي يتم به استقبال الضيوف المُرحَّبين وحتى غير المدعوين في روسيا اسم ضيافة الخبز والملح. منذ ذلك الحين، أصبحت الضيافة سمة وطنية مميزة، ويعبر عنها بطريقة معينة.
يرتبط “الخبز والملح” في الثقافة الروسية بالضيافة، حيث يتعلق الخبز بمفهوم الرحمة واستمرار الحياة، بينما يرتبط الملح بمفهوم الوفاء. كما ويرتبط الخبز والملح أو “العيش المملح” في بعض اللهجات العربية، يرتبطان بالحياة، ويشير الملح إلى الاستمرارية والحفاظ على الطعام لمدة طويلة من الفساد. لذلك ارتبط مفهوم “العيش والملح” بمفاهيم الوفاء وصيانة العهد في الوعي لشعوب الشرق الأوسط.
يوضع الضيوف في الأماكن الأكثر تكريماً، في الزاوية الحمراء حيث توجد الأيقونات، يقوم رب الأسرة بإكرام الضيوف، وهو ما يشير إلى أهمية الضيف ومكانته لدى صاحب المنزل. إا قرر الضيف البقاء لليلة واحدة للنوم، يتم تخصيص الغرف الأكثر إراحة في المنزل.
عند حفلات الوداع يفترض الجلوس وشرب الأنخاب، ما يسمى بنخب الطريق (نا بوساشوك)، بعض ذلك كان يتم جمع بعض المرطبات والمأكولات على الطريق متمنين للضيف رحلة سعيدة، وطريق سلسلة مثل مفرش المائدة. من هنا جاءت عبارة، وهذا التعبير اكتسب ألان دلالات ساخرة وغير ودية. “ليكن طريقك كمفرش المائدة” أي سهلاً ودون متاعب.
الأنخاب الطويلة والإيمان بالحسد
الجلوس على المائدة لا يكون أخاذا دون أن يقترن بالأنخاب الطويلة المليئة بالتمنيات، يبدأ بمقدمة عن أهمية الحدث القائم (عرس، وداع، احتفال بنجاح، أو الحصول على وظيفة، تخرج جامعي الخ). الروسي في كل الأحول يبتدع المناسبة ويختلقها حتى وإن لم تكن موجودة.
تشمل الأنخاب أعداداً يكاد يصعب حصرها، وأهمها:
-نخب من أجل الصحة والعافية، وهذا التقليد بدأ بالانتشار منذ زمن إيفان الرهيب، عندما أضيفت الأدوية إلى الفودكا، والتي كانت تعتبر طبية.
النخب العقابي: وهذا النخب يعاقب به الضيف الذي تأخر في الحضور، ويعتقد أنه انتقل إلى الحضارة السلافية، من تلك اليونانية، عندما كان يدفع الشخص الذي تأخر عن وليمة مشتركة غرامة.
من بين الأنخاب هي الأنخاب من أجل الوالدين وصحتهما، وعلى صحة الأولاد والأبناء ونجاحاتهم، من أجل سيدة المنزل وصاحبه، من أجل استمرار الحب، والصداقة وتحقيق أي نجاح في الحياة، على الرغم من أن الأنخاب في سبيل النجاح يتلافونها بسبب الخرافات التي تؤمن بالحسد.
بالمناسبة فإن الشعب الروسي شعب يؤمن بالفأل وبعض الخرافات يعرف معنى الصداقة، ويحترم كبار السن، ويقدس الأسرة، يعشق المرح ويحب النظام، ويحب العمل.
يؤمن السيدات الروسيات أنه إذا سقطت ملعقة أو شوكة على الأرض فى المنزل فتوقع زيارة امرأة للبيت أما إذا سقطت سكينة فتوقع زيارة رجل. كما أنهم يعتقدون أنه إذا لم يميز صوتك أحد تعرفه على التليفون، ستصبح غنياً، ويشتهر الروس بخوفهم الشديد من الحسد لذلك يدقوا بأيديهم على الخشب ٣ مرات ليمنعوا الحسد، و عند الانتقال لمنزل جديد يتم تقديم القطط أولا لتدخل المنزل الجديد قبل أصحابه لتجنب إلحاق الأذى بأفراد العائلة، كما أنهم ينهوا الأطفال والكبار عن التصفير في المنزل ولا يصفرون في المنزل أبدا لاعتقادهم أن التصفير سيجلب لهم الفقر، وأحيانا إذا اضطر أحد أفراد العائلة للعودة إلى المنزل لاستعادة شيئا قد يكون نساه لابد وأن ينظر في المرآة قبل الخروج مرة أخرى وذلك لحمايته مما يمكن أن يحدث له من مخاطر، وعند السفر ولكي تكون رحلتهم ناجحة يعتقد الروس بأن عليهم الجلوس بصمت للحظة قبل أن يبدؤوا طريقهم، و يعتقد الكثيرون منهم أن المرآة المكسورة أو الملح المرشوش قد يجلب الحظ السيء، ولا يصافحون بأيديهم عند عتبات الأبواب، اعتقادً منهم انه نذير سيئ بالنسبة اليهم ،وأيضا ومن معتقدات الشعبية السائدة في روسيا أن ترك زجاجات فارغة على الطاولة أمر يجلب الحظ السيء والفقر.
التحيات والمصافحة والعلاقات الاجتماعية
المصافحة القوية، التي تكاد تسحق العظام، هي آداب التحية الروسية النموذجية عند مقابلة شخص ما. (على الرغم من أن المصافحة بين النساء والرجال أقل صرامة). يحافظ الروس أيضًا على اتصال مباشر بالعين أثناء إلقاء التحية المناسبة لهذا الوقت من اليوم.
عادة ما تقبّل الصديقات بعضهن البعض على الخد ثلاث مرات عندما يلتقون، أولاً على الخد الأيسر، ثم على الخد الأيمن، ثم في المرة الأخيرة على اليسار. قرب الأصدقاء الذكور يعني العناق والتربيت على الظهر بعضهم البعض، وهذا بحد ذاته تعبير عن المشاعر الصادقة وتأكيدها تجاه الآخر في مساندته معنوياً وقت أزمته النفسية. باختصار، عند مقابلة شخص روسي لأول مرة، ذكرًا كان أم أنثى، فإن الآداب الجيدة هي المصافحة بقوة مع الاحتفاظ بالاتصال بالعين. النظر بعيدًا يعتبر أمراً وقحاً ويظهر اللامبالاة وعدم الاكتراث. يجب على الرجال الانتظار حتى تمد المرأة يدها أولاً. (نصيحة: لا تصافح يدك عبر عتبة المنزل فهذا يجلب السوء؛ وعليك أن تدخل الغرفة أولاً، ثم صافح).
عادةً ما يقدم الروس بعضهم البعض من خلال شخص ثالث بدلاً من تقديم أنفسهم بشكل مباشر. بصفتك غير مواطن، لا تفترض الألفة؛ انتظر معارفك الروس ليأخذوا زمام المبادرة. الروس غير معتادين على الابتسام بدون سبب ذلك لأنهم يؤمنوا بالحكمة التي تقول «الضحك بدون سبب تعبير عن الحماقة»، ويميلون إلي إخفاء الحالة النفسية التي يمرون بها، وأثناء تأدية العمل يلاحظ عليهم الجدية وعدم الابتسام، ولكن ما إن يجد نفسه الشخص الروسي في دائرة من الزملاء أو الأصدقاء أو الأقارب، تراه على الفور “يتحول” إلى أكثر شخص مبتسم في العالم، ويطلق العنان للضحك وإطلاق النكات التي لا نهاية لها عنده.
لا يحب الروس التحدث فيما بينهم بصوت عالي وخصوصاَ في المواصلات العامة وعموماً لا يحبون التحدث عبر الهاتف المحمول في الأماكن العامة وإن تحدثوا فبصوت منخفض، كما أن الروسي لا يمد يده للتحية للغريب، لكن إذا كنت صديقاً أو إذا استلطفك، فمن الممكن أن يعصر يدك بقوة تعبيراَ عن مشاعره، ولن تمل من حضورهم وروحهم الجميلة المرحة.
من المهم معرفة أن الروسي لا ينادي الآخر بالسيد أو السيدة ، بل بالرفيق، ، أو يستخدمون لقب العائلة ، أو الاسم الأول واسم الأب في المواقف الرسمية والتجارية، وعادة ما يتحدث المعارف البالغين والأصدقاء العاديين مع بعضهم البعض باستخدام الاسم الأول مدمجا مع الاسم العائلي يمكن أن يكون الروس متحفظين ورسميين للغاية، فى الأماكن العامة وفي الأماكن الخاصة وغير الرسمية فهم ودودون للغاية ومخلصين، و لا يتحدث الروس مع الغرباء في الشارع بسهولة ،لكنك إذا بدأت معهم حديثاً على أنك شخص من خارج البلد، وتحتاج بعض المساعدة فإنهم سيتعاملون معك بكل انفتاح لأنهم عاطفيين جداً وخصوصا مع الأجانب.
التقاليد الطلابية
الحياة الطلابية مليئة بالتقاليد، وكثير منها غير رسمي ومليئة بروح الدعابة وغالبًا ما تتغير.
الطقوس الأولى والرئيسية هي التهاني المخصصة، وتتكون من جزأين:
التهنئة الرسمية، وهي تهنئة توجه إلى مدير الجامعة والعمداء وتقديم بطاقات الطلاب.
التهنئة غير الرسمية، عندما ينظم الطلاب حفلة مسائية، قد تختلف استناداً إلى خصوصيات وطبيعة كل اختصاص وكلية.
في منتصف الفصل الدراسي، يحتفل الطلاب بـ “خط الاستواء” -بمعنى أن نصف الطريق للحصول على الدبلوم قد تم اجتيازه.
وأخيرا، الحصول على الديبلومات. بالإضافة إلى الحفل الرسمي، يمكن أن تكون العطلة مصحوبة بطقوس محددة. على سبيل المثال، في بعض الجامعات، يتزحلق الطلاب من على التلال مرتدين الخوذات والأحواض.
هناك تقليد آخر مرتبط بأن يحالف الحظ الطالب في الامتحان، منها عدم الحلاقة خلال امتحانات نهاية الفصل الدراسي؛ دعوة الحظ في منتصف الليل قبل الامتحان بصوت عال والتلويح بسجل العلامات من خلال النافذة؛ خلال الامتحان يجب وضع قطعة نقود من فئة خمسة روبل النقدية تحت كعب القدم. يُعتقد بأن هذه الأعمال تجلب العلامات الجيدة.