كأس العالم بين الرياضة والسياسة ولوبيات المال   

كأس العالم بين الرياضة والسياسة ولوبيات المال   

 مدريد – عبد العلي جدوبي

ظلت دورات مسابقات كأس العالم، ساحات للتوظيف السياسي، بعيدا عن المشاهد المبهرة التي تتناقلها الكاميرات، وتتفاوت المضامين في استغلال الحكام للعبة الشعبية لتنفيد أجندات وأوامر رجال المال، وتنفيذ أوامر الشركات العملاقة التي تمول الفيفا وتدفع أجور بعض الحكام! ففي دهاليز الفيفا يتم توظيف دورها ونفوذها لصالح هذه الجهة أو تلك بدهاء وبكفاءة عالية.

كان لافتا أن تطلع عدة أصوات تقول إن “كل القرائن تؤكد أنه قبل انطلاق مباراة المغرب وفرنسا، كانت هناك مؤامرة في كواليس الفيفا” تطبخ على نار هادئة!! للنيل من عزيمة المنتخب المغربي ..

    مؤامرات ملتبسة حد الفضيحة، يفسرها البعض ضمنيا بـ “اللاهوت السياسي والاقتصادي”،  وماركة اللوبي العالمي، الذي  يؤمن بكونه دائما هو الأقوى، ولا يتصور أن يتفوق عليه غيره في أي مجال، خصوصا إذا كان المنافس من العالم الثالث ومن إفريقيا !

الملاحظ أنه مند معرفة أسماء المنتخبات المتأهلة للمربع الذهبي، عبرت شخصيات سياسية اشتهرت بعدائها للمهاجرين في فرنسا عن تدمرها من ارتقاء الفريق المغربي، بالرغم من أن جميع اللاعبين للمنتخب الفرنسي هم من أصول إفريقية، ولا ريب أن هذا من المفارقات العجيبة !

واللافت أن وزيرة الخارجية الفرنسية زارت المغرب في نفس اليوم، في محاولة لإذابة جليد الخلافات بين البلدين، وترتيب زيارة مرتقبة للرئيس الفرنسي  إيمانويل ماكرون للرباط، وهو ما جعل منسوب الكرة والسياسة والمال يرتفع إلى أعلى درجاته، وتم التركيز عبر عدد من وسائل الاعلام الفرنسية على إمكانية تفوق المنتخب الفرنسي، حتى قبل انطلاق المقابلة!!

في هذا السياق يعتقد كثيرون في المغرب والبلدان العربية والإفريقية أن فرنسا قامت خلال مونديال قطر بـ”أبشع عملية ابتزاز كروي” من خلال التهديد بالنبش في تفاصيل وخلفيات احتضان قطر للبطولة، إذا ما فاز المغرب على فرنسا في مباراة نصف النهائي!!

لقدخسرت فرنسا الكأس، وخسرت دولا كانت كانت تدعمها، بعد تسريبات تزعم تورطها في القيام بسلوك هدام، بعيدا عن أخلاقيات التنافس الرياضي الشريف.. هكذا كبر المغرب في المونديال، وصغر حجم خصومه !

أحداث عديدة تعرضت لها منافسات سابقة لكأس العالم، وهي تتراوح بين المقاطعة أو إقصاء منتخب على حساب منتخب آخر بطرق ملتوية ذات صلة بخلفيات سياسية، أو لرغبة لوبي رجال المال في تحقيق مكاسب على أوسع نطاق. كما  ارتبطت العديد من الأحداث بالتغييرات الجيوسياسية العالمية خلال العقود الثمانية الماضية، ولربما يكون الاستنتاج المنطقي أن مخطط فرنسا قد فشل كرويا – حتى لا نقول سياسيا – بعد فوز أرجنتين ميسي بكأس العالم…

عن تأهل المغرب للمربع الذهبي كتب الكاتب السوري الساخر خضر الماغوط: “يجب طرد المملكة المغربية من جامعة الدول العربية لمخالفتها أصول الهزائم العربية المتوارثة والمتلاحقة في كل المجالات، الخوف كل الخوف أن يحصل على كأس العالم، ويخرج من مسيرة الفشل العربي التاريخي”.

Visited 10 times, 1 visit(s) today
شارك الموضوع

عبد العلي جدوبي

صحفي مغربي