زيارة عون الى الاسد .. حيث لا ينفع “الليسترين”
حسين عطايا
في خضم الحدث اللبناني وتطورات الحراك الرئاسي المحتدم في لبنان،جاءت زيارة رئيس الجمهورية اللبنانية السابق ميشال عون الى سوريا مفاجئة حتى لاقرب المقربين من تياره ، حيث لم يكن قد اعلن عنها من قبل ، وحتى ان الاعلان عنها اتى من دمشق وليس من بيروت، وللمصادفة ايضاً ومن قبيل عدم الاطمئنان للوفد المُرافق لعون، ووفقاً للمعلومات من مصادر سورية وثيقة الصلة بأنه تبيّن أن موكبا رئاسيا سوريا قد اتى من داخل سوريا وقام بمرافقة عون من الحدود اللبنانية عند المصنع نحو الداخل السوري حتى قصر المهاجرين، حيث التقى الرئيس السوري بشار الاسد الذي أولم على شرفه بعيدا من الاعلام، بينما بقية الوفد من المرافقة في الموكب اللبناني للرئيس عون بقي على الحدود اللبنانية ــــ السورية في المصنع ينتظر عودته .
لم يعُد سراً أن سبب الزيارة هو ان عون اراد الطلب من رئيس النظام السوري ان يتدخل لرأب الصدع بين تياره الذي يراسه صهره جبران باسيل وحزب الله ، ولكن الرد السوري كان انه عليكم مناقشة الموضوع مع السيد حسن نصرالله ، وهذا ما لن يحدث كون المعلومات تُفيد بأن عون وباسيل طلبا موعداً للقاء نصرالله وجاء الرد سلبياً وهذا ما شكل هدفاً رئيسياً للزيارة .
كما انه اختلفت صيغة البيانين الصادرين في كل من دمشق وبيروت ، ففي دمشق نقلت وكالة سانا السورية الرسمية ما يلي :
” أكد الرئيس بشار الأسد خلال استقباله الرئيس اللبناني السابق العماد ميشال عون أن قوة لبنان في استقراره السياسي والاقتصادي، وأن اللبنانيين قادرون على صنع هذا الاستقرار بالحوار والتوافق، والأهم بالتمسك بالمبادئ وليس الرهان على التغيرات”، وأشار إلى أن استقرار لبنان هو لصالح سوريا والمنطقة عموماً. وقال الأسد: إنه كان للعماد عون دور في صون العلاقة الأخوية بين سوريا ولبنان لما فيه خير البلدين. وعبر عن ثقته بقدرة اللبنانيين على تجاوز كل المشاكل والتحديات، وتكريس دور مؤسساتهم الوطنية والدستورية ” .
اما البيان الصادر في بيروت عن مكتب عون جاء فيه : باختصار شديد ” بأن الرئيس عون فاتح الرئيس الاسد بموضوع النازحين وما يشكله من تحديات للبنان وعبر عن انزعاج من الدور الاوروبي الذي يسعى لتوطين السوريين في لبنان “.
وهذا ما يتناقض مع البيان السوري والذي لم يأت على ذكر شيء مما ذكره بيان مكتب عون.
اذن، الزيارة هي مجرد بالون حراري لانفع له ولا يُمكن ان يُصرف بالسياسة ، وذلك لان ميشال عون اصبح خارج قصر بعبدا ، وبشار الاسد لايستطيع ان يُقدم اية مساعدة لعون، وبالتالي، على اللبنانيين وميشال عون تحديداً ان يفهموا بأن سوريا القديمة انتهت، وسوريا اليوم ونظامها لايُمثلان اكثر من اداة طيعة بيد ايران وبالتالي ليس لها دور يُذكر خارج بيت الطاعة الفارسية ، او ذراعها اللبناني حزب الله .