دعوة بري للحوار .. وألاعيب حزب الله

دعوة بري للحوار .. وألاعيب حزب الله
حسين عطايا 
لاشك بأن لرئيس مجلس النواب نبيه بري تاريخ في اجتراع بعض الحلول او كما تُسمى إخراج ارانب اي مقترحات لفكفكة عقد بعض المشكلات.
هذا كان فيما مضى، ولكن في السنوات الاخيرة تغير الوضع، وخصوصاً السنوات الخمس الاخيرة حيث اصبح الرئيس بري وحركته أمل،  ملحقان بحزب الله وامينه العام حسن نصرالله.
فيما مضى كان بري يتمتع بشبه استقلالية، وبعض التمايز عن مواقف حزب الله، لكنه اليوم اصبح اي تصور او دعوة للحوار من قِبله لا يصدران من دون إذن او تفويض واضح من قِبل حزب الله، خصوصاً إذا ما عدنا لبعض تصريحات بري تفسه، خصوصا انه منذ فترة ليست ببعيدة قال :  “انا رئيس حركة امل وبالتالي لست محايداً لادعو للحوار وطلب من بكركي ان تدعو اليه”.
ولكن اخيراً وفي الواحد والثلاثون من شهر اب – اغسطس الماضي وفي مناسبة الذكرى الخامسة واربعون لتغييب السيد موسى الصدر، عاد واطلق مبادرة الدعوة لحوار لمدة سبعة ايام ويليها عقد جلسات متتالية لتنتهي بانتخاب رئيساً جديدا للجمهوربة اللبنانية بعد فراغٍ رئاسي دام لاشهر عديدة.
هنا، ونتيجة التجارب الماضية للحوار مع حزب الله والتي كانت بعض جلساته برعاية الرئيس بري في العام ٢٠٠٦ داخل مجلس النواب ذاته، واتخذت قرارات بقيت حبراً على ورق، فمن يضمن تنفيذ حزب الله لما سيصدر عن الحوار ومن سيضمن حضور نواب حزب الله وحتى نواب حركة امل الجلسات المتتالية دون ان يعملوا على فقدان النصاب ؟
يُقال: المؤمن لايُلدغ من جُحرٍ مرتين، فكيف اذا كان هذا المؤمن قد لُدِغ من الجحر مراتٍ ومرات.
إن دعوة الرئيس بري لجلسات الحوار قد تصلُح في بلاد تحترم دستورها وقوانينها، وليس في لبنان حيث الدستور وجهة نظر .
لذا، كان حريٌ بالرئيس بري وهو رئيس السلطة التشريعية العمل على تطبيق ما ينص عليه الدستور بحرفيته وليس اختراع اعراف لا مكان لها في ظِل وجود موادٍ دستورية واضحة لا تقبل الاجتهاد والتأويل، خصوصاً إذا ما اعتبرنا ان قبول الاطراف الدعوة للحوار ان تُصبح عرفاً، قد يُصبح حِجةً يتخذها اي طرف في المستقبل لتعطيل الانتخابات الرئاسية واخذها الى مساراتٍ مختلفة.
إذن، دعوة الرئيس بري دعوة مُفخخة ظاهرها دعوة لحوار لانهاء الفراغ الرئاسي، بينما في حقيقتها هو تقطيع الوقت في انتظار عودة المبعوث الفرنسي جان ايف لودريان وما سيحمله معه، او حوارٍ اميركي مع حزب الله ومن خلفه ايران للاتفاق على تسويةً تُراعي المصالح الامريكية في المنطقة ومصالح ايران على حساب لبنان وشعبه.
بعد سنواتٍ من سيطرة حزب الله على السلطة في لبنان لا يُمكن للمعارضة ان تكون صادق دعوة بري للحوار لان وفقاً للمثل اللبناني :  “من جرب المجرب كان عقله مخرب”، وهذا هو الوضع مع حزب الله.
Visited 4 times, 1 visit(s) today
شارك الموضوع

حسين عطايا

ناشط سياسي لبناني