هل فشل لودريان في تسويق المبادرة الفرنسية؟

هل فشل لودريان في تسويق المبادرة الفرنسية؟

أحمد مطر
يبدو ان الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان سيصل إلى لبنان يوم الاثنين المقبل على أن تكون جولته هذه الأخيرة لختم مسار الأزمة الرئاسية اللبنانية. ليس لودريان عائداً بصفته موفداً رئاسياً فرنسياً فقط ، بعد الاشتباك الفرنسي الإيراني تحول المسعى هذا باتجاه اللجنة الخماسية صاحبة الرؤية المشتركة تجاه لبنان. سيصل لودريان إلى لبنان بنيّة استكمال المهمة الرئاسية بنجاح عبر انتخاب رئيس تسوية. سيعاونه الموفد القطري الذي أصبح معلوماً أنه سيصل إلى لبنان بعد لودريان. يأتي هذا الحراك الخارجي تتويجاً لالتقاء أميركي سعودي متقاطع مع إيران. مقابل هذا النشاط الخارجي،

يترافق ذلك مع زحمة سياسية داخلية وخارجية توحي بأن الرئاسة على نار حامية جداً. من ابرز العناوين هو لقاء رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد مع قائد الجيش جوزف عون، والكلام عن وصول حوار الحزب مع التيار الوطني الحر إلى خواتيم إيجابية قد تؤدي إلى تفاهم حول الاستحقاق الرئاسي. هل يأتي خبر لقاء رعد وعون ليسرع الحسم وبأي اتجاه،هل يضغط تسريب هذا الخبر على باسيل لتليين موقفه، أم هو رسالة من الحزب لباسيل بأن قطار رئاسة جوزف عون انطلق ولم يعد ينفع الالتقاء على فرنجية، الأسئلة كثيرة في وقت تحتاج الأجوبة إلى مزيد من الطبخ السياسي الموضوع على نار حامية لكن هل ستنتج رئيساً في الأشهر القليلة المقبلة لأنه لا أحد يحتمل صرير الأسنان المنتظر في حال استمرار الفراغ.
منذ أسبوعين قال رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل إنّه لن ينتخب سليمان فرنجية ولا جوزف عون. مصادر التيار قالت ان باسيل ما يزال على موقفه إلا إذا وافق الثنائي على اللامركزية الإدارية والماليّة وصدرت مراسيمها التطبيقية يمكن لباسيل أن يبحث انتخاب فرنجية.
مقابل حجم التجاذبات الرئاسية، يصر رئيس مجلس النواب نبيه بري على إجراء الحوار بمن حضر، ولا سيما بعدما حصل على إشارات إيجابية من التيار الوطني الحر. في الوسط السياسي تساؤلات عن الدعوة إلى جلسات متتالية، أو دورات متتالية، وهنا بيت القصيد. غير أن كلام بري منذ أيام عن البقاء في مجلس النواب لانتخاب رئيس كما يحصل في الفاتيكان حسم هذه النقطة في المبدأ. وبالتالي ما الحاجة إلى تعنت المعارضة وتحديداً القوات اللبنانية والكتائب، في رفض الحوار إذا كان سيؤدي إلى انتخاب رئيس يمكن أن يكون مكان التقاء داخلي ودولي ومخرجاً لهذه الأزمة، تعتبر مصادر القوات والكتائب أن الحوار هو ضرب للدستور وتكريس لأعراف بعيدة عن العمل البرلماني، وذلك لفرض حوار مع الثنائي ينتج رئيساً. غير أن الواقعية السياسية في لبنان، وكلام بري عن حوار تحت سقف البرلمان، وهو المؤسسة الدستورية التي تؤمن سقف هذا الحوار، يجيبان المعارضة عن كل مخاوفها. وفي المعلومات أن بري مصر على هذا الحوار معولا على الإشارات الإيجابية التي يلتقطها أولاً من التيار الوطني الحر، وثانياً من الخارج الذي يرحب بفتح أبواب مجلس النواب وانتخاب رئيس. وبالتالي ستجد القوات والكتائب وقوى المعارضة نفسها ملزمة بالنزول إلى المجلس للمشاركة في جلسات انتخاب رئيس الجمهورية ، هذا على المستوى المحلي .
اما بالنسبة للمشهد الاقليمي تبدو الأحداث التي تشهدتها المنطقة في الأيام والأسابيع الماضية متناقضة وغير مفهومة، من زيارة آموس هوكشتاين مستشار الرئيس الأميركي لشؤون أمن الطاقة للبنان، التي تزامنت مع وصول وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان إلى بيروت، إلى السجالات بشأن توسعة التفويض الممنوح للقوات الدولية حول تمديد ولايتها في جنوب لبنان، حسمتها الصيغة الفرنسية خلافاً لرغبة لبنان وحزب الله، علماً أن الأكثر رجحاناً أنه لا نية لأي طرف لتغيير قواعد النزاع السائدة في هذه المرحلة،.
علماً ان تزامن الزيارتين ملفت والأكثر رجحاناً أنه غير منسق، إنما الجامع المشترك بينهما هو أوضاع الإقليم المضطربة، لا سيما في شرقه.
فهل هذا يمكن اعتباره ان البلد سيبقى في دائرة المراوحة ريثما تنضج الطبخة على مستوى ترتيب اوضاع المنطقة التي ستنعكس حكماً على لبنان .

Visited 4 times, 1 visit(s) today
شارك الموضوع

أحمد مطر

صحفي وكاتب لبناني