حراك وأسئلة .. فهل نهاية شهر ايلول بالرئاسة مبلول؟

حراك وأسئلة .. فهل نهاية شهر ايلول بالرئاسة مبلول؟

 حسين عطايا

منذ بداية هذا الشهر تشهد الساحة اللبنانية حِراك دبلوماسي بعضه متناسق في الأهداف وبعضه يسير في اتجاه معاكس، والغريب انه على الرغم من زحمة الموفدين من الخارج بإتجاه لبنان، إلا أن الاحوال في الداخل اللبناني ما زالت دون المستوى المطلوب، لولا ان خرقته الزيارة السرية التي قام بها محمد رعد رئيس كتلة الوفاء للمقاومة التابعة لحزب الله لقائد الجيش جوزف عون، التي اعتبرت الاولى من نوعها والتي شهدت بعض النقاشات والاسئلة.

وفقاً لبعض المعلومات المسربة، ويمكن ان يكون قد جرى تسريبها عن قصد لجس نبض بعض الاطراف، او لإعلام احد الاطراف “وهنا المقصود” التيار العوني بقيادة جبران باسيل والذي لازال ضمن المربع الاول، على الرغم من كل جلسات الحوار الثنائية والتي لم تصل لنتيجة قد ينتظرها حزب الله من جبران، ألا وهي موافقته على انتخاب مرشح حزب الله سليمان فرنجية، وهذا ما لم يحدث بعد، وبالتالي اتى تسريب الزيارة لإيصال رسالة لجبران انه طالما لن تسير بمرشحنا، فنحن سنسير بترشيح القائد جوزيف عون، وهذا قد يُحرج جبران، ليعود للحوار معه بعد أن يعمل على تخفيض سقف مطالبه ويوافق على صفقة ما مع الحزب.

لكن في الامر صعوبة بالغة ويُعتبر انتحار سياسي في حال وافق جبران على السير بمرشح الحزب، وهذا ما يُعتبر معاكساً لاكثرية كُبرى في المجتمع المسيحي .

هذا في الداخل اللبناني، اما على صعيد السعي الخارجي، يجري الاعداد للقاء في باريس الاثنين المقبل في الحادي عشر من هذا الشهر للقاء الموفد الرئاسي الفرنسي قبل حضوره الى لبنان مع كل من المستشار في الديوان الملكي السعودي والمكلف متابعة الملف اللبناني نِزار العلولا  وسيُلاقيه في باريس  السفير السعودي في لبنان وليد البخاري،  ومن ثم يأتي جان ايف لو دريان الى لبنان مع توجيهات واضحة من السعودية  حول موافقة المملكة على الحوار في قصر الصنوبر في بيروت بعد ان تُوجه الدعوات لكل الكتل النيابية، حول مواصفات الرئيس والتي اصبحت معروفة وحتى الاسم اصبح معروفاً حسب بعض المصادر وهو العماد جوزيف عون.

وقد تواصلت قوى المعارضة مع الموفد الفرنسي  وابلغته  مواققتها على الحوار ولكن بشرط  خطين احمرين وهما  ان لا يكون الرئيس من طرف الممانعة وقريب  لحزب الله، وان لا يكون الحوار مباشراً مع الثنائي بل مع الموفد الفرنسي ولودريان يقوم بالتواصل مع الثنائي وصولاً الى حل وسطي والذهاب الى مجلس النواب لعقد جلسات متتالية يجري على إثرها انتخاب رئيس .

هذا على صعيد حراك الموفد الفرنسي، اما على صعيد الموفد القطري، والذي بدأ السفير القطري الجديد والمقرب من حلقة الامير تميم، التحضير له ومن المتوقع ان تكون شخصية امنية قطرية رفيعة المستوى، وبالتالي ستجري تلك اللقاءات في اجواء يتكتم عليها قد تساهم بالوصول الى حلحلة على صعيد الفراغ الرئاسي، لما لقطر من علاقات جيدة مع كل من ايران ودول الخماسية التي تتعامل مع الموضوع الرئاسي اللبناني سعياً لحله ، وانقاذ ماتبقى من الدولة اللبنانية .

من كل ما تقدم،  قد يكون عاملاً مساعداً لمبادرة نبيه بري، او قد يكون ضربة قاسية نتيجة غياب الكتل المسيحية والمعارضة التي ترفض الذهاب للحوار برئاسة بري، وهذا الامر قد يكون مبرراً لعقد بري جلسات حوارية  بمن حضر ومن ثم يليه الدعوة لجلسات انتخاب متتالية، وهذا الامر قد يكون متقاطعاً مع حوار قصر الصنوبر، وقد يكون عاملاً مساعداً في الحفاظ على ما تبقى من ماء الوجه للرئيس بري في اخر ايامه، بعد ان اصبح كل ما يدعو اليه من حوار وجلسات تشريعية لا يلقى جواباً إيجابياً وبالتالي سيُسقى من ذات الكأس التي كان قد ساهم باجبار المعارضة للشرب منها فيما سبق يوم كان يُقفل المجلس امام اي جلسات او انتخاب استجابة لقرار حليفه حزب الله  .

وهنا يُطرح السؤال التالي: هل زحمة من الحراك والموفدين قد يؤتي ثماره ويكون للبنان رئيساً للجمهورية في نهاية هذا الشهر؟؟

وهنا ايضاً قد يليه سؤالاً اخر :في ظل انسداد الافق الداخلي هل  طبخة الحلول الخارجية قد نضجت ام امامها بعض الوقت حتى نهاية العام لتنضُج ويكون للبنان رئيساً وتنتهي درب الجُلجُلة التي يسير عليها مُنذُ سنوات .

 

Visited 4 times, 1 visit(s) today
شارك الموضوع

حسين عطايا

ناشط سياسي لبناني