شعراء من المغرب والسينغال وكورال نسائي يضيئون في مراكش ليالي الشعر…

شعراء من المغرب والسينغال وكورال نسائي يضيئون في مراكش ليالي الشعر…

متابعات:

                                         “سافَرتُ فِيكِ../  لأني لا أَرى وَطَنًا إلا بِقَلْبِكِ../ فِيه البُقْعَةُ الأَنْقى / فمُذْ وَجَدْتُكِ مِرْآةً../ تُعاكِسُني ودَّعْتُ كلَّ مَرَايا الأَرْضِ والخَلْقا” 

ابراهيم سيدي الفلدي (شاعر من السينغال يقيم في المغرب)

         لحظة استثنائية أخرى عاشها رواد دار الشعر بمراكش، السبت 15 مارس في منتصف شهر رمضان الأبرك، التقى الشعراء والعائلة الفنية في لقاء شعري وفني ماتع، في ليلة أخرى من ليالي الشعر الرمضانية في دورتها السابعة، والذي تزامن مع انطلاق “موسم تقطير الزهر” في مراكش. الشاعرة زينب الشروقي والشاعر كمال أخلاقي، أولى قصائد برنامج “رباط الشعر والعائلة”، من حاضرة المحيط أسفي يكتبان سيرة الشعر والحب. الشاعرة زينب الشروقي، والذي سبق لدائرة الثقافة في حكومة الشارقة أن كرمتها الى جانب شعراء شباب، صدر لها ديوان “كمائن الود” (2013)، أما الشاعر كمال أخلاقي أحد إشراقات القصيدة المغربية الحديثة اليوم، فراكم العديد من الإصدارات الشعرية، منذ ديوانه الأول “أكثر من جبل” (2003)، خط الثنائي من خلال قصائدها حكاية مسارات الشعر وسيرة الحب.

الكورال النسائي
الكورال النسائي

يعتبر أخلاقي أن “ماء الشعر قليل ودم الكتابة أقل.. هو اختيار وجودي في الحياة”، فيما تؤشر الشاعرة زينب الشروقي في قصيدة “لسعة برد”: “لماذا تتوقعين سقوط غيمة على رأسكْ؟/ كلما تلمستِ الجدار بمودةِ دمعةٍ/ كنت تفقدين طعم العالمْ / و تتذوقين الكارثة..”، ثم ما تلبث أن تعود “حيث أقف/ فقاعة هواء تصعد نحوي/ تتألق/ كلما صعدت/ أدركت أن الهواء/ الذي أتنفسه/ خديعة كبرى/ وأني صرت بلا معنى..”. وعلى “خطى الحلاج” افتتح الشاعر مصطفى غلمان، مقدمته “في معنى أن أن يكون الشعر حالة نفسية، لا تستعيد أثرها القيمي في الكينونة والوجدان، دون معرفة كامنة بالشريك الحاضر بالوعي والضرورة الاعتبارية؟، لذلك لا توجد حياة دون رفيق/ رفيقة درب”، هكذا يسم الشاعر غلمان تقديمه لقصيدة مالكة العلوي، الشاعرة والزوجة، والتي تنحو معها العلاقة الى أن “تكون أنت هو هي، بالمعنى الفيزيقي للكلمة، يصبح الفعل الوجودي هنا، بابا مفتونا بالتجلي، وما يرائيه عن كل ما يعاين”.

تحكي الشاعر مالكة العلوي: “أقول شيئا، وأعدل عن ذكره.. أتسربل مجدا من التَّحَلِّي، سحرا ينازع شوق السهم، الذي بناه قيس على طلل الذكريات؟ تُغَشّى به الأنواء كالسّقْفِ المرفوع، بقصيدة تتنهدني..”. حوار آخر ماتع بين الشاعرين، في سفر بين ذواتين. واختار الشاعر السينغالي، ابراهيم سيدي الفلدي، أحد إشراقات ورشات الكتابة الشعرية لدار الشعر بمراكش في مواسمها السابقة، أن يهدي قصيدة في محبة “رباط الكتابة والمكان”، مفتتحا قراءاته الشعرية ب”أغاني الماء”، يقول الشاعر الفلدي: “وكم سَعَيْتُ../ وكمْ حَاوَلتُ أن نَبْقى/ في ضِفَّةِ الوَرْدِ نَسْقِي مِثْلَما نُسْقى/ نَمْشي سَوِيًّا على نَهْج الغَرامِ../ هَوًى نُعلِّمُ الحُبَّ أنَّا فيه لنْ نَشْقى/ نَكُونُ أُغْنِيَةً للقادِمِينَ مِنَ اللاشَيْءِ../ مَن زارَهُم ذاكَ الجَوى../ عِشْقَا / مَنْ طاردتْهُم كلابُ الليْل/ مَنْ سَلَكُوا نهج الغِيابِ../ لِيَحْظَوْا حَضْرةً أَتْقَى/ نَسَجْتُ في كلِّ شَيْءٍ../ أَرْتَجي نَفَثًا وَحِينَ جِئتُكِ../ خُنْتُ العُرْوَةَ الوُثْقَى”.

أدار الشاعر بدر هبول، فقرات “رباط” فيما أحيت فرقة كورال “وشم” النسائية الحفل الفني لهذه التظاهرة، والتي شهدت حضورا كبيرا لعشاق الشعر، من رواد الدار في احتفاء برباط المشترك الإنساني، وهو ينسج من خلال الشعر والكتابة وقيمها أفقا متجددا للقاء، وأن يلتقي الشعراء في فضاء دار الشعر والشعراء بمراكش وضمن ليالي الشعر الرمضانية، فتم إصرار على الاحتفاء بالجوهر الإنساني، الذي يوحدنا جميعا.

Visited 4 times, 4 visit(s) today
شارك الموضوع

السؤال الآن

منصة إلكترونية مستقلة