سنة على مقتل مهسا: ايران تنتفض من جديد .. ورجوي تؤكد كل شىء ينبىء بنهاية النظام

سنة على مقتل مهسا: ايران تنتفض من جديد .. ورجوي تؤكد كل شىء ينبىء بنهاية النظام

السؤال الآن ـــ وكالات وتقارير

 عشية الذكرى السنوية الأولى لمقتل الشابة مهسا أميني على يد “شرطة الأخلاق” في إيران، نظم محتجون نشاطات وتظاهرات خلال الليل وعبروا بهتافات ليلية، وكتابة الشعارات على الجدران، وتوزيع المنشورات عن استمرار انتفاضتهم، وصدرت بالمناسبة دعوات لتجمعات وإضرابات، وأصبح اسم مهسا رمزا كما حدث قبل عام.

ودعت الناشطة الحقوقية المعتقلة، نرجس محمدي من سجن إيفين، الجميع إلى الكشف عن احتجاجهم الوطني يوم 16 سبتمبر (أيلول)، في الذكرى السنوية الأولى لمقتل الشابة مهسا أميني.

وقالت محمدي في إشارة إلى مرور عام على الاحتجاجات الإيرانية وحركة “المرأة، الحياة، الحرية”، التي رافقها قتل وإعدام الشباب في الشوارع والسجن، واعتقال وتعذيب الناس، إن “استمرار الاحتجاجات أدى إلى ذعر النظام الإيراني وشعوره بالبؤس”.

ووفقا لمحمدي، فإن “تكثيف النظام للقمع خلال هذه الفترة لم يكن بسبب قوته، بل بسبب ضعفه، لأنه لم يتمكن من مصادرة حق المواطنين في الخروج إلى الشوارع”. وتحدثت المتحدثة باسم مركز المدافعين عن حقوق الإنسان، واصفة يوم غد السبت 16 سبتمبر (أيلول) بأنه “دليل على اضطهاد النظام الديني الاستبدادي للمرأة الإيرانية”. وأضافت: “في هذا اليوم، جنبا إلى جنب مع والدي مهسا سنصبح جميعا عرضا احتجاجيا وطنيا في كل ساحة وشارع في البلاد”.

ووصفت محمدي المقاومة الإيرانية الشجاعة بأنها علامة على “النصر”، وقالت: “النصر النهائي مؤكد”.

واليوم خرج أهالي زاهدان في مسيرات احتجاجية بعد صلاة الجمعة 15 ورددوا شعارات مناهضة للنظام. ووصف امام أهل السنة في إيران، مولوي عبدالحميد، مقتل الشابة مهسا أميني بـ”المؤلم”، قائلًا: “ما كان يجب قتل مهسا والمحتجين بالرصاص، أو إصابتهم بالعمى”.

وأطلق المتظاهرون في مسيراتهم الاحتجاجية شعارات ضد المرشد الإيراني علي خامنئي، كما رددوا شعارات مثل “عار عليك يا خامنئي، أترك البلاد”، و”الموت للديكتاتور”، و”الموت لخامنئي”، و”خامنئي قاتل، وحكمه باطل”.

يشار إلى أن علي خامنئي التقى مؤخرا بمجموعة مختارة بعناية من أهالي بلوشستان، وقال إن “أولئك الذين هم مع نبي المسلمين، يتصرفون بقوة ضد الكفار”.

وأشار مولوي عبد الحميد في صلاة الجمعة اليوم، إلى خطبة المرشد الإيراني علي خامنئي، قائلا إن “احترام جميع البشر، بغض النظر عما إذا كانوا مسلمين أم لا، وحتى لو كانوا مشركين أو ملحدين، هو أكثر إلزامية من الصلاة والحج”. ووصف أي سلوك أو خطاب يضايق الناس بـ”غير اللائق”، وأكد أن جميع مواطني دول العالم، بما في ذلك الإيرانيون، يؤمنون بـ”الإنسانية”.

وبعد خطبة عبدالحميد، خرج الاهالي إلى الشوارع وهم يرددون شعارات مثل “هذا النظام باطل، الحرس الثوري قاتل”.

ووفقا لتقارير سُمعت هتافات مناهضة للنظام بما في ذلك “الموت للديكتاتور”، و”الموت للحرس الثوري”، في مناطق “جيتكر”، و”باقري” في طهران. وفي مدينة سنندج بمحافظة كردستان، غربي إيران، ردد عدد من المواطنين هتافات احتجاجية مساء أمس، من بينها “الموت لخامنئي”.

واشارت تقارير ومقاطع فيديو منشورة على مواقع التواصل الاجتماعي، إلى أن الكثير من المدن الإيرانية خيمت عليها أجواء أمنية مشددة مع “ذكرى مقتل مهسا أميني وبداية احتجاجات المرأة الحياة الحرية”، حيث انتشرت القوات الخاصة وقوات الأمن في كثير من شوارع وساحات المدن الكبرى، وخاصة طهران وكرج.

وتزامنا مع ذلك، افيد عن انتشار واسع للقوات العسكرية في مدن إقليم كردستان، وخاصة مدينة سقز، مسقط رأس ودفن مهسا أميني.

في المواقف، قال رئيس الأميركي جو بايدن، في بيان إن أميركا دعمت الانتفاضة الإيرانية، مضيفا: “في خضم الاحتجاجات حصل أكثر من ثلث الإيرانيين (30 مليون نسمة) على خدمة الإنترنت المدعومة من قبل أميركا، وغير القابلة للحجب”.

وأعلنت وزارة الخزانة الأميركية عن فرض حزمة جديدة من العقوبات على مسؤولين وكيانات إيرانية ضالعين في قمع الاحتجاجات، لمناسبة الذكرى السنوية لمقتل مهسا.

من جهته، قال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، في بيان حول مقتل أميني على يد “شرطة الأخلاق” الإيرانية: “لقد أشعل مقتلها حركة وطنية للنساء والرجال الإيرانيين تطالب باحترام وحماية حقوقهم وحرياتهم الأساسية”.

واليوم انعقد مؤتمر في بروكسل بعنوان “انتفاضة إيران، دور الشباب والنساء وآفاق جمهورية ديمقراطية” بحضور مريم رجوي الرئيسة المنتخبة من قبل المقاومة الايرانية والعديد من الشخصيات السياسية البارزة والبرلمانيين من مختلف بلدان العالم والالاف من الايرانيين المقيمين في اوروبا. والقت رجوي كلمة في هذا المؤتمر وناقشت الانتفاضة الايرانية وأكدت أن كل شيء ينبئ بنهاية نظام الملالي.

من جهة ثانية، طلبت منظمة “هيومان رايتس ووتش” من ممثلي الدول الأعضاء في الأمم المتحدة أن يناقشوا مع نظرائهم الإيرانيين في الجمعية العامة للأمم المتحدة قضية “القمع الشديد” للمحتجين في إيران.

وفي بيانها الجديد الذي نشرته اليوم أوصت المنظمة ممثلي الدول الأعضاء في الأمم المتحدة بدعم الناشطين والفنانين والأكاديميين والمحامين والطلاب وأسر القتلى وأعضاء المجتمع المدني في إيران خلال مقابلاتهم مع المسؤولين الإيرانيين في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة.

تجدر الإشارة إلى أن الفعاليات السنوية لاجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة ستبدأ يوم الاثنين المقبل في نيويورك، وتستمر لمدة أسبوع. وبحسب التقارير، فإن الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، سيشارك أيضًا في هذه الاجتماعات.

وأعلن في وقت سابق أن رئيسي سيجتمع خلف أبواب مغلقة مع “شخصيات سياسية عالمية مؤثرة”، مساء الاثنين، في فندق ميلينيوم هيلتون بالقرب من مقر الأمم المتحدة.

من جهتها ذكرت “هيومان رايتس ووتش ان السلطات الإيرانية تحاول منع إحياء ذكرى وفاة مهسا، التي أصبحت رمزًا للقمع الممنهج الذي يمارسه النظام ضد النساء، من خلال فرض قيود على المعارضين.

وأكدت ان “السلطات الإيرانية لا تستطيع طمس المقاومة والتضامن في المجتمع الإيراني عبر زيادة القمع واليأس المتزايد”.

واوضحت تقارير ان النظام يقوم بقمع المحتجين وأهالي أسر الضحايا في إيران قبل يوم من الذكرى السنوية الأولى لمقتل مهسا أميني والانتفاضة، عبر اعتقالات واسعة النطاق للحيلولة دون عودة الاحتجاجات مرة أخرى في البلاد. وتشير إلى تواجد كبير للقوات العسكرية في سقز غربي البلاد. من ناحية أخرى، تداول مستخدمو “X” هشتاجي “مهسا أميني” و”المرأة الحياة الحرية” بشكل واسع.

وبعد اعتقال ناشطين سياسيين ومدنيين ومطالبين بالعدالة لمقتل ابنائهم، تم اعتقال ما لا يقل عن 28 شخصًا في مدن مختلفة بإيران خلال الخمسة أيام الماضية (الأحد إلى الخميس).

والناشطة في مجال حقوق الطفل، سمانة أصغري، هي واحدة من هؤلاء الأشخاص الذين تم اعتقالهم يوم الخميس ونقلهم إلى سجن إيفين. وكانت القوات الأمنية قد اعتقلت أصغري في سبتمبر من العام الماضي وقضت ستة أشهر في السجن.

كما تم اعتقال معيد ساعدي وريزان ساعدي شقيق وخالة سارينا ساعدي، المراهقة التي لقيت مصرعها برصاص القوات الأمنية في الاحتجاجات الأخيرة، وتم نقلهما إلى مكان مجهول. قبل ذلك اعتقلت القوات الأمينة هاشم ساعدي والد سارينا وقضت المحكمة ضده بستة أشهر سجن و40 جلدة.

واعتقلت قوات الأمن في تبريز، الناشط المدني والسجين السياسي السابق، ياشار تبريزي، يوم الخميس، واقتادته إلى مكان مجهول.

قبل ذلك نشرت بعض المصادر عن اعتقالات واسعة النطاق واستدعاءات للمواطنين والطلبة ومعتقلي الانتفاضة وأسر القتلى في الاحتجاجات والناشطين السياسيين والمدنيين.

وتزامنا مع هذه الاعتقالات، اشارت التقارير إلى انتشار واسع للقوات العسكرية بمعدات ثقيلة في المدن الكردية مثل سقز ومريوان وبوكان وسنندج حيث غالبا ما تشهد هذه المدن احتجاجات مناهضة للنظام.

ومنذ يوم الخميس، خيمت أجواء أمنية مشددة على هذه المدن وبحسب تقارير المواطنين، يتمركز عنصر أمني في كل شارع، وتقوم آليات مكافحة الشغب ومروحيات الحرس الثوري الإيراني بمناورات فوق هذه المدن.

وقبل أسبوع، أفادت منظمة “هنغاو” الحقوقية أن دبابة عسكرية تابعة لقوات الحرس الثوري الإيراني دخلت منطقة مزار مدينة سقز قرب قبر مهسا أميني واستقرت على التلال المحيطة.

Visited 1 times, 1 visit(s) today
شارك الموضوع

السؤال الآن

منصة إلكترونية مستقلة