شرطة أذربيجان تنتشر في عاصمة ناغورني كاراباخ
السؤال الآن ــــ وكالات
بدأت الشرطة الأذربيجانية اليوم انتشارها فعليا في عاصمة إقليم ناغورني كاراباخ بعد أيام من استعادة باكو السيطرة على المنطقة التي كانت خاصعة للانفصاليين الأرمن، فيما نزح حتى الآن أكثر من ثلثي سكان الإقليم إلى أرمينيا.
وانتشرت الشرطة الأذرية في مدينة ستيباناكيرت (خانكندي بحسب التسمية المعتمدة في أذربيجان) لسد الفراغ الناجم عن غياب سلطات كاراباخ التي أعلنت أمس الخميس حل نفسها، وادى قرارها إلى نزوح أعداد كبيرة من السكان، مشيرا إلى أن وجود الأرمن في ناغورني كاراباخ بات محصورا تقريبا في ستيباناكيرت.
وكان سامفيل شهرامانيان، رئيس ما تسمى “جمهورية آرتساخ”، التي أعلن الانفصاليون الأرمن قيامها مطلع تسعينيات القرن الماضي، وقع أمس مرسوما بحل “الجمهورية” ومؤسساتها اعتبارا من مطلع 2024.
ووفقا للمرسوم، فإن هذا الكيان لن يكون له وجود اعتبارا من الأول من يناير/كانون الثاني المقبل.
وبعد عملية عسكرية خاطفة بدأت في 19 سبتمبر/أيلول الجاري واستغرقت نحو 24 ساعة، وافق الانفصاليون على إلقاء السلاح، وأعلنت أذربيجان استعادة السيادة على الإقليم.
في غضون ذلك، أفادت وكالة ريا نوفوستي الروسية بأن أكثر من 84 ألف شخص عبروا الحدود إلى أرمينيا من إقليم ناغورني كاراباخ.
وقبل العملية العسكرية الأخيرة، كانت التقديرات تفيد بأن عدد سكان الإقليم يقارب 120 ألفا.
وكان رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان قال أمس إنه لن يبقى أي أرميني في الإقليم في غضون أيام، واتهم السلطات الأذرية بتنفيذ ما وصفه بتطهير عرقي للسكان الأرمن.
ونددت باكو بتصريحات باشينيان ووصفتها بالمضللة، واتهمته بتعطيل جهود أذربيجان في المساعدة الإنسانية وعملية إعادة الإدماج بإقليم كاراباخ. ودعت الخارجية الأذربيجانية السكان الأرمن إلى عدم مغادرة منازلهم، متعهدة بالحفاظ على مجتمع أذربيجان متعدد الإثنيات، على حد تعبيرها.
ووفق مصادر صحافية ستعقد جولة ثالثة من المحادثات بين باكو وممثلي الأرمن بشأن عدد من المسائل وعلى رأسها دمج السكان في أذربيجان ستعقد خلال أيام.
هذا وقد دعت السلطات الأذرية السكان الأرمن إلى التسجيل الإلكتروني للاستفادة من كل الخدمات الحكومية وتلبية احتياجاتهم الاقتصادية والإنسانية والاجتماعية، مشيرة إلى أن ذلك يندرج في إطار إعادة دمجهم بشكل متواصل مع المجتمع الأذربيجاني.
كما دعا زعيم أرمن كاراباخ سكان الإقليم الموجودين داخله أو خارجه إلى التعرف على شروط الاندماج داخل دولة أذربيجان.
من جهته، قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إن بلاده لا ترحب بقرار يريفان الانضمام إلى الجنائية الدولية.
وكانت الجنائية الدولية أصدرت مذكرة توقيف بحق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في ملف مرتبط بجرائم حرب ارتكبت في أوكرانيا.
وكانت أرمينيا أعلنت أن التصديق على نظام روما الأساسي لا يرتبط بعلاقاتها مع روسيا، بل برغبتها في ملاحقة مسؤولين أذربيجانيين.
وشهدت الفترة الأخيرة توترا في علاقات روسيا بأرمينيا، رغم أن البلدين حليفان تقليديان. وقد استدعت روسيا مؤخرا سفير أرمينيا للاستفسار منه عن “إجراءات غير ودية” اتخذتها بلاده، بعدما أعلنت يريفان عن تدريبات عسكرية مشتركة مع الولايات المتحدة.
وأعربت وزارة الخارجية الروسية عن قلقها حيال “تدريبات عسكرية للولايات المتحدة على الأراضي الأرمينية”، إضافة إلى زيارة للعاصمة الأوكرانية كييف قامت بها زوجة رئيس الوزراء الأرميني، وقرار يريفان الانضمام إلى الجنائية الدولية. وأضافت الخارجية الروسية في بيان أن “السلطات الأرمينية اتخذت في الأيام الأخيرة سلسلة إجراءات غير ودية“.