بعد فشل روسيا من سيحمي السلام في ناغورني كاراباخ؟

بعد فشل روسيا من سيحمي السلام في ناغورني كاراباخ؟

د.خالد العزي

أثار خطاب رئيس الوزراء نيكول باشينيان بتاريخ 24ايلول/سبتمبر 2023، أمام شعب أرمينيا تساؤلات ليس فقط حول الاتفاقات التي تم التوصل إليها سابقًا بين يريفان وباكو فيما يتعلق بوضع ناغورني كاراباخ ومصي سكانها المستقبلي، ولكن أيضًا علاقات يريفان المتحالفة مع موسكو. إذ ألقى زعيم أرمينيا باللوم على قوات حفظ السلام الروسية في كل ما حدث في ناغورني كاراباخ، بدءًا من عام 2020 وانتهاء بعملية مكافحة الإرهاب التي قامت بها أذربيجان في 19 من الشهر الجاري  من هذا العام، مشككًا في أهداف فرقة حفظ السلام الروسية في ناغورني كاراباخ باعتبارها قوة عسكرية. واعتقدت  يريفان أن الأمن في المنطقة يمكن ضمانه من خلال قوات حفظ السلام الأخرى – تحت علم الأمم المتحدة.

لكن أذربيجان انتصرت والحديث سيكون عن ضمان الأقلية الارمنية في المنطقة وكيفية طرق الاندماج التي تشير اليها باكو لان نظام حكم ذاتي انتهت مفاعيله وتلقت الميليشيات الاشارة بعد الخسارة السابقة في العام 2020 للبدء الفعلي بانتاج اتفاقية سلام مع باكو قد تكون بوادرها السابقة نظام حكم ذاتي.

لقد استسلمت الميليشيات الأرمنية في ناغورني كاراباخ دون تدخل من  أرمينيا التي لم تعترف باستقلال الإقليم المدعوم من روسيا وبدأ الاهالي  يغادرون الاقليم  إلى وطنهم التاريخي بعد ان عاشوا نشوة النصر حوالي اتنين وثلاثين عاما لم ينتبه قادة المليشيات في الاقليم والذين حكموا أرمينيا بان الظروف الجيوسياسية اختلفت وباتت أذربيجان حاجة فعلية للآخرين بسبب وجود أنابيب  الغاز التي ستصل الى اوروبا والى تركيا.

تشير المعلومات الى  لقاء محتمل بين باشينان والرئيس الأذربيجاني إلهام علييف في 5 تشرين المقبل  في غرناطة بإسبانيا. وتعتزم يريفان إجراء محادثات مع الجانب الأذربيجاني حول الضمانات الأمنية للأرمن في كاراباخ. ولن تناقش باكو وضع المنطقة، لأنها تعتبر كاراباخ أذربيجانية بحكم القانون. وله أسباب لذلك: وقع نيكول باشينيان على بيان في براغ عام 2022 بشأن الاعتراف بحدود أذربيجان في إطار عام 1991، أي مع كاراباخ. وفيما يتعلق بأمن أرمن كاراباخ، أوضح باشينيان في خطاب ألقاه الأحد لمواطني البلاد أن حكومة أرمينيا تعمل مع شركاء دوليين لتشكيل آليات دولية لضمان حقوق وأمن أرمن ناغورني كاراباخ. وأشار رئيس الوزراء الأرميني إلى أنه “ولكن إذا لم تسفر هذه الجهود عن نتائج ملموسة، فإن الحكومة سترحب بأخواتنا وإخواننا في ناغورني كاراباخ في جمهورية أرمينيا بكل اهتمام“.

وعشية خطاب باشينيان، دعا وزير الخارجية الأرميني أرارات ميرزويان، في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، إلى إرسال الخوذ الزرقاء إلى ناغورني كاراباخ. وأكد الوزير: “لا يمكننا أن نسمح بحدوث مأساة مثل ما حدث في رواندا”. وقال ميرزويان إنه من بين أمور أخرى، يجب على قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة إعادة اللاجئين إلى ديارهم ومراقبة سلامتهم والمطالبة بانسحاب القوات الأذربيجانية من المناطق المأهولة بالسكان في ناغورني كاراباخ.

وبهذا يحاول الارمن التفتيش عن بديل  لقوات حفظ السلام  الروسية التي فشلت  في أداء مهمتها  حماية الارمن في كاراباخ ومنع الهجوم الأذربيجاني الذي  حقق نصرا واضحا للأذاريين باستلام المنطقة واستسلام الميليشيات دون الصراع مع أرمينيا.

اذن روسيا غضت النظر عن الهجوم لعدم قدرتها على مواجهة  الهجوم  بسبب ضعفها وانشغالها بأوكرانيا ومن جهة لا تريد الدخول في صراع  عسكري مع باكو او في صراع جيوسياسي مع انقرة محاولة تحميل الازمة  لرئيس الوزراء الارمني من خلال مغادرة  الارمن لاراضيهم والهدف اسقاطه بالمظاهرات والتخلص منه .

ارمينيا لم تدخل في حرب فاشلة وقد انقضت شعبها من حرب بلا نهاية وسكان  الاقليمي من مجازر تشبه الابادة والتطهير العرقي، وبالتالي هذا ما مكن من تحميل روسيا الأزمة التي حصلت محاولا الرد بطرق اخرى مثل استبدال قوات حفظ السلام بقوات اممية، التوقيع  على وثيقة الجنائية الدولية مما يعني بان روسيا خسرت أرمينيا وبالتالي اضحت روسيا  ضعيفة بالمنطقة مما يعني القبول بوجود شريك  في الاقليم  وهو تركيا لذلك باتت موسكو تتودد من باكو.

 

Visited 4 times, 1 visit(s) today
شارك الموضوع

د. خالد العزي

أستاذ جامعي وباحث لبناني