كييف تقصف محطة كهرباء روسية .. وبوتين ينذر شويغو
السؤال الآن ــــ وكالات
قصفت طائرة مسيرة أوكرانية اليوم محطة كهرباء في جنوبي غربي روسيا، في حين سقط قتلى في قصف روسي على مدينة خيرسون وبالتزامن مع احتدام المعارك في محيط مدينة باخموت.
وقال رومان ستاروفويت حاكم منطقة كورسك إن المسيرة الأوكرانية ألقت عبوتين متفجرتين على محطة توزيع الكهرباء في بلدة بلايا التي تبعد 25 كيلومترا عن الحدود مع أوكرانيا، مما أدى لاندلاع النيران في أحد المحولات. وأضاف أن الكهرباء انقطعت عن 5 بلدات ومستشفى، مشيرا إلى أن التيار سيعاد في أسرع وقت ممكن.
من جهتها، قالت وزارة الدفاع الروسية اليوم إن دفاعاتها الجوية أسقطت الليلة الماضية 10 طائرات مسيرة أوكرانية فوق مناطق كورسك وبيلغورود وكالوغا.
وفي الآونة الأخيرة، نفذت القوات الأوكرانية هجمات عدة في العمق الروسي، مستهدفة موسكو ومناطق أخرى، ومن بين المواقع المستهدفة مطار عسكري في نوفغورود شمال العاصمة الروسية.
وكان الجيش الأوكراني أعلن أمس أنه أسقط 34 مسيرة روسية شاركت في هجمات على مناطق عدة بينها أوديسا وميكولاييف جنوبي البلاد.
وخلال الأسابيع الماضية، كثفت القوات الأوكرانية والروسية استخدام المسيرات على محاور القتال في شرقي وجنوبي أوكرانيا وعبر الحدود.
وفي تطورات ميدانية أخرى، أعلن الجيش الأوكراني عن سقوط قتلى وجرحى في هجمات روسية استهدفت 140 بلدة في الساعات الـ24 الماضية في مقاطعات تشيرنيهيف وسومي وخاركيف (شمال شرق)، ولوغانسك ودونيتسك (شرق)، وزاباروجيا وخيرسون (جنوب)، مشيرا إلى أنه خاض 21 اشتباكا مع القوات الروسية.
وأضاف الجيش الأوكراني أنه بات يسيطر ناريا على جزء من الشارع السريع الرابط بين بلدة غُورْليِفكا -التي كانت خاضعة لسيطرة الموالين لروسيا- ومدينة باخموت في دونيتسك. وتابع أنه أحرز أمس تقدما جديدا في محور باخموت باتجاه بلدتي “أوُدّْرَادِيفكا” و”شُومْييِف”، مشيرا إلى أن قواته نجحت في التقدم أيضا في اتجاه بلدة “كليشيفكا” جنوب باخموت بعد أن استعاد السيطرة عليها الأسبوع الماضي.
في المقابل، نفت وزراة الدفاع الروسية تقدم القوات الأوكرانية جنوب باخموت، وتحدثت عن اشتباكات عنيفة لا تزال تدور هناك.
وفي دونيتسك أيضا، نقل مراسلون عن مسؤولين في مصنع الفحم الحجري في أفدييفكا أن حريقا اندلع أمس في المصنع إثر غارة جوية روسية استهدفت أحد أكبر مصانع الفحم الحجري في أوروبا. وأوضح المسؤولون أن الصواريخ أصابت مستودع تخزين مادة النفثالين، حيث تشتعل النيران في المخزون المتبقي حاليا.
وعلى المحور الجنوبي لمقاطعة زاباروجيا، قال الجيش الأوكراني إن عملياته باتجاه مدينة ميليتوبول، التي تقع على بحر آزوف وتخضع للسيطرة الروسية، لا تزال متواصلة.
وفي خيرسون، أفادت الإدارة العسكرية بمقتل 3 أشخاص وإصابة 5 في قصف روسي على المدينة الخاضعة للسيطرة الأوكرانية.
من جهة ثانية، أفادت مصادر من داخل الكرملين بأن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أمهل وزير دفاعه سيرغي شويغو، حتى أكتوبر المقبل، لوقف هجوم القوات الأوكرانية المضاد.
وأوضحت المصادر أن وزير الدفاع أعطي مهلة تنتهي في مطلع أكتوبر الآتي، لتحسين الوضع على الجبهات، ووقف الهجمات الأوكرانية المضادة واستعادة القوات الروسية زمام المبادرة، وفقاً لتقرير أعده محللون عسكريون تابعون لمعهد دراسات الحرب، ومقره الولايات المتحدة.
كما رجحت أن تعطي القيادة العسكرية الروسية أوامر بشن هجمات مضادة مستمرة لكسر الهجوم الأوكراني، حتى لو كان ذلك سيكلف موسكو خسائر فادحة. ولفتت إلى أن بوتين أقر أول مرة ببدء الهجوم الأوكراني المضاد في 9 يونيو، مؤكداً على أمرين رئيسيين هما أن القوات الأوكرانية لن تحقق مكاسب كبيرة بسبب الدفاعات الروسية المعدة جيدا، وثانياً أنها ستتكبد خسائر فادحة في الأرواح والمعدات العسكرية الغربية.
وتابع أن بوتين يعتبر العمليات الدفاعية الروسية انتصارا كبيرا في ساحة المعركة، مشدداً على أنها انتصارات منفصلة على خلفية الافتقار العام للنجاح الروسي في مناطق أخرى من الجبهة.
ويشير محللو المعهد إلى أن هذه الجهود تهدف على الأرجح لتقويض الدعم وزعزعة بالثقة بقدرات القوات الأوكرانية سواء في أوكرانيا وفي الغرب.
ويأتي هذا الإعلان بعد أيام قليلة من تأكيد وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن أن الهجوم الأوكراني المضاد يحقق “تقدما منتظما” وإن بطيئاً، ليناقض بذلك إلى حد ما التصريحات المتشائمة التي أدلى بها قبله رئيس هيئة الأركان المشتركة، الجنرال مارك ميلي.
فميلي الذي غادر منصبه اليوم، رأى أنه من غير المرجح الوصول إلى نهاية قريبة للحرب الروسية الأوكرانية، معتبراً أن انتصار كييف سيستغرق “وقتاً طويلاً جداً”. كما اعتبر أن هذا الهدف (انتصار أوكرانيا) لم يتحقق في الهجوم المضاد الحالي الذي تشهده البلاد.