جندي ولاية الفقيه يلعب ورقة النازحين مع الغرب
حسين عطايا
لا شك ان حسن نصرالله امين عام حزب الله وحزبه، يعيشان مرحلةً حرجة ومُزعجة بعض الشيء، لا بل تُعتبر الازمة الاصعب التي يواجهها منذُ تأسيسه، حيث أصبح في وضع شبه وحيد في مواجهة الداخل اللبناني وما به من معارضات صلبة اقفلت عليه باب التسويات على غِرار العام ٢٠١٦ حين اتاحت له الفرصة بالاتيان بحليفه ميشال عون لسدة الرئاسة في قصر بعبدا، كما يواجه بأجواءٍ مُغايرة إقليمياً ودولياً، مما تسبب له بحمل أعباء كثيرة تجاه بيئته في الطائفة الشيعية وحمله مسؤوليات كبيرة غير قادر على مواجهتها، بعدما استفحلت الأزمات في لبنان، لا سيما الأزمة الاقتصادية حيث الجميع يُحمله المسؤولية كونه الحامي المنظومة الحاكمة وشريكها في السلطة وفي كل ما حصل من عمليات نهب للمال العام والحدود المشرعة لكل انواع التهريب وليس آخرها تهريب النازحين السوريين .
في إطلالته الاخيرة أول من امس ركز نصرالله على ثلاثة نقاط هي محور حديثه:
ــــ الاولى تركزت حول النفط والغاز وما يمكن للبنان ان يجنيه منها وهو اعطى لحزبه الفضل في إتمام الترسيم الحدود البحرية الجنوبية، والذي اعتبره نصراً إلهياً مؤزراً كعادته، وكأن الله في عليائه مُتفرغ فقط لينتصر لنصرالله وحزبه، وقد تناسى بأنه تنازل عن اجزاء كثيرة من المياه البحرية الجنوبية وتقدر مساحتها بـــ١٤٥٠ كلم مربع من المياه الجنوبية وما تحتويه من ثروات نفطية وغازية وثروة سمكية .
ــــ الثانية على الحدود البرية الجنوبية بين لبنان وفلسطين المحتلة، فبعدما بات حزبه ومن خلفه السلطات اللبنانية مُعترفة ان حدودها البحرية الجنوبية هي مع دولة إسرائيل وفق الاتفاق الموقع والمُسجل في دوائر الامم المتحدة كوثيقة دولية يُطبق عليها بند المعاهدات بين الدول .
وبالتالي هنا ووفق ما قاله، انه وحزبه والمقاومة يقفان خلف الدولة اللبنانية ذات الشأن في موضوع الموافقة على الوساطة القائمة حالياً وهي من قِبل الولايات المتحدة والتي فيما سبق كان يُسميها هو ومحوره الشيطان الاكبر .
وهنا يُخشى ان يُقدمان هو والسلطات اللبنانية على التنازل كما جرى في الترسيم البحري عن نقاطٍ هامة واستراتيجية كالنقطة الحدودية B1 وهذا الامر يُقلق الوطنيين والسياديين اللبنانيين ممن دفعوا دماً اثناء المقاومة الوطنية لصيانة الاراضي اللبنانية ودحر الاحتلال عن مساحاتٍ كبيرة، خصوصاً ان تجربة الترسيم البحري لا زالت ماثلة في اذهان اللبنانيين عما قدمه حزب نصرالله واجبر السلطات اللبنانية على الموافقة عليه ليُتيح لايران ان تُجري صفقاتها على حساب لبنان وأهله في مياهه الجنوبية وما تحتويه من ثروات .
ـــ الثالثة وهي قضية النازحين السوريين .حيث كشف وبوضوح ما يقوم به النظام السوري وحزبه في فتح الحدود لتسهيل عمليات النزوح لاغراق لبنان بهذا الكم الهائل والخارج عن قدراته الاستيعابية ليتم فيما بعد فتح المنافذ البحرية لهجرة النازحين بحراً باتجاه اوروبا طمعاً بتحركٍ اوروبي لمساعدة النظام ولبنان ليُتاح لهما “اي حزب الله والنظام السوري” الاستفادة مما سيأتي من أموال كمساعدات قد تُساهم بفك الحصار المضروب على النظام السوري وفقاً لقانون قيصر الامريكي الذي يفرض حصاراً على النظام .وهذا ما قاله نصر الله حرفيا “لماذا لا تُفتح المنافذ البحرية ليتوجه النازحين السوريين بالمراكب والسفن الى اوروبا وحينئذ ستأتي اوروبا الى لبنان والسرايا الحكومية تفاوض على حل الازمة”.
هذا الكلام واضح ولا لُبسَ فيه على الاطلاق، وهذا ما تم ذِكره سابقاً ان النظام السوري يقوم بتسهيل عمليات النزوح ويفتح حدوده ليخرج النازحين باتجاه لبنان ظناً منه ان دول الغرب لن تترُك لبنان يسقط فتُبادر لنجدته ومستعدته ويستفيد من ذلك نظام بشار الاسد وحلفائهِ .
إذن ثَبُت للبنانيين والعالم بأن نصرالله وحزبه لا علاقة له بلبنان وقضاياه بل هو مُجرد جسدٌ غريب يعيش في لبنان ليخدُم مصالح اجنبية يرتبط به عقائدياً وروحياً وهنا لا نخترع شيئاً جديداً حيث نستند لما صرح به سابقاً ولا زال هو وحزبه جنود في دولة ولاية الفقيه وقد إعترف بأن فلوسه وسلاحه واكله وشربه من ايران، هذا الامر برسم ومن لا زال مقتنعاً بأن حزب الله مقاومة فليصحو من نومه ويرى الحقيقة الساطعة كشمس تموز. .