قصف ومعارك والجيش الاسرائيلي يسرق ممتلكات المدنيين ومخيم مصري للإغاثة في خان يونس
السؤال الآن ــــ وكالات وتقارير
تتواصل الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في يومها الـ84 وتتزايد أعداد الضحايا المدنيين، وتتفاقم معاناة الاهالي مع تصعيد القصف والقتال، بينما لا شىء بحل او هدنة ليستعيد الناس أنفاسهم من القصف والتجير والجوع والموت اليومي.
. وم جديد من التصعيد والاقتتال تشهده غزة، الجمعة، فيما لا تظهر أي بوادر لقرب تطبيق هدنة لالتقاط الأنفاس.
واليوم قتل ضابط إسرائيلي في شمالي قطاع غزة، فيما وسع الجيش الإسرائيلي عملياته في خان يونس وقال إنه “تم القضاء على عشرات المسلحين خلال أمس”.
وأفاد الإعلام الفلسطيني أن 35 شخصا قتلوا جراء قصف إسرائيلي على عدة منازل في مخيمي المغازي والنصيرات وسط قطاع غزة. وقالت وكالة “وفا” إن عشرات المفقودين ما زالوا تحت أنقاض المنازل التي استهدفها القصف الإسرائيلي، مشيرة إلى أن الجيش الإسرائيلي قصف مناطق أخرى جنوب القطاع.
من جهته، قال توماس وايت، مدير شؤون وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، اليوم إن جنودا إسرائيليين أطلقوا النار على قافلة مساعدات أثناء عودتها من شمال قطاع غزة. وأكد عبر منصة “إكس” أن طاقم القافلة الدولية لم يصب بأذى، لكن إحدى المركبات تعرضت لأضرار، وشدد على ضرورة عدم استهداف العاملين في مجال الإغاثة.
ومع تجدد الغارات الإسرائيلية على عدة مناطق في قطاع غزة، صباح اليوم، تقدمت الدبابات الإسرائيلية إلى العمق بوسط قطاع غزة، بعد أيام من قصف بلا هوادة أجبر عشرات الآلاف من الأسر الفلسطينية النازحة أصلاً على شد الرحال في موجة نزوح جماعي جديدة. فيما حصلت مواجهات عنيفة وسط وجنوب القطاع، ومنطقة الشيخ رضوان، وأحياء التفاح والدرج في مدينة غزة.
وكان الجيش الإسرائيلي قصف جنوب قطاع غزة، خلال الليل خصوصا في رفح، حيث هرع فلسطينيون نحو أكوام من الأنقاض بحثاً عن ناجين.
فيما يواصل وفد حماس في القاهرة البحث خطة مصرية لوقف لإطلاق النار، تشمل ثلاث مراحل تنص على هدن قابلة للتمديد والإفراج التدريجي عن عشرات الأسرى الذين تحتجزهم حماس في مقابل إطلاق فلسطينيين تعتقلهم إسرائيل، ما يؤدي في نهاية المطاف إلى التوصل لوقف الأعمال القتالية.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، قد قال خلال اجتماع الخميس في تل أبيب مع عائلات أسرى: “نحن على اتصال (مع الوسطاء) في هذه اللحظة. لا أستطيع تقديم مزيد من التفاصيل. نحن نعمل على إعادتهم جميعا. هذا هدفنا”.
من جهته، دعا المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، المجتمع الدولي إلى اتخاذ “خطوات عاجلة للتخفيف من الخطر الجسيم الذي يواجه سكان غزة ويقوض قدرة العاملين في المجال الإنساني على مساعدة الأشخاص، الذين يعانون إصابات فظيعة وجوعا حادا والمعرضين لخطر شديد للإصابة بأمراض”.
ولا تصل المساعدات الإنسانية التي تسيطر إسرائيل على دخولها إلى غزة سوى بكميات محدودة جدا رغم قرار لمجلس الأمن دعا في 22 ديسمبر “جميع الأطراف إلى إتاحة وتسهيل الإيصال الفوري والآمن ومن دون عوائق لمساعدة إنسانية واسعة النطاق”.
واستنادا إلى أرقام الأمم المتحدة، أرغم 1.9 مليون شخص يمثلون 85% من سكان غزة على النزوح بسبب المعارك فيما يخيم شبح مجاعة على القطاع الذي يواجه أزمة إنسانية متعاظمة في ظل حصار إسرائيلي مطبق.
وفي الأيام الأخيرة ومع تكثيف العمليات في خان يونس (جنوب القطاع) ووسط غزة، نزح “ما لا يقل عن 100 ألف شخص” باتجاه رفح، حسبما أكد مكتب تنسيق المساعدات الإنسانية التابع للأمم المتحدة، نقلا عن تقديرات “جهات إنسانية فاعلة على الأرض”.
من جهتها، اعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري في حركة حماس، الجمعة، عن تفجير حقل ألغام مكون من 4 عبوات “برميلية” وعبوة مضادة للأفراد “تلفزيونية” في قوة مشاة وآليات للجيش الإسرائيلي شمال مخيم البريج وسط قطاع غزة. وقالت كتائب القسام عبر منصة “تليغرام”، إن تفجير حقل الألغام أوقع قتلى وجرحى في قوات الجيش الإسرائيلي.
واستهدف مقاتلو القسام جرافة إسرائيلية من نوع D9 بقذيفة “الياسين 105” شمال مخيم البريج وسط قطاع غزة، ما أدى إلى إصابة مباشرة.
وتدفق عشرات الآلاف من الفلسطينيين إلى بلدة رفح المزدحمة بالفعل في أقصى جنوبي قطاع غزة في الأيام الأخيرة، وفقا للأمم المتحدة، فرارا من القصف الإسرائيلي على وسط القطاع، وأدى الهجوم الجوي والبري غير المسبوق الذي شنته إسرائيل ضد حماس إلى نزوح نحو 85% من سكان قطاع غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، وتبحث أعداد كبيرة من السكان عن مأوى في المناطق التي حددت إسرائيل أنها آمنة ولكنها تعرضت للقصف هي الأخرى. وترك ذلك لدى الفلسطينيين شعورا مروعا بأنه لا يوجد مكان آمن في هذا الجيب الصغير، نقلا عن “الاسوشيتد برس“.
وصل سكان القطاع إلى رفح بالشاحنات والعربات وعلى الأقدام، وأولئك الذين لم يجدوا مكانا في الملاجئ المكتظة بالفعل نصبوا خياما على جوانب الطرق. وقالت جولييت توما، مديرة الاتصالات في وكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا): “يستخدم الناس أي مساحة خالية لبناء الأكواخ. البعض ينام في سياراتهم، والبعض الآخر ينام في العراء”.
وتحولت مدينة خان يونس في الجنوب، حيث تعتقد إسرائيل أن زعماء حماس يختبئون، إلى ساحة معركة مشتعلة. فيما واصل المسلحون إطلاق الصواريخ، معظمها على جنوبي إسرائيل.
وأدت الحرب إلى مقتل أكثر من 21300 فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال.
ووجهت القيادة السياسية المصرية، هذا الأسبوع، الهلال الأحمر المصري بإنشاء مخيم إغاثي بمدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة، بحسب ما أفادت “القاهرة الإخبارية”، وأفادت بأن الهلال الأحمر المصري يعكف على الانتهاء من المرحلة الأولى للمخيم، الذي يتضمن إنشاء 300 خيمة تتسع لـ1500 شخص.
الى ذلك، ذكر المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، اليوم أن الجيش الإسرائيلي أطلق العنان لجنوده في قطاع غزة للإقدام على ممارسات وصفها بأنها “غير أخلاقية” بحق المدنيين الفلسطينيين خلال مداهمة منازلهم، شملت سرقة ممتلكات وأعمال نهب.
وذكر المرصد في بيان أنه وثّق “سلسلة حالات تكشف عن تورط جنود إسرائيليين في سرقات ممنهجة لأموال ومتعلقات الفلسطينيين، بما يشمل الذهب ومبالغ مالية وهواتف نقالة وأجهزة كمبيوتر محمولة”، نقلا عن وكالة أنباء “العالم العربي“. وأوضح أن شهادات جمعها تظهر أن “مداهمات الجيش الإسرائيلي تتجاوز الاعتقالات التعسفية والإخفاء القسري والإعدام الميداني إلى تخريب متعمد للممتلكات وسرقة المقتنيات الشخصية، ومن ثم حرق المنازل بعد نهبها في إطار نهج يقوم فيما يبدو على الانتقام الجماعي من السكان الفلسطينيين“.
وذكر أن تقديراته الأولية بناء على ما وثقه من إفادات تشير إلى سرقة متعلقات شخصية لمدنيين فلسطينيين وأعمال نهب واسعة لمقتنيات ثمينة قام بها الجيش الإسرائيلي قد تتجاوز حصيلتها عشرات الملايين من الدولارات، بحسب وصفه.
وأشار المرصد إلى “تعمد جنود إسرائيليين نشر مقاطع مصورة على منصات التواصل الاجتماعي توثق تعمدهم تخريب منازل المدنيين في قطاع غزة، أو رسم شعارات عنصرية أو يهودية على الجدران، إلى جانب التفاخر بالاستيلاء على أموال ومقتنيات ثمينة”.