دموع التماسيح

دموع التماسيح

حسّان الحجّار

 تبكونَ غزَّةَ قدْ قَصَمتُمُ ظهرَها 

وجعلتُمُ الارضَ اليناعَ يبابا 

 

وجعلتُمُ الاعداءَ تكسِرُ عُودَها 

 ويصيرُ عمرانُ البلادِ خرابا 

 

ونفختمُ الأوداجَ دونَ تَبصُّرٍ 

ليصيرَ حُلْمٌ بالخلاصِ سرابا

 

يا منْ ظننتَ الحربَ لُعبَةَ فِتيةٍ 

لا تفقهِ المعنى

 ولا الأوصابَا

 

 ٱستجلبتَهُمْ خَبِلاً لعُقرِ ديارِكُم 

 وفتحتَ للقتلِ الممنهجِ بابا

 

قد كان أولى لو ظللتُمُ عُصبَةً

 لتُزيلَ من قعرِ النفوسِ ضبابا 

 

لو أنَّ عهدًا قد توثَّق بينكم  

ليعود أهلوكم بهِ أحبابا

 

ولِتَقْطَعوا في البيتِ دابرَ فِتنةٍ

وتعودُ غزَّةُ قِبْلةً ومآبا

 

من بعد ما ٱنتسبوا لمشروعٍ بغى

 دخلَ العراقَ وأعْمَلَ الإحطابا 

 

وطغى على اليمنِ السعيدِ بفِتنةٍ

 شَحَنَ النفوسَ لِيَعْبُدَ الأنصابَا

 

وتمادى في شامٍ فدمّرَ دورها ملأَ المساجدَ فتنةً وحِرابا 

 

وٱجتاحَ أبوابَ النساءِ وسِترَها

قتلَ الالوفَ وهجّرَ الأترابا 

 

وأتوا لغزةَ

كي يُزادَ أُوارُها

لتصيرَ سوقًا للقذى وعذابا

 

من لمْ يكن ذا حُنكةٍ ما نَفْعَهُ

إن ظلَّ منهزِمًا

وعاشَ سرابا

 

من يقرأِ التاريخَ يكسبْ عِبرةً

ويَفِدْ مِنَ السِيَرِ

الكبارِ دِرابا

 

فالمخلصونَ لشعبِهِمْ لن يرتموا 

بفم الذئابِ ويُهملوا الأسبابَا

 

همْ قانطون و يحفظون شعوبهم 

إذْ ما الردى يستقربُ الأبوابا 

 

النصرُ في حقنِ الدماء كريمةً 

لا في الصُراخِ لِتَكسَبَ الألقابا 

 

ومناضلونَ وكانَ آخِرُ همِّهمْ 

أنْ يعتلوا عرشًا 

لشعبٍ خابا

 

متآزرون إذا الوقيعةُ أعظَمَتْ

وترى البلادَ لفارسٍ مِحرابا 

 

لا يرتضي إلا الأمان لشعبه 

كان الغَرورُ مداهنًا كذَّابا

Visited 37 times, 1 visit(s) today
شارك الموضوع

حسان الحجار

كاتب وشاعر