كيف ستوظف محاولة اغتيال ترامب في الانتخابات القادمة؟

كيف ستوظف محاولة اغتيال ترامب في الانتخابات القادمة؟

 أحمد مطر

     لربما الصدفة أو الحظ لم يصب الشاب الأمريكي برصاصته أذن ترامب فحسب، بل أصاب معها جملة من الاستحقاقات المنتظرة في المنطقة، بدءاً من هدنة غزة وصولاً إلى وقف إطلاق النار في جنوب لبنان .

   تطوّرات عديدة فرضت نفسها على الأجندة السياسية، من واشنطن إلى بيروت، قد تُسقط كل محاولات التوصل إلى هدنة أو وقف لإطلاق النار في غزة وجنوب لبنان. فرئيس حكومة إسرائيل بنيامين نتنياهو، الذي يبدي اعتراضه على البنود التي اشترطتها حماس للتفاوض، سيستمر على موقفه حتى الرابع والعشرين من يوليو- تموز، وهو موعد خطابه في الكونغرس الأميركي.

   مصادر دبلوماسية مطّلعة ترى أن الاستحقاق الأهم بالنسبة إلى نتنياهو هو الخامس والعشرون من يوليو – تموز، موعد انتهاء ولاية الكنيست الإسرائيلي، الذي يمكنه محاسبة رئيس الحكومة. إذ وفق آلية الدستور في تل أبيب تتحول كل الصلاحيات إلى رئيس الحكومة بعد 25 يوليو – تموز. وهذا ما ينتظره نتنياهو للتخلّص من جزء من مشكلته الداخلية، لينصرف إلى الاستمرار بحربه، من أجل القضاء على قيادات حركة حماس كما يقول .

   مع تزايد الكلام عن تباطؤ وتيرة المساعي الديبلوماسية الجارية، للتوصل إلى تفاهم ينهي المواجهة العسكرية، المحتدمة بين حزب الله وقوات الاحتلال الإسرائيلي على طول الحدود اللبنانية الجنوبية، مع الخروقات والضربات المحدودة خارجها، في انتظار انتهاء الحرب الإسرائيلية العدوانية على قطاع غزة، كما يتردد لاستحالة فصل مسار هذه المواجهة عن مجريات هذه الحرب، بفعل ربط حزب الله هذين المسارين ببعضها البعض من خلال إشعال جبهة الجنوب، تحت عنوان “مشاغلة” قوات الاحتلال الإسرائيلي عن الحرب في غزة، بعدما توقع البعض بقرب انتهاء حرب غزة، بعد طرح مبادرة الرئيس الاميركي جو بايدن، وتسارع الاتصالات لعقد صفقة بين إسرائيل وحركة حماس بهذا الخصوص. ولكن بعد تعثر المفاوضات وتأخير التوصل للاتفاق المنشود، بفعل الشروط والمطالب التي طرحها رئيس الحكومة الإسرائيلية نتنياهو، وتصاعد الحرب الإسرائيلية على غزة مؤخراً، وارتكاب المزيد من المجازر ضد الفلسطينيين، ازدادت المخاوف من انسحاب تعثر وقف حرب غزة، على مسار إنهاء الاشتباكات جنوباً ، وتعليق مسار الاتصالات الديبلوماسية والوساطة الاميركية تحديدا حتى إشعار آخر .

وفي ضوء هذا التعثر في التوصل إلى وقف حرب غزة، واستمرار الاعتداءات الإسرائيلية على نطاق واسع تخشى مصادر ديبلوماسية من عملية خلط أوراق، وتنصل ومماطلة من الالتزام بتنفيذ مبادرة بايدن، يتولاها رئيس الحكومة الإسرائيلية، بعد انحسار ضغط الادارة الاميركية الحالية عليه، جراء انشغال المسؤولين فيها بتطورات الانتخابات الرئاسية الاميركية، والذهاب ابعد من ذلك الى تنفيذ تهديداته بشن عملية عسكرية واسعة النطاق ضد حزب الله لتغيير الوضع القائم في الجنوب حاليا لمصلحة إسرائيل .

   ومع ان المصادر الديبلوماسية تعتبر الضمانات الدولية التي تلقاها لبنان لمنع تدهور الاوضاع جنوبا نحو الأسوأ، منذ عملية طوفان الأقصى مهمة، لاسيما منها الضمانات الاميركية التي منعت تنفيذ عدوان إسرائيلي واسع النطاق ضد لبنان أكثر من مرة، طوال هذه المدة، تحت عنوان منع التصعيد ،لكنها تبدي خشيتها من قيام إسرائيل بتجاهل هذه الضمانات، بعد التهاون الدولي معها لوقف حرب غزة، وإمعانها بارتكاب ابشع المجازر ضد المدنيين الفلسطينيين، من دون مساءلة أو إدانة لما يحصل .

   ختاماً ما يؤشر بوضوح ان الآمال المعلقة على وضع حد لهذه الحرب العدوانية، تتعقد يوما بعد يوم، وقد تطول اكثر، مع استمرار تخبط الادارة الاميركية الحالية بأوضاعها الداخلية بفعل المطالبة بتنحي الرئيس بايدن عن السباق الرئاسي واستبداله بمرشح آخر، مقابل تقدم حظوظ خصمه دونالد ترامب للفوز بالانتخابات الرئاسية المقبلة .

  كيف سيتم التعامل مع التطورات المرتبطة بحرب غزة، وهل  تبقى جبهة الجنوب مشتعلة مع تداعياتها على الوضع اللبناني، سياسيا واقتصاديا، وهل يتم الافراج عن الملف الرئاسي الداخلي في حال استمرت مؤشرات إطالة هذه الحرب حتى حلول موعد الانتخابات الرئاسية الاميركية، ام يبقى وضع لبنان الحالي معلقاً، لتبيان نتائج الانتخابات الرئاسية الاميركية وتوجهات الادارة الاميركية المقبلة، وهل يملك حزب الله مثل هذه الصلاحية بمعزل عن ايران التي اوعزت بفتح جبهة الجنوب اللبناني من قبل خدمة لمصالحها انطلاقا من جنوب لبنان ، ولذلك يبقى من الصعوبة بمكان فصل مسار الازمة الداخلية، بمعزل عما تسعى اليه إيران من وراء اشعال حرب الحدود اللبنانية الجنوبية مع إسرائيل، اقليميا ودوليا، وحصيلتها في مفاوضاتها مع الولايات المتحدة الأمريكية بخصوص نفوذها بالمنطقة وملفها النووي .

Visited 38 times, 1 visit(s) today
شارك الموضوع

أحمد مطر

صحفي وكاتب لبناني