العميد له نظرة سلبية عن دور الجامعة
اليزيد البركة
في أغلب جامعات العالم وقف الطلبة في صف الشعب الفلسطيني، البعض بالكوفية والبعض بكتابات معبرة عن الدعم وطالبة بالحرية للشعب الفلسطيني، وذلك خارج الجامعات والمعاهد العليا أو في مدرجاتها. الطرف الآخر المؤيد لإسرائيل المستعمرة بكسر الراء سواء من إدارة الكليات أو من المسؤولين السياسيين، سارعوا إلى الطلبة ليشرحوا لهم وجهة نظرهم، لأنهم يعرفون أن دور الجامعات هو تخريج أطر الغد في جميع مجالات الحياة، القادرين على تحمل المسؤوليات وتقديرها حق قدرها والابداع فيها، ولعمري موقف كهذا ينسجم مع جعل الجامعة مكانا لتقارع الأفكار ووجهات النظر والاحتكام للعقل، وليست مكانا للتلقي السلبي القائم على تخشب الفكر. وأفضل سلوك المؤيدين لإسرائيل على سلوك العميد الذي فبرك من عنده دورا جهنميا للجامعة ولطبيعة من تخرج من الطلاب والطالبات.
لا شيء كان سيضر العميد لو قام بتقديم الجائزة للطالبة وعلق بكلمة قصيرة عن موقف المغرب الرسمي، على أنه طبع مع إسرائيل، ولكنه استثنى حقوق الشعب الفلسطيني وهو أيد رأي محكمة العدل الدولية وطالب بالوقف الفوري للحرب، وأيد حل الدولتين، وأننا جميعا مع الشعب الفلسطيني طلبة وأساتذة.
لكن ظهر واضحا أن العميد من تعليقه على الكوفية، على أن ذلك سياسة له نظرة سلبية عن دور الجامعة، بحيث يريدها مكانا تخرج أدوات بشرية مفصولة عن الواقع الذي يجري أمام أعيننا، تنفذ أوامر تتلقاها من الأعلى في كل صغيرة وكبيرة، يريدها امتدادا للمدرسة العسكرية ومعاهد تخرج ضباط الأمن، مع العلم أن هذه الأماكن قد تطورت كثيرا في العقود القليلة الماضية في جميع مناطق العالم.
هذه النظرة السلبية لدور الجامعة تحمل احتقارا للمواهب في الشعب المغربي، على أنها لن تعرف كيف ستتصرف عند مواجهة القضايا الدولية والإقليمية والوطنية، لذا يجب تعليمها على أنها مقدر عليها أن تتلقى التعليمات السياسية والمواقف المرتبطة بها من الأعلى، الحقيقة أنه رغم هذا لم يعرف، وهو الذي يضع نفسه في خانة الذي يفهم، أنه بسلوكه لم يعرف الموقف الرسمي للمغرب على أنه أبعد نفسه عن معاداة هوية الشعب الفلسطيني، والكوفية هي إحداها فهي ليست من رموز الفصائل المسلحة، وليست حتى العلم الفلسطيني الذي هو أيضا من رموز الهوية، ولكنه ذو طبيعة سياسية في حين أن الكوفية أثرى منه في تجميع كل التبعاد الهوياتية، بما فيها الفولكلور والفن والحياة الزراعية والفلاحية.. إنها رمز كل الشعب، تعبر على أن له هويته الخاصة به، وهو ليس الشعب الأردني، ولا المصري، ولا السوري، رغم الوشائج الكثيرة، ولن يكون في أدنى مكونات إسرائيل.
Visited 29 times, 1 visit(s) today