حلقة من “كان يا مكان” عن المفكر الخطيبي
مبارك بيداقي
قام الفريق الصحفي لبرنامج “كان يا مكان” الثقافي الذي تبثه القناة الثانية المغربية في الفترة من خامس غشت الجاري إلى الحادي عشر منه بإعداد مجموعة حلقات من البرنامج عن مواقع تاريخية وفعاليات ثقافية بمدينة الجديدة.
وقد انتقل فريق البرنامج تحت إشراف الصحفي عبد الرحيم تفنوت مرفوقا، في أوقات مختلفة، بالكاتب المغربي المصطفى اجماهري، وأحمد خشلاعة (مدير تربوي متقاعد)، ومراد الخطيبي (كاتب وجامعي)، والجلالي ضريف (كاتب عام جمعية ذاكرة دكالة للحفاظ على التراث)، للتصوير بمجموعة من الأماكن التاريخية مثل القلعة البرتغالية التي استكملت هذه السنة الذكرى العشرين لتسجيلها في قائمة التراث العالمي، وثانوية ابن خلدون التأهيلية التي ستحتفل بذكراها المائوية الأولى السنة المقبلة 2025، وحديقة الحسن الثاني (حديقة سبييني سابقا)، وحي الصفاء الذي شهد ولادة المفكر الراحل عبد الكبير الخطيبي.
ومن بين الحلقات الست التي سيتم توظيبها لتبث في الأيام القريبة المقبلة، خصصت إحدى الحلقات للتذكير بحياة وأعمال المفكر عبد الكبير الخطيبي الذي ارتبط اسمه بمدينة الجديدة (مازغان إبان الحماية)، وبما استوحاه منها من أمكنة وأحداث خلدها في سروده العديدة
وقد أخذت المناظر الخارجية لهذه الحلقة المخصصة لعبد الكبير الخطيبي بحديقة الحسن الثاني وبالفضاء العلوي للمسقاة البرتغالية وكذا بحي الصفاء بالجديدة، وساهم فيها كل من الكاتبين مراد الخطيبي والمصطفى اجماهري. وبهذه المناسبة استعاد الكاتب والأستاذ الجامعي مراد الخطيبي بعض الذكريات عن ولادة عمه في حي الصفاء الشعبي وتردده على المدرسة الإسلامية الفرنسية في الأربعينيات، وعلى شاطئ البحر القريب لممارسة كرة القدم مع أقرانه. كما عرج للحديث عن علاقاته الأسرية وزياراته لمدينة الجديدة في أوقات مختلفة من حياته وكذا ارتباطه في بداية حياته الجامعية بالسيدة مونا مانترسون الباحثة السويدية والتي كان قد تعرف عليها إبان دراسته علم الاجتماع بجامعة السوربون. كما نوه مراد الخطيبي بموقف عمه الذي لم تكن له يوما أي رغبة للعمل أو الاستقرار خارج المغرب وقضى حياته إلى يوم وفاته في بلده، رغم أن رفيقته الأولى مانترسون حاولت حثه على الالتحاق بأوربا.
أما المصطفى اجماهري فتحدث عن مشاركته، في بداية التسعينيات، في ورشة “الكتابة والجهة” التي أشرف عليها عبد الكبير الخطيبي بمقر جمعية دكالة بالجديدة إلى جانب الروائي الفرنسي كلود أوليي صاحب رواية “مراكش المدينة”، مشيرا إلى التحول الذي طرأ على مساره منذ ذاك حيث ساعده الخطيبي على الانخراط في البحث المحلي باعتباره مجالا يحتاج للنبش وتحقيق التراكم. ثم وقف عند بعض المحطات التي جمعته بالمفكر الراحل سواء بالجديدة أو بالرباط حينما كان الخطيبي مديرا للمعهد الجامعي للبحث العلمي، وكان المصطفى اجماهري ينجز أطروحة حول الصحافة الثقافية في المعهد العالي للصحافة بالرباط والمجاور تماما لمكتب الخطيبي.
وقد ضم فريق برنامج “كان يا مكان” الذي أعد هذه الحلقات في الجديدة، إلى جانب الصحفي عبد الرحيم تفنوت، يوسف الساهيمي (المشرف على الفريق)، وعماد عبد الإله (كاميرمان)، وحسن دوسليمي (تقني الصوت)، ومحمد السبيع (تقني المونتاج والتوهيم) بالإضافة إلى تقنيين في التصوير بآلة الدرون.