ستة أمور تريدها الولايات المتحدة وفرنسا في لبنان اليوم!
سمير سكاف
وقّع حزب الله على كل ما كان لا يمكن أن يقبل به قائده التاريخي السيد حسن نصرالله!
فهو وقّع على فصل الحرب عن غزة. وهو وقّع على “القبول ببقاء نهر الليطاني في مكانه”، والانسحاب إلى شماله، وعلى القبول بتدمير أنفاقه.
وهو وقّع على التعهد بعدم مهاجمة إسرائيل.
وهو وقّع على الموافقة على منع استيراده أو تصنيعه للسلاح، في كل لبنان.
وهو وقّع على حق إسرائيل بالدفاع عن نفسها، وبالتالي على حقها باستهداف لبنان عندما تشاء، معترفاً ضمناً، مرةً جديدةً، بوجود دولة إسرائيل، ومطبعاً بذلك معها من جديد، بعد عملية ترسيم الحدود البحرية!
ما يعني أن إسرائيل قد حصلت بوقف النار أكثر مما حصلت عليه بالنار!
وهي حصلت على ما أرادت لجهة الـ 1701+. وهو أبعد بكثير من الـ 1701، كما تنص بنود اتفاق وقف النار.
ولكن للأسف، فإن هذا الاتفاق يبقى هشاً، بسبب الصعوبات التي ستواجه تنفيذه، وبسبب التخوف من “التذاكي” عليه، وبالتالي عدم الالتزام به وبتطبيق بنوده!
فالعبرة هي في التنفيذ، وفي التزام حزب الله بتوقيعه، وبالشروط القاسية المنصوص عليها في بنود الاتفاق، انطلاقاً من مرحلة ال 60 يوماً.
وما قد يعقد الأمور مستقبلاً هو محاولة حزب الله تكرار سلوكه تجاه ال 1701 بعد حرب تموز 2006! وهو ما يعطي إسرائيل هذه المرة، بموافقة حزب الله على بنود الاتفاق “حق الدفاع عن النفس”… عندما تشاء، وعسكرياً!
وطبعاً مع ضرورة التزام إسرائيل بتطبيق الاتفاق من جهتها، وهي التي كانت في السابق قد خرقت القرار 1701 آلاف المرات.
ماذا يريد رعاة الاتفاق؟
في الواقع، سيعمل المبعوث الفرنسي جان إيف لودريان اليوم في بيروت باسم عرابي الاتفاق، وبإشراف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والرئيس الأميركي جو بايدن في أيام ولايته الأخيرة على 6 أمور أساسية. وهي:
1 – تثبيت وقف النار. وهو سيتعرض على الأرجح لخروقات عديدة.
2 –إقناع حزب الله بضرورة الالتزام بنص الاتفاق، مع بنوده القاسية جداً عليه.
3 – تعريز قدرات الجيش اللبناني. وخاصة لجهة تفكيك حزب الله في جنوب الليطاني واستكمال تفكيك الأسلحة والأنفاق. ومنع حزب الله من إعادة التسلح، ومن استيراد الأسلحة وتصنيعها في لبنان.
4 – دعم الوضع الاقتصادي في لبنان، لعودة الحياة الطبيعية.
5 – انتخاب رئيس للجمهورية. وهو مدخل عودة المؤسسات.
6 –العمل على تشكيل لجنة المراقبة لتنفيذ الاتفاق، التي ستشارك فيها كل من الولايات المتحدة وفرنسا.
يضع اتفاق وقف النار لبنان على سكة السلام بشرط الذهاب إلى هذا السلام بخطوات فعلية وجدية، وبشرط الالتزام ببنوده. وإلا فإن الاتفاق يسقط ويتوجه لبنان إلى جولة حرب جديدة.
الكرة الآن في ملعب حزب الله لتأكيد التزامه ببنود الاتفاق، ولمساهمته في بناء الدولة بالمساواة مع كل اللبنانيين، وفقاً لمصالح لبنان، وليس لمصلحة المحور الإيراني.
ولكن الكرة هي خاصةً في يد اللبنانيين جميعاً، بمن فيهم جمهور حزب الله، للضغط المحلي والدولي للوصول إلى حصر السلاح في يد الجيش اللبناني وحده والتوجه نحو بناء جيش قوي ونحو بناء دولة مواطنة مدنية قوية سياسياً واقتصادياً واجتماعياً ومالياً، انطلاقاً من عودة كريمة للمهجرين إلى بيوتهم.
فإما أن ينجح الشعب اللبناني بفرض وقف النار وبفرض السلام على الجميع! وإما “فالسلام على الجميع”!