كيف يستطيع حزب الله حماية الطائرات الإيرانية؟!

كيف يستطيع حزب الله حماية الطائرات الإيرانية؟!

سمير سكاف

         هل تستطيع إيران تأمين حماية طائراتها المتوجهة إلى بيروت، إذا كان لبنان غير قادر على حمايتها من أي اعتداء إسرائيلي؟

 هل يمكن لحزب الله أن يمنع إسرائيل من إسقاط طائرة إيرانية متوجهة إلى مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت؟! وكيف؟!

 هل ينجح تكثيف التظاهرات على طريق المطار وقطع الطرقات بحماية الطائرات الإيرانية؟

 هل أفضل لحزب الله إسقاط إسرائيل لطائرة إيرانية بمن فيها من ناس فوق مطار بيروت أو تجنب قتلهم؟!

 هل يريد حزب الله اختبار حسن نية إسرائيل؟! وهل تتردد إسرائيل بالتالي بقتل المواطنين الأبرياء أم إنها لا تمانع بقتلهم كما فعلت في يوم عودة الأهالي إلى قراهم الجنوبية؟

 هل نجح حزب الله بحماية مطار بيروت خلال الحرب الأخيرة بفضل القبة الحديدية التي نصبها “على بعد عشرات الأمتار”؟ أو بفضل توازن الرعب الذي حققه بقصف مطار بن غوريون في تل أبيب؟!

 وبالتالي، ما هو هدف تظاهرات المطار؟ وما هو الانجاز الذي يستطيع حزب الله تحقيقه منها؟!

 وفي الوقت نفسه، هل يمكن لحزب الله أن يتخلى عن متنفسه الوحيد وعن جسر العبور الوحيد بينه وبين إيران؟

 ما هي خيارات حزب الله في مواجهة “الأمن الإسرائيلي” على لبنان؟ 

 هل يستطيع حزب الله العودة إلى الحرب من جديد؟ ألم يكن مطلب حزب الله الملِّح هو وقف إطلاق النار؟

 أليست أولوية حزب الله هي عودة الأهالي إلى قراهم وإعادة الإعمار وترميم ما تهدم؟

 هل تحتمل بيئة حزب الله مزيداً من التدمير والتهجير؟ ومن أجل ماذا؟

 ألم يوقع حزب الله على اتفاق إذعان يلزمه على الأقل بالانسحاب وبسحب مقاتليه وسحب سلاحه من جنوب الليطاني؟ وبوقف التسلح واستعمال السلاح في كل لبنان؟

 ألا يعطي الاتفاق الذي وقعه حزب الله “الحق” لإسرائيل بدخول وضرب لبنان ساعة تشاء إذا ما رأت أي شيء يهدد أمنها؟

 هل يستطيع حزب الله منع إسرائيل من متابعة عمليات الاغتيالات التي تقوم بها في لبنان؟

 هل يستطيع حزب الله، على المدى المنظور، منع إسرائيل من البقاء في التلال الخمس المطلة على معظم المناطق اللبنانية الحدودية الجنوبية؟

 دخل لبنان، كما غزة والضفة وسوريا، في زمن “الأمن الإسرائيلي” وزمن المظلة الأميركية الإقليمية الكبرى!

 والفارق بين “الأمن الإسرائيلي” والوصاية الإسرائيلية هو في حرية القرار السياسي مقابل الإذعان في القرار الأمني. ما يعني أن إسرائيل سوف تتدخل لضرب لبنان ساعة ما تشاء في إطار تنفيذ القرار الأممي 1701+!

 وبمعزل عما يعتبره حزب الله انتصاراً له بالحرب، فإن لبنان لم ينتصر على إسرائيل في هذه الحرب! ولذلك، وافقت الحكومة اللبنانية على الاتفاق غير المتوازن أمنياً، بعد توقيع حزب الله عليه بواسطة الرئيس نبيه بري!

 لا يمكن لحزب الله إلقاء اللوم، لا على رئيس الجمهورية ولا على الحكومة في ما وصل إليه الحال في لبنان! فهم يحاولون حماية لبنان، وحماية الحزب وبيئته وأهله بالوسائل الممكنة من نتائج حربه ومن نتائج توقيعه واتفاقه مع إسرائيل!

 وحزب الله أمام 3 خيارات “مُرة”، بحسب توقيعه لاتفاق وقف إطلاق النار. وهي:

 1 – انتظار الحلول الديبلوماسية الكبرى تحت المظلة الاميركية، المنحازة بطبيعة الحال لإسرائيل.

2 – العودة عن اتفاق وقف إطلاق النار بكافة مفاعيله، والعودة للحرب بهدف طرد إسرائيل إذا ما بقيت على التلال الخمس.

3 – قبول حزب الله ب”الأمن الإسرائيلي” وفقاً للاتفاق الذي وقع عليه! وتسليم حزب الله لسلاحه للجيش اللبناني لاحقاً.

 طبعاً، لم يعد مطروحاً مع اتفاق وقف إطلاق النار لا “العبور إلى الجليل”، ولا التحرير “العسكري” لمزارع شبعا وتلال كفرشوبا والقسم المحتل من قرية الغجر ولا القرى السبع

 تضيق مساحة الحركة الأمنية لحزب الله في ظل الوضع القائم، في ظل استبعاد معاداة الداخل في “7 أيار” جديد. كما ستضيق لاحقاً الحركة السياسية بإعادة تكوين ما يشبه 14 آذار جديدة تهدف إلى بناء الدولة بسلاح وحيد للقوى الأمنية اللبنانية.

ولكن الخيارات الملحة لحزب الله تبقى الخيارات الأمنية في الأيام المقبلة! فبعد 18 شباط/فبراير الجاري، وبناءاً لاحتمال عدم الانسحاب الإسرائيلي الكامل، ومع عمل الحكومة الديبلوماسي، تكون الكرة الأمنية، من وجهة نظر حزب الله، في ملعبه!

Visited 10 times, 1 visit(s) today
شارك الموضوع

سمير سكاف

مناضل وناشط سياسي