اغتيال العلماء

عبد العلي جدوبي
أفادت بعض قصاصات الأخبار نقلا عن صحيفة “واشنطن بوست”، أن الاستخبارات الإسرائيلية اعدت لائحة جديدة لعدد من علماء الذرة الايرانيين لمواصلة سلسلة الاغتيالات التي تقوم بها وفق لمبدأ الصهاينة (ضرب الرأس لا الذيل).
فقد دأب الموساد الاسرائيلي على تصفية العديد من العلماء العرب المتخصصين في مجالات التكنولوجيا النووية منذ منذ أواسط القرن العشرين، وكانت دول عربية منذ أمد بعيد في مقدمة استهداف علمائها من طرف الموساد، منها دول العراق فلسطين مصر وإيران منذ صعود التيار الخميني .
فقبل أن تبدأ إسرائيل استهدافها للمنشآت النووية في إيران، كانت أولوياتها هي اغتيال العلماء الإيرانيين البارزين كأولى الاهداف الرئيسية، المبرمجة، فلم يأت مقتل علماء الذرة الإيرانيين مصادفة خلال عملية محدودة، فالكيان الصهيوني دأب على عمليات اغتيالات العلماء العرب وفق خطة غربية _ حسب المجلة الأمريكية (الشؤون الخارجية) التي أعادت إلى الأذهان وفق تقرير صحفي نقلا عن مجلة “المشاهد السياسي” البريطانية، كشفت فيه تفاصيل عن مقتل 5500 عالم عراقي خلال الغزو الأمريكي للعراق، فالعلماء العرب مستهدفون من طرف أمريكا وحلفائها منذ أمد بعيد للحد من التفوق العربي !
إزاء هذه الجرائم الإسرائيلية المتواصلة وصمت المجتمع الدولي، ليس من المستبعد أن تضغط أمريكا بكل ثقلها على أعضاء مجلس الأمن لإصدار قرارات من نوع آخر، منها مثلا وضع آلات خاصه للتجسس لحبس “طبيعة التفكير” كخطوه أولى لمحاصرة كل من سولت له نفسه بأن يصبح عالما في أي بلد عربي! وحتى تستكمل حلقات “حصار تفكير” فلربما قد يصدر المجلس الأممي أيضا قرارا إلزاميا بإتلاف كل الكتب والمقررات الدراسية العلمية في الدول العربية وتعويضها بالرسوم المتحركة !
ألا يعتقد الغرب أن أجداده مثل كوبرنيك ونيوتن وغليلي وبيكون هم الذين أبدعوا العلم والتقنيه نقلا عن العرب! فلم يروج هذا الغرب بأن النهضة العلمية الحديثة، بدأت في أوروبا! وعلى هذا الأساس يرى أن من حقه الاستحواذ على إرث أجداده، وتحويل الشعوب الأخرى، وبالخصوص العربية إلى حقل للدراسات الأنثربولجية، بعدما تكون هذه الشعوب قد أبدعت في “صناعة الحظ” وابستموجيا التنجيم، ونظرية إحراق البخور، وتقنية التمائم! وقد يأتي يوم تكافأ فيه الشعوب بقروض سخية على إبداعاتها في كل ألوان الأساطير والخرافات وحل الطلاسم وتكوين متخصصين في الدجل والشعوذة !
ويبدو أن العلاقه بين الغرب والعرب تثير على الدوام إشكالية متعددة في كافة الميادين، وبين الحين والآخر يظهر كتاب أو فيلم سينمائي يفضح العقلية الاستعمارية للغرب الذي يمتلك أفكارا نمطية جاهزه عن العرب، باعتبارهم يمتلكون كل أشكال التخلف والظلامية الاتكالية والعدوانية، لهذا ليس من حقهم امتلاك السلاح النووي، لأن طبيعة سلوكهم انفعالية لا تؤهلهم امتلاك القدرات النووية على الخصوص !
رحم الله العلماء العرب رواد النهضة العلمية الحديثة، أمثال ابن الهيثم والخوارزمي والرازي وابن سيناء وابن النفيس وغيرهم من كبار العلماء؛ فلو قدر الله ووجدوا في عهد سياسة الهيمنة الأمريكية في عصرنا الحديث لأمر الكونغرس الأمريكي بخطفهم وإبعادهم عن بلدانهم العربية بالقوة، وكل من يرفض يتم تصفيته كما حدت إبان الغزو الأمريكي للعراق!.. واليوم تطالعنا وكالة تنسيم الإيرانية عن استهداف الموساد لتسعة من العلماء الإيرانيين خلال الهجوم على طهران .
فمن يوقف هذا الطغيان الإسرائيلي الأمريكي؟