“ثانوية ابن خلدون” بالجديدة: كتاب المائوية.. غاب في المائوية

“ثانوية ابن خلدون” بالجديدة: كتاب المائوية.. غاب في المائوية

المصطفى اجْماهْري

           احتفلتْ “ثانوية ابن خلدون” التي تأسست بالجديدة سنة 1925، في شهر أبريل الماضي،  بالذكرى المائوية الأولى لتأسيسها، في تظاهرة استمرت ثلاثة أيام. وكغالبية المناسبات المماثلة، فقد نُسيت الذكرى سريعا في وسائط التواصل الاجتماعي وفي اجتماعات الأصدقاء. وحدها الكتابة من تقدر على الصمود في وجه الزمن الهادر، ووحدها من تحافظ على الذكرى حية في الأذهان والوجدان.

مناسبة هذا الكلام هو سؤال بعض الإخوة في مدينة الجديدة عن سبب عدم إدراج كتابي “من الحماية إلى الاستقلال. مذكرات ثانوية ابن خلدون” الصادر منذ سنتين، ضمن برنامج الذكرى المائوية للثانوية، رغم أنني شاركت في ندوة اليوم الثاني إلى جانب أستاذين سابقين بالمؤسسة الفرنسي ليو سيليي والمغربي أحمد خشلاعة. والسبب في ذلك هو أن البرنامج المطروح لم يخصص حيزا لتقديمه. فقد بلغني بأن ذ. عبد العالي الرهوني طرح مشكورا فكرة تقديم الكتاب، خلال اجتماع تنسيقي (لم أكن حاضرا فيه)، إلا أن أستاذا سابقا في المؤسسة قال ما معناه إنه لا ينبغي أن يصبح الحفل “عملية تجارية”. والحال أن الكتاب ليس أبدا سلعة تجارية بل هو مجهود فكري ونفسي يبذله الكاتب بغاية ثقافية محضة، خاصة في مجتمع تكاد تكون فيه القراءة منعدمة. ثم إن أداء ثمن الكتاب ليس عبئا تجاريا، كما يعلم القراء، بل هو تشجيع للكاتب على الاستمرار ومساعدته، ولو جزئيا، على مواجهة تكاليف الطبع.

وبالنسبة لتلاميذ الثانوية فإنني سبق أن وقعت لهم مجانا أكثر من 60 نسخة من كتبي وذلك استجابة لدعوة سابقة من أحد الأساتذة.

وقد اتصل بي أستاذ طيب القلب، مشكورا، وطلب مني إحضار نسخ لتوقيعها في نهاية تدخلي في ندوة اليوم الثاني إلا أنني اعتذرتُ له ما دام البرنامج المسطْر لم يُشر إلى حفل توقيع ولا تقديم.

وأشير إلى أن كتابي هذا كان حافزا للصديق الصحفي عبد الرحيم تفنوت لينجز عن هذه الثانوية، في الصيف الماضي، حلقة من برنامجه التلفزي المتميز “كان يا ما كان”.

وقد عبّر الأستاذ العلمي بوسالم في موقع “الجديدة سكوب” بخصوص الذكرى المائوية لثانوية ابن خلدون بالجديدة في مقالة له بالفرنسية يوم 28 أبريل 2025، عن إحساسه من كون الاحتفال كان بطعم ناقص تمثّل في غياب بعض وجوه الأجيال السابقة التي درست بالمؤسسة في سنوات 50 و60 و70. وأنا بدوري أضيف نقصا ثانيا وهو غياب تقديم الكتاب الوحيد عن تاريخ المؤسسة وهو مؤلفي هذا، الصادر قبل سنتين، خصيصا احتفاء بالذكرى.

وأجزم بأن هذا الكتاب لو تم الاطلاع عليه لكان أفاد كثيرا في التنظيم، على الأقل، لمعرفة الأسماء، ألمشهورة منها وغير المشهورة من الأجيال السابقة، التي مرت بالمؤسسة والتي مازالت تقطن فئة كبيرة منها في مدن الدار البيضاء والرباط ومراكش.

شارك هذا الموضوع

المصطفى اجماهري

كاتب وناشر مغربي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: المحتوى محمي !!