خامنئي يعفو عن محتجزين والقضاء يشترط إعلان الندم .. والصحفيون في خطر

خامنئي يعفو عن محتجزين والقضاء يشترط إعلان الندم .. والصحفيون في خطر

السؤال الآن ـــ وكالات وتقارير

أصدر المرشد الإيراني علي خامنئي، اليوم “عفوا شاملا” عن عشرات الآلاف من المحتجزين في الاحتجاجات الأخيرة التي شهدتها البلاد. القرار، ولأول مرة، يعد اعترافا بحجم الحملة القمعية في إيران، فيما قال القضاء الإيراني إنه “لا إفراج عن محتجين معتقلين إلا بتوقيعهم إعلان ندم”.

وقالت وسائل الإعلام الإيرانية الرسمية، إن العفو جاء بناء على طلب من رئيس السلطة القضائية غلام أيجئي. وأفاد بأن خامنئي وافق على تخفيف عقوبة عشرات الآلاف من “المتهمين والمدانين” في الأحداث الأخيرة التي شهدتها البلاد.

وذكرت وكالة “مهر” الإيرانية للأنباء، أن شروط العفو هي “عدم التجسس لصالح الأجانب، وعدم الاتصال المباشر بعملاء المخابرات الأجنبية، وعدم ارتكاب القتل العمد والإصابة، والتدمير والحرق المتعمد للمرافق الحكومية والعسكرية والعامة، وعدم وجود جهة ادعاء خاصة”.

من جهة ثانية، أعلنت مجموعة “عدالت علي” للقرصنة الإلكترونية، عن اختراق نظام المراقبة الخاص بمنظمة السجون وسجن إيفين، وكتبت أن المعلومات التي تم الحصول عليها تظهر “تدريبات على إطلاق النار مباشرة باتجاه الصدر، والضرب والإهانة” في السجون الإيرانية.

وكتبت مجموعة “عدالت علي”: “في الوقت الذي يحتفل فيه النظام الديكتاتوري للجمهورية الإسلامية بوقاحة بذكرى استيلائه على السلطة”، اخترقنا نظام المراقبة الخاصة بسجن إيفين وبمنظمة السجون”.

وكانت “عدالت علي” قد نشرت يوم 22 أغسطس (آب) من العام الماضي صوراً من كاميرات المراقبة في سجن إيفين، واصفة هذا السجن بـ”عار إبراهيم رئيسي”، مضيفة أنها اخترقت كاميرات سجن إيفين، دعماً للمعتقلين السياسيين والمطالبة بالإفراج عنهم. وقد تضمنت مقاطع الفيديو هذه صورًا مروعة لسجناء يتعرضون للضرب على أيدي حراس السجن، فضلاً عن محاولات انتحار العديد من السجناء.

يأتي نشر التقرير الجديد لمجموعة “عدالت علي” فيما تتواصل المزيد من التقارير حول تفاصيل مقتل متظاهرين في الانتفاضة الشعبية.

وذكر موقع “هرانا” الإخباري مقتل أحمد رضا قلجي، وهو مراهق يبلغ من العمر 17 عامًا من مدينة أسد آباد، وقتل في احتجاجات سبتمبر (أيلول) الماضي. وكتب موقع “هرانا” أن هذا الصبي كان عاملاً وقد ذهب إلى طهران وقتل على يد عناصر الأمن في ساحة فلسطين.

وكتب “هرانا” أن جثة أحمد رضا قلجي، تم تسليمها إلى أسرته بعد 3 أيام من قتله على يد عناصر الأمن ودفن في مقبرة “بهشت زهراء” بمدينة أسد آباد، همدان. كما تم نشر صور لمهرداد ملك، مراهق يبلغ من العمر 17 عامًا من أرداق في محافظة قزوين، وهو يلهو ويلعب.

وقد قتل مهرداد على يد عناصر دورية الشرطة يوم الاثنين 26 ديسمبر (كانون الأول) 2022، وأقيمت مراسم أربعينيته يوم أمس السبت، بمسجد أبو الفضل بمدينة أرداق.

الى ذلك، تتواصل موجة اعتقالات المحررين والمراسلين في قضية مقتل ودفن مهسا أميني، الشابة التي أدت وفاتها إلى اندلاع انتفاضة على مستوى البلاد ضد النظام الإيراني، منذ منتصف سبتمبر (أيلول) الماضي.

وأفادت الأنباء بأن إلناز محمدي، سكرتيرة الخدمة الاجتماعية بصحيفة “هم ميهن”، اعتقلت اليوم الأحد 5 فبراير (شباط)، بعد استدعائها إلى محكمة إيفين. يشار إلى أن إلناز محمدي، الشقيقة التوأم لإلهه محمدي، صحافية اعتقلت في شهر سبتمبر الماضي ولا تزال في سجن قرتشك. كما أن نيلوفر حامدي، وإلهه محمدي، صحافيتان نشرا تقارير عن وفاة مهسا أميني وجنازتيها.

وسبق أن وصف المتحدث باسم القضاء الإيراني، مسعود ستايشي، اتهام هاتين الصحافيتين المعتقلتين بأنه “مؤامرة لارتكاب جريمة ضد الأمن القومي والدعاية ضد النظام”. وأضاف أن القضاء على وشك البت في قضيتيهما بشكل نهائي.

وكانت إلناز محمدي قد كتبت، في وقت سابق، بمناسبة أربعينية مهسا أميني، في مقال نشرته صحيفة “هم ميهن”: “مراسم أربعينية جينا أميني لم يحضر فيها مراسلون. وعندما وصل الناس إلى مقبرة آيتشي سقز، حيث دفنت جثة جينا قبل أربعين يومًا، لم يكن هناك أحد من وسائل الإعلام، إلا أنفسهم وهواتفهم المحمولة، لتسجيل حضور العدد الكبير من المشاركين في المراسم”.

وأشارت محمدي إلى شقيقتها دون أن تذكرها بالاسم، وتابعت: “بالتأكيد بعض الذين ذهبوا إلى آيتشي قبل أربعين يومًا لحضور الجنازة، يتذكرون الشابة قصيرة الشعر التي كانت تتعاطف معهم وتتحدث إليهم وتجري مقابلات معهم وترسلها إلى صحيفتها “هم ميهن”.

كما كان لاعتقال نيلوفر حامدي، وإلهه محمدي انعكاس دولي واسع. وكتبت صحيفة “تورنتو ستار” أن “الرابطة الكندية للصحافيين المدافعين عن حرية التعبير” ستمنح جائزتها الدولية في حرية الصحافة لنيلوفر حامدي، وإلهه محمدي، وهما صحافيتان معتقلتان.

وقد تم اعتقال أخت إلهه محمدي قبل أيام قليلة من تسلم هذه الجائزة. وستمنح هذه الجائزة غيابيًا لهذين الصحافيتين يوم 15 فبراير (شباط) الحالي.

ويأتي اعتقال إلناز محمدي على الرغم من أن نقابة الصحافيين في محافظة طهران أعلنت قبل أيام قليلة أن 24 صحافياً اعتقلوا خلال الانتفاضة في جميع أنحاء البلاد لا يزالون في السجن.

وهؤلاء الصحافيون المسجونون هم: علي خطيب زاده، ومسعود كردبور، ونيلوفر حامدي، وإيمان به بسند، إلهه محمدي، وويدا رباني، وأمير حسين بريماني، وآريا جعفري، وأشكان شمي بور، وشهريار قنبري، فرخنده أشوري، وفرزانه يحيى آبادي، ومليحه دركي، وإحسان بيربرناش، ومارال دارآفرين، وكاميار فكور، وإسماعيل خضري، وحسين يزدي، وأميرعباسي، ومهدي قديمي، ونسيم سلطان بيكي، ومليكا هاشمي، وسعيدة شفيعي، ومهرنوش زارعي هنزكي.

وأكدت هذه الرابطة: “بحسب تقارير رسمية وغير رسمية، بلغ عدد الصحافيين الموقوفين أو الذين تم استدعاؤهم منذ بداية الاحتجاجات الأخيرة نحو 100 صحافي، وقد تم الإفراج عن بعض المعتقلين بكفالة“.

<

p style=”text-align: justify;”>ومع ذلك، فإن الرقابة على الصحافة واعتقال الصحافيين قبل الانتفاضة التي اندلعت في جميع أنحاء البلاد كانت دائمًا تثير احتجاج المنظمات الدولية.

Visited 2 times, 1 visit(s) today
شارك الموضوع

السؤال الآن

منصة إلكترونية مستقلة