مهرجان كان السينمائي يطلق نسخته 78 في أجواء مكهربة

تولوز – المعطي قبال
يفتتح مهرجان كان السينمائي يوم الثلاثاء المقبل 13 مايو وإلى غاية 24 منه، نسخته 78 والتي ستتم في أجواء مثخنة بالتذمر، الحرب في غزة وأوكرانيا، و«فنتزة» دونالد ترامب الذي هاجم الأفلام الأجنبية، كونها «تهدد الأمن الوطني لأمريكا»، يضاف إلى هذه الطبات طفرة استعمالات الذكاء الاصطناعي في السينما، وحركة “ميتو” والفضائح التي أثارتها التحرشات والاعتداءات الجنسية في كل من أمريكا وأوروبا الخ…
هذه العوامل وغيرها هي ما يتهدد سينما المؤلفين ويؤثر على الإبداع السينمائي. واختيار الممثلة جولييت بينوش رئيسة للجنة التحكيم له أكثر من دلالة: كونها امرأة، ثم ممثلة محترفة مثلت تحت كاميرات مخرجين مشاهير من أمثال مايكل هانيكي، أبيل فيرارا، كلير دونيه، دفيد كرونينبرغ، عباس كياروستامي الخ…
وتتألف لجنة التحكيم من هال بيري، بايال كاباديا، جيريمي سترونغ ، هونج سان-سو وليلى السليماني. حازت بينوش على جائزة الأوسكار بهوليود ثم حازت على جائزة الممثلات عام 2010 على آدائها في فيلم «نسخة طبق الأصل» للمخرج الإيراني عباس كياروستامي قد يساعد على إعادة تلميع صورة المهرجان والسينما بشكل عام.
بترؤسها للجنة التحكيم رغبة بينوش هي الدفاع عن سينما المؤلفين في مواجهة جرافة الصناعة السينمائية التي تقف من ورائها منصات «الستريمينغ» المفرخة لأفلام المسلسلات. في نسخة هذا العام سيتم عرض 22 فيلما من بينها فيلم «حادث بسيط» للمخرج جعفر باناهي الذي كانت جولييت بينوش المدافعة بلا كلل عن إطلاق سراحه لما كان بالسجن.
وقد أعلن تييري فريمو، المندوب العام للمهرجان عن القائمة النهائية للأفلام التي ستتبارى على السعفة الذهبية وباقي الجوائز الأخرى. كما أعلنت لجنة الانتقاء عن عرضها هذا العام لـ 2909 فيلما من الصنف الطويل، وقائمة بالفيلم الأول بلغت 1127 يمثلون 156 بلدا، وهو في حد ذاته اختراق مهم.
تجدر الإشارة إلى أن أسماء معروفة تعود إلى كان بأفلام جديدة، مثل فيلم «نسور الجمهورية» للمخرج السويدي من أصول مصرية طارق صالح. وقد رشحت بعض وسائل الإعلام الفيلم لنيل السعفة الذهبية بعدما حصل شريطه السابق «مؤامرة القاهرة» على جائزة الإخراج.
نذكر كذلك الأخوين جان بيار وليك داردين، حفصة حرزي الذي انتقلت من التمثيل إلى الإخراج. أوليفييه ماكس يقدم فيلمه «صراط».
الملاحظ هو غياب المخرجين الفلسطينيين، الذين يعرفون جيدا أن السينما أصبحت سلاحا رمزيا ينتفض في وجهه مبرروا الإباردة والمحو دفاعا عن إسرائيل. وهي من الرهانات والانتظارات التي قد تدفع ببعض الفنانين إلى التعبير جهرا ومن دون مواربة عن مساندتهم لغزة ولأهل غزة الذين قتلوا أكثر من مرة.
فهل ستكون بينوش في المستوى وتشجع الفنانين على مناصرة والدفاع عن الفلسطينيين؟ أم أن المهرجان سيكون مجرد فرجة مبتذلة استعراضية للألوان الزاهية والسهرات الليلية وكبسات المصورين وتصفيقات المدعوين؟