حشود شعبية وفرح غامر باستقبال أسود الأطلس بالرباط
السؤال الآن ــــ وكالات وتقارير
طاف لاعبو المنتخب المغربي لكرة القدم في شوارع العاصمة المغربية الرباط على متن حافلة مكشوفة من أجل تحية الآلاف من الجماهير التي احتشدت في المطار والشوارع ابتهاجًا بوصول “أسود الأطلس” بعد إنجازه التاريخي غير المسبوق في كأس العالم الأخيرة التي أقيمت في قطر.
وكانت شوارع العاصمة شهدت حركة غير عادية منذ الصباح وسط إجراءات تنظيمية تحضيرا لجولة المنتخب في الحافلة المكشوفة التي خصصت للسير في شوارع العاصمة الرباط وسط حفاوة كبيرة من الجماهير الغفيرة التي حرصت على استقباله.
وكانت بلدية مدينة الرباط قد أصدرت مساء أمس الاثنين بلاغًا للسكان تطالبهم بعدم إيقاف سياراتهم في كل الشوارع والساحات التي من المرتقب أن تشملها جولة حافلة المنتخب المغربي، وذلك حتى يتسنى لها المرور بانسيابية، إلى جانب تفادي الاكتظاظ الكبير بسبب الحضور المرتقب لعشرات الآلاف من الجماهير.
وقام أكثر من 8 ألف عنصر أمن مغربي بتأمين هذه الجولة. وظهر المدير العام للأمن الوطني عبد اللطيف الحموشي، وهو يتابع سير التحضيرات في الشوارع التي تشملها الجولة المرتقبة لأسود الأطلس.
وقامت بلدية المدينة في تنظيف الشوارع والمرافق العمومية، ووضع الحواجز الحديدية على المناطق التي ستمر منها الحافلة.
كما أعلنت وزارة القصور الملكية والتشريفات والأوسمة المغربية “أنه بتعليمات ملكية سامية، سيُخصص للمنتخب الوطني لكرة القدم، يوم الثلاثاء، استقبال في مستوى المسار المتألق الذي حقّقه خلال نهائيات كأس العالم بقطر 2022“.
وجاء في بيان للووارة أنه “سيحظى الفريق الوطني باستقبال شعبي وجماهيري كبير، منذ وصوله إلى مطار الرباط- سلا، حوالي الساعة الخامسة مساء، مرورًا بشارع الحسن الثاني، وساحة 16 نونبر، وساحة شالة، وساحة الملك حسين ثم شارع محمد الخامس، وساحة البريد، وساحة محمد الخامس، وساحة 11 يناير، وشارع مولاي الحسن، وباب السفراء، وصولًا إلى القصر الملكي العامر، حيث سيحظى أعضاء المنتخب الوطني باستقبال ملكي سامٍ احتفاء وتقديرًا بهذا الإنجاز التاريخي العظيم“.
وإلى جانب اللاعبين، قرّر الملك المغربي تخصيص تكريم خاص بأمهاتهم، بعد أن خطفن الأضواء في هذه التظاهرة الكروية الكبيرة.
وحقّق منتخب المغرب أفضل إنجاز عربي وأفريقي على الإطلاق في منافسات كأس العالم التي أقيمت في قطر، بعد أن بلغ نصف نهائي المنافسة قبل الخروج على يد منتخب فرنسا في دور النصف صفر-2، وكان “أسود الأطلس” قد أخرج من طريقه منتخبات أوروبية عتيدة؛ مثل: بلجيكا وإسبانيا والبرتغال.
وافادت وكالة الانباء المغربية أن الآلاف من المواطنين، حملواالأعلام الوطنية ومختلف وسائل التشجيع، انتشروا، منذ الصباح، على طول الطريق الرابطة بين مطار الرباط ــ سلا ومرورا بمختلف الشوارع والساحات التي عبرها موكب المنتخب الوطني، وصولا إلى باب السفراء.
وبكل عفوية وحماس، اصطف المواطنون، الذين فضل عدد كبير منهم ارتداء الأقمصة الرياضية التي خاض بها المنتخب الوطني مبارياته في منافسات كأس العالم، للتعبير عن شكرهم وامتنانهم لبعثة الفريق الوطني التي أثلجت الصدور وأدخلت الفرحة والسرور لقلوب جميع المغاربة بأدائها البطولي في مونديال قطر.
ما بين ترديد النشيد الوطني، والهتافات والأهازيج الشعبية، لم يعدم آلاف المغاربة الذين خرجوا للشوارع والساحات وسيلة من أجل التعبير عن مدى افتخارهم بأداء المنتخب الوطني في هذه التظاهرة العالمية، والتي تمكن معها من رفع إسم المغرب عاليا بين الأمم، ومكن من عزف النشيد الوطني سبع مرات في سابقة هي الأولى من نوعها على الصعيدين العربي والإفريقي.
عشرات الآلاف من المواطنين، خرجوا زرافات ووحدانا، لتكريم أسود الأطلس، الذين خاضوا ملحمة بطولية في كأس العالم قطر 2022، وبينوا أن أبناء المغرب قادرون دائما وأبدا على حمل المشعل ورفع الراية، وعلى مقارعة كبريات الأمم والمدارس الكروية، وأنهم تجاوزوا عقلية “المشاركة المشرفة”. مغرب اليوم لم يعد يقبل بمنطق الحضور المشرف، وإنما أضحى يصارع ويقاتل من أجل إيجاد موضع قدم له ضمن دائرة الكبار.
وبالرغم من الحضور الجماهيري الغفير إلا أن الأجواء الاحتفالية ومظاهر الفرحة والبهجة التي تعلو الوجوه، ساعدت بشكل كبير في تسهيل مهمة عناصر الأمن التي تتولى تأمين جنبات الطرق والممرات التي سلكتها حافلة المنتخب الوطني المغربي لكرة القدم.