بشار الأسد والزلزال
حسين عطايا
قد يُقال إن الطبيعة مُتآمرة على الشعب السوري مع بشار الأسد، الذي اتخذ من زلزال السادس من فبراير- شباط ، وانفتاح الأقطار العربية عليه، عبر إرسال المساعدات للشعب السوري المنكوب، حيث ظهر الأسد في أحد الاجتماعات مبتسماً، وكأن شيئا مبهجاً قد حدث.
ومن هنا تأتي زيارة وفد البرلمانيين العرب إلى دمشق في اليومين الماضيين، لتُعبر عن احتضان العرب للشعب السوري وليس للنظام، كما يعتقده رجالات النظام ، ووفق هذا السياق تأتي زيارة وزير الخارجية المصري.
إلا أن أبواق النظام وأتباعه ومُخابراته ينشرون الأخبار المغلوطة عن انفتاح عربي، وعن قرب التطبيع مع النظام، وعودة النظام إلى مقعده في الجامعة العربية، لكن الواقع والحقيقة الناجمة عن تصريحات المسؤلين في الأقطار العربية، تؤكد أن استعاد سورية إلى الحضن العربي يجب وبالضرورة أن يسبقه ابتعاد سوريا عن الحضن الإيراني ويأتي هذا الأمر في محاولة عربية لاستعادة سوريا من الهيمنة الإيرانية في هذا الظرف بالذات، حيث يضعف الوجود الروسي بسبب الحرب الروسية- الاوكرانية ، وضمن محاولة عربية بعدم السماح بتمدد النفوذ الإيراني أكثر فأكثر .
من هنا تأتي هذه الزيارات والانفتاح، في ظرف هو أكثر إنساني، وضرورة الوقوف بجانب الشعب العربي السوري، على الرغم من ممارسات النظام الوحشية بحق شعبه الذي قتله بالبراميل، وهجر ما يُعادل نصف شعبه خارج سوريا وفي داخلها .
أما بخصوص إعادة إعمار سوريا، فقرار من بيدهم القدرة المالية على إعادة الإعمار واضح، إن إعادة الإعمار لن تتم طالما بقي النظام مُرتمياً في الحضن الفارسي، وستبقى سوريا خارج الجامعة العربية طالما هي باقية في حالة التبعية لإيران.
وهنا كانت رسالة وزير الخارجية المصري سامح شُكري واضحة، حين سؤاله عن عودة سوريا إلى الجامعة العربية، فكان رده واضحا، بأن أمر عودة سوريا يحتاج إلى الوقت والتفاهم العربي حوله.
إذاً كل التمنيات والأوهام التي تخيلها عقل النظام السوري، بأن استغلال الزلزال والآم الشعب السوري يمكن أن يعبر فوق دمار المدن السورية في الحرب، وفي الزالزال، هو حُلُم لا زال مُستبعداً. فالتضامن العربي أتى ليكون احتضاناً للعشب العربي السوري، وليس للنظام، وبذلك تكون الرسالة العربية لبشار الأسد ونظامه: عليك أن تخرج من تحت العباءة الفارسية أولا، قبل أن يُفتح لك من جديد الحضن العربي.
Visited 11 times, 1 visit(s) today