بوتين يؤكد انفتاح روسيا على الحوار وتكليف فاغنر بجبهة جديدة
السؤال الآن ــــ وكالات وتقارير
أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مكالمة هاتفية مع نظيره البرازيلي، لولا دا سيلفا اليوم، أن روسيا منفتحة على الحوار بشأن أوكرانيا.
وكان لولا قد كتب على تويتر في وقت سابق أنه كرر استعداد البرازيل للحديث إلى طرفي الصراع في أوكرانيا.
وفي وقت سابق اليوم أكد ديمتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين، أن بوتين منفتح لأي حوار يصب في حماية مصالح البلاد.
لكن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قال خلال استقباله الجمعة الموفد الصيني لي هوي في موسكو إنه يرى “عقبات جدية” أمام حل سلمي في أوكرانيا، مشيدا بالدور”الإيجابي” لبكين.
واوردت الخارجية الروسية في بيان أن “وزير الخارجية الروسي كرر (خلال الاجتماع) التزام موسكو لصالح حل سياسي ــــ دبلوماسي للنزاع، ملاحظا وجود عقبات جدية مصدرها أوكرانيا وداعموها الغربيون أمام استئناف مفاوضات السلام”.
من جهة ثانية، أعلن قائد مجموعة “فاغنر” العسكرية الروسية يفغيني بريغوجين اليوم، أنّ “الوطن يحتاج للدفاع عنه، لذلك تم تكليفنا بالقتال على جبهة جديدة”.
ويأتي ذلك بعد يوم فقط على انسحاب عناصر “فاغنر” من مدينة باخموت في شرق أوكرانيا، وتسليمها إلى الجيش الروسي.
وأشار بريغوجين عند الانسحاب إلى “اننا في طور سحب وحداتنا من باخموت. من الآن وحتى الأول من حزيران، ستعود غالبيتها (الوحدات) إلى القواعد الخلفية. سنعيد مواقعنا الى العسكريين، مع الذخيرة وكل ما يتواجد فيها“.
ميدانيا، قال حاكم مقاطعة بيلغورود الروسية فياتشيسلاف غلادكوف إن القصف الأوكراني على منطقتي غرايفورون وغلوتوفو الحدوديتين ألحق أضرارا بعدد من المباني السكنية في المنطقتين من دون وقوع ضحايا أو إصابات. وأضاف أن خطوط إمدادات الغاز والطاقة الكهربائية تعرضت لأضرار نتيجة القصف في منطقة غرايفورون.
من جهته، أفاد عمدة دونيتسك الموالي لروسيا بمقتل شخص في القصف الأوكراني الذي استهدف مركز البحوث العلمية، كما أفاد موقع ريدوفكا العسكري الروسي بسقوط مسيرة على أحد المباني بمدينة كراسنودار جنوبي روسيا. ونشر الموقع صورا لمسيرة تحلق فوق المدينة، وتسبب سقوطها في تضرر أجزاء من واجهة أحد المباني في المدينة.
وكانت الإدارة العسكرية الأوكرانية في العاصمة كييف قد أعلنت تعرض المدينة لهجوم روسي بصواريخ كروز، وقالت إن الدفاعات الجوية تمكنت من تدمير جميع الصواريخ. وأوضحت أن الهجوم هو الـ13 من نوعه الذي يستهدف العاصمة كييف، وتم من أجواءِ بحر قزوين.
وقال مسؤولون أوكرانيون اليوم إن أوكرانيا أسقطت 10 صواريخ وما يزيد على 20 طائرة مسيرة أطلقتها روسيا في هجمات خلال الليل على العاصمة كييف ومدينة دنيبرو ومناطق في شرق البلاد.
من جانبه، طالب رئيس الإدارة العسكرية في دنيبرو بالهدوء واتخاذ إجراءات السلامة بالتزامن مع تقارير إعلامية عن دوي انفجارات في المدينة. وقال رئيس الإدارة العسكرية في دنيبرو سيرغي ليساك إن منظومات الدفاع الأوكرانية أسقطت 5 صواريخ و6 مسيرات من نوع شاهد خلال هجوم روسي على المقاطعة.
وظهر اليوم تحدث الرئيس الأوكراني عن مقتل شخص وإصابة 15 آخرين في هجوم صاروخي استهدف عيادة بمدينة دنيبرو.
وقالت هيئة الأركان العامة الأوكرانية إن القوات الروسية استهدفت سد كارليفكا القريب من مدينة أفدييفكا التي تسيطر عليها القوات الأوكرانية في مقاطعة دونيتسك شرقي البلاد.
وكان الرئيس الأوكراني كشف في خطابه مساء أمس الخميس عن إطلاق سراح 106 جنود أوكرانيين في عملية تبادل أسرى أخرى مع روسيا.
وقال: “من المهم جدا أنه لم تكن هناك معلومات عن العديد من هؤلاء الأشخاص البالغ عددهم 106 على الإطلاق، فقد كان قد تم اعتبارهم في عداد المفقودين لكننا وجدناهم وأعدناهم إلى الوطن”.
وقال زيلينسكي إن الجنود كانوا يقاتلون في مناطق باخموت، وإن من بينهم ضباطا وجنودا وضباط صف، ولم يقدم أي معلومات عن عدد الروس الذين تم تسليمهم في عملية التبادل.
وفي الأثناء، قال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن إن تدريب الطيارين الأوكرانيين على الجيل الرابع من طائرات “إف- 16” قد يبدأ في الأسابيع المقبلة، مشيرا إلى أن هذا سيعزز ويحسن قدرات القوات الجوية الأوكرانية على المدى البعيد. وأوضح أوستن أن الدانمارك وهولندا ستقودان جهود تدريب الطيارين الأوكرانيين على طائرات “إف- 16“.
من جهة ثانية، نقلت وكالة (تاس) عن الرئيس الروسي السابق ديمتري ميدفيديف قوله إن الحرب في أوكرانيا قد تستمر عشرات السنين، وقد تشهد فترات طويلة من القتال تتخللها هدنات، واصفا أوكرانيا بأنها دولة نازية.
وأضاف في تصريحات خلال زيارة لفيتنام “أعتقد أن هذا الصراع سيطول وربما لعقود، فهذا واقع جديد وظروف حياتية جديدة”. وقال إنه “طالما أن مثل هذه السلطة موجودة في أوكرانيا فستكون هناك 3 سنوات من الهدنة وسنتان من الصراع ثم يتكرر كل شيء”.
ونقلت وكالة رويترز عن وكالات أنباء روسية أن ميدفيديف أكد أن بلاده ستضطر إلى توجيه ضربة استباقية إذا أمد الغرب أوكرانيا بأسلحة نووية.
وقال ميدفيديف “هناك قواعد للحرب لا رجعة فيها. إذا تعلق الأمر بالأسلحة النووية فلا بد من توجيه ضربة استباقية“.
وقدم ميدفيديف سيناريوهات لمراحل اختفاء أوكرانيا، وقال عبر قناته على تليغرام “لقد كتبت في الآونة الأخيرة لماذا تختفي أوكرانيا، حان الوقت الآن لنقول كيف ستختفي أوكرانيا، وعن خطر تجدد الصراع في أوروبا وفي العالم”. وقال إن ذلك سيعتمد على المسار الذي ستتبعه عملية تفكك هذه “الدولة المحتضرة” نتيجة صراعها العسكري الخاسر”.
وأوضح ميدفيديف أن هناك مسارين لاختفاء أوكرانيا، أولهما مسار التآكل البطيء نسبيا للدولة الأوكرانية مع الفقدان التدريجي للعناصر المتبقية من سيادة الدولة. والثاني هو مسار الانهيار الفوري مع الإبادة المتزامنة لكل مظاهر الدولة، وسيكون هذا الانهيار بسيناريوهات مرجحة.
وذكر أنه من المحتمل أن تخضع المناطق الغربية من أوكرانيا لسيطرة عدد من دول الاتحاد الأوروبي مع “الضم” اللاحق لهذه الأراضي من قبل الدول المستقبلة.
وتوقع أن تعلن الأراضي الحيادية المتبقية خلافتها لأوكرانيا السابقة، وشخصيتها القانونية الدولية وعزمها على إعادة الأراضي المفقودة بكل الوسائل، وقال إنها قد تخوض حربا تؤدي “إلى حرب عالمية ثالثة كاملة”.
كما طرح سيناريو آخر، توقع فيه أن تختفي أوكرانيا بعد انتهاء الحرب، في عملية تقسيمها بين روسيا وعدد من دول الاتحاد الأوروبي، حيث يتم تشكيل “حكومة أوكرانيا في المنفى” في إحدى الدول الأوروبية.
من جهتها، قالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا: “لا نستبعد أن يكون البريطانيون قد شاركوا في التخطيط والتنظيم ودعم الهجمات الإرهابية التي نفذها نظام كييف على الأراضي الروسية، بما في ذلك تقديم معلومات استخباراتية“.
واستذكرت زاخاروفا تقارير وزارة الدفاع الروسية حول تورط الهيئات الأمنية البريطانية في الهجوم الإرهابي الذي وقع في 29 أكتوبر 2022، على سفن أسطول البحر الأسود في سيفاستوبول
وأشارت إلى أن “جهود لندن المستمرة تهدف إلى تقديم المساعدة العسكرية لنظام كييف النازي الجديد”، موضحة أن التدابير التي اتخذتها بريطانيا تنص على “إجراء التدريبات في البلاد، وفي دول أوروبا وأوكرانيا .. وتوفير بيانات استخباراتية مختلفة، وتقديم دعم استشاري وثيق، وإمكانية المشاركة في التخطيط العملياتي التكتيكي للعمليات العسكرية، بما في ذلك العمليات التخريبية، وتأمين الأمن السيبراني، وإرسال المرتزقة”.