ماذا ينتظر غزة وقادة “حمـــــاس” بعد عودة الحرب وإستشهاد العشرات؟
السؤال الآن ــــ وكالات
لم تكد الهدنة بين الجيش الإسرائيلي وحركة حماس التي استمرت أسبوعا وجرى خلالها تبادل أسرى ورهائن ودخول مساعدات إنسانية للقطاع المحاصر تنتهي، حتى تجدد القتال والقصف بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية المسلحة بضراوة في أنحاء قطاع غزة منذ صباح اليوم، وأعلن التلفزيون الفلسطيني ارتفاع عدد القتلى لنحو 100، اليوم، بعد إعلان الجيش الاسرائيلي إستئناف القتال ضد حماس.
وأفيد عن سقوط جرحى من جراء استهداف الطيران الإسرائيلي مدرسة تابعة للأونروا تؤوي نازحين في مخيم جباليا شمال غزة، فيما انطلقت 9 رشقات صاروخية من غزة تجاه مستوطنات الغلاف منذ صباح اليوم، وأُطلقت صفارات الإنذار في جنوب إسرائيل، وسط أنباء عن سقوط صاروخ في عسقلان.
وأعلنت “سرايا القدس” الجناح العسكري لحركة “الجهاد” الفلسطينية أنها قصفت مدنا وبلدات إسرائيلية ردا على الغارات التي قام بها الجيش الإسرائيلي اليوم الجمعة.
بينما أعلنت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، إنها قصفت اليوم تجمعات للقوات الإسرائيلية في شمال مدينة غزة بعشرات قذائف الهاون من العيار الثقيل، واشارت حماس إلى أن مقاتليها استهدفوا قوة إسرائيلية راجلة متمركزة داخل مبنى في بيت حانون في شمال قطاع غزة بأربع قذائف مضادة للأفراد والتحصينات.
وقالت سرايا القدس، على تليغرام إن مقاتليها يخوضون اشتباكات ضارية مع الجنود الإسرائيليين في محيط مستشفى الرنتيسي بحي النصر في مدينة غزة.
وقال المتحدث باسم وزارة الصحة التابعة لحركة حماس أشرف القدرة في بيان إن حصيلة القصف الإسرائيلي على قطاع غزةارتفعت “منذ انتهاء الهدنة صباح هذا اليوم إلى 109 شهداء ومئات الجرحى حتى اللحظة”.
وأفاد صحافيون في وكالة فرانس برس إن الجرحى يتدفقون على المستشفيات المكتظة، بينما يقوم السكان بالتبرع بدمائهم.
وأعلن الجيش الإسرائيلي قصف “أكثر من 200 هدف إرهابي” في القطاع.
ومنذ صباح الجمعة، تعلن وزارة الصحة في غزة تحديثا لعدد القتلى، فضلاً عن عشرات الجرحى.
وأعلن الجيش الإسرائيلي، استئناف القتال ضد حركة حماس وقال إن “حماس أطلقت صاروخا باتجاه إسرائيل”.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إن حركة حماس “لم توافق على إطلاق سراح مزيد من الأسرى في انتهاك لشروط الهدنة”، وإن إسرائيل “ملتزمة بتحقيق أهدافها مع استئناف القتال”.
وذكر مكتب نتنياهو في بيان، أن حماس “لم تطلق سراح جميع الأسرى كما هو متفق عليه، كما أطلقت صواريخ على إسرائيل”.
وجاء في البيان: “مع استئناف القتال نؤكد: الحكومة الإسرائيلية ملتزمة بتحقيق أهداف الحرب، وهي تحرير الأسرى، والقضاء على حماس، وضمان أن غزة لن تشكل أبدا تهديدا لسكان إسرائيل”.
وأعلن الجيش الإسرائيلي، عن قصف “أكثر من 200 هدف إرهابي” في غزة منذ نهاية الهدنة.
وقال الجيش في بيان”في أعقاب انتهاك حماس لوقف العمليات وللتهدئة، استؤنف القتال في قطاع غزة، منذ الساعة السابعة صباحا، قصف الجيش الإسرائيلي أكثر من 200 هدف إرهابي”، مضيفا: “قامت القوات البرية والجوية والبحرية خلال الساعات القليلة الماضية بقصف أهداف إرهابية في شمال وجنوب قطاع غزة، بما في ذلك في خان يونس ورفح”.
وكان الجيش الإسرائيلي قد نشر في وقت سابق اليوم، خارطة لقطاع غزة تحدد مواقع مختلفة سيطلب من أهالي القطاع إخلاءها في وقت لاحق معتبراً مناطق شرق خان يونس “منطقة قتال خطيرة”.
وقبلها، قال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، في منشور على “أكس” (تويتر سابقا): “تمهيدا للمراحل المقبلة من الحرب ينشر جيش الدفاع خريطة مناطق الإخلاء (البلوكات) في قطاع غزة”.
وأوضح أدرعي أنه تم تقسيم أرض القطاع إلى مناطق بحسب الأحياء المعروفة “من أجل السماح لسكان غزة بالتوجه” لها عندما يطلب منهم ذلك.
واتهم الجيش في بيان حركة حماس بأنها تستخدم سكان غزة كدروع بشرية منذ بدء الحرب ضد الحركة في القطاع، وقال إنها زرعت “مقارها وبناها التحتية العسكرية في مناطق سكناهم ومستشفياتهم وجوامعهم ومدارسهم” وفقا للبيان.
وقال البيان: “كل من يرى رقم المربع السكني الذي يقطن به أو متواجد بالقرب منه، عليه تعقب ومتابعة تعليمات الجيش عبر وسائل الإعلام المختلفة والانصياع لها”.
هذا ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مسؤول في الجيش أنه لا نية لوقف الحرب التي استؤنفت اليوم الجمعة على قطاع غزة. وقال المسؤول، الذي وصفته الهيئة بالبارز، إن “الحرب ستستمر في الأيام المقبلة ولا نية لوقفها”.
ونقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي في وقت سابق اليوم عن مصادر أمنية قولها، إن التقديرات في الجيش تشير إلى أن حركة حماس ستحاول تنفيذ سلسلة كبيرة من عمليات إطلاق الصواريخ والغارات باتجاه المستوطنات والمدن الإسرائيلية. وبحسب التقرير، فإن حماس استعدت على مدار الأسبوع الماضي، وهي الفترة التي شهدت وقف القتال، لمثل هذه اللحظة.
وكان الجيش الإسرائيلي قال في وقت سابق اليوم، إن صفّارات الإنذار دوت في تجمعات سكنية قريبة من قطاع غزة وفي جنوب إسرائيل.
واشارت سرايا القدس، إلى قصف تجمع لجنود وآليات إسرائيلية متمركزة في محور نتساريم بعدد من قذائف الهاون.
من جهتها، أكدت وزارة الخارجية القطرية اليوم أن المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي مستمرة بهدف العودة إلى حالة الهدنة على الرغم من استئناف إسرائيل هجماتها على قطاع غزة بانتهاء تلك الهدنة الإنسانية صباح اليوم.
وعبرت قطر عن أسفها الشديد لاستئناف إسرائيل هجومها على غزة، وأكدت في بيان الخارجية التزامها بالعمل مع الشركاء في الوساطة بين إسرائيل والفلسطينيين، وشددت على أن “استمرار القصف على قطاع غزة بعد انتهاء الهدنة يعقّد جهود الوساطة ويفاقم الكارثة الإنسانية في القطاع”.
وقال متحدث باسم مجلس الأمن القومي الاميركي: “نواصل العمل مع إسرائيل ومصر وقطر على الجهود لتمديد الهدنة الإنسانية في غزة”.
وكان وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، شدد من تل أبيب، على ضرورة أن تتصرف إسرائيل وفقاً لقوانين الحرب.
من جهة أخرى، نشرت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية تقريرا يكشف خطة إسرائيل لاغتيال قادة حركة حماس في جميع أنحاء العالم، بمجرد انتهاء حربها في قطاع غزة. وبحسب التقرير، دعا البعض إسرائيل إلى اغتيال خالد مشعل رئيس حماس في الخارج وآخرين على الفور بعد هجوم 7 أكتوبر، الذي نفذته الحركة على إسرائيل.
ومع ذلك، فإن “القيام بذلك على الأراضي القطرية أو التركية كان من الممكن أن يؤدي إلى توتر أو نسف الجهود الدبلوماسية لتحرير الرهائن، مما أدى إلى تأجيل الفكرة”، وفقا لـ”وول ستريت جورنال”.
ولمح نتنياهو إلى خطط إسرائيل لتنفيذ اغتيالات في الخارج في خطاب ألقاه في أواخر نوفمبر، مما أثار حفيظة البعض الذين فضلوا إبقاء الحملة المستقبلية طي الكتمان، حسب الصحيفة الأميركية.
وقال نتنياهو بصريح العبارة خلال كلمة يوم 22 نوفمبر: “لقد أصدرت تعليماتي للموساد بالعمل ضد قادة حماس أينما كانوا”.
وأشارت “وول ستريت جورنال” إلى أن “عمليات الاغتيال في الخارج يمكن أن تنتهك القانون الدولي وتتعرض لخطر ردود الفعل العكسية من الدول التي تتم فيها العملية”.
لكن من الناحية العملية، وفقا للصحيفة، “لم توقف هذه المخاوف إسرائيل بالسابق، إذ كانت تفلت دائما من التداعيات السلبية لعمليات الاغتيال في الخارج ال القيادي في حركة حماس محمود مرداوي، اليوم الجمعة، إن موقف الحركة واضح وهي مستعدة لاستكمال عملية تبادل الأسرى مع الجانب الإسرائيلي.