أبعد من تفجير مرفأ بيروت
إليان سركيس
قدر الزمن للبنانيين أن يحكموا من قبل سلطة مجرمة وفاسقة وحمقاء والعالم كله يعرف أن الشعب اللبناني جرى تطويعه وأجبر أن يكون “ورقة ناقصة” في المفاوضات من أجل أن يحافظ على لقمة عيشه.
عدا عن ذلك ربما سيتم إجبار لبنان المفلس معنويا واخلاقيا واقتصاديا وسياسيا على الذهاب إلى أبعد ما كانت تتصوره إسرائيل.
فهل كان أمام لبنان خيار مختلف بعد تفجير مرفأ بيروت الذي يعد أكبر انفجار غير نووي ليحل مكانه مرفأ حيفا ليصبح نقطة الوصل بين كل بلدان المتوسط وأوروبا وكل الخليج العربي؟
إسرائيل الغاشمة، الهشة، الأوهن من بيت العنكبوت تمتص دمائنا عبر قنوات المياه الممدودة تحت البحر منذ عقود من الزمن، كما أنها تنهش جلدنا عبر أنابيب النفط والغاز الطبيعي الذي باعته السلطة من غير ثمن من خلال الترسيم البحري المشؤوم، كما أن مشروع مد الغاز إلى أوروبا عبر قبرص واليونان وإيطاليا، الذي سينتهي عام ٢٠٢٥، سيجعل من إسرائيل موقع الإرتكاز الإقتصادي والمالي والسياسي في المنطقة.
وهذا العدو الغاشم يخطط اليوم لإنشاء سكك حديد تصل إلى كل الدول المجاورة وأبعد. من ينظر إلى تطوّر الأمور يفهم أن كل شيء كان مخطط له، لقد دعموا فاسدين محترفين في السرقة وأغبياء في ادارة البلاد، وأوصلوهم إلى الحكم بهدف واحد، تدمير لبنان من الداخل.
دمّروا القطاعات الإنتاجية كلها دون استثناء عبر إهمالها بالكامل ليصبح لبنان بلد ريعي ١٠٠/١٠٠، ناهيك تدمير القطاع التربوي والصحي والاقتصادي ولم يسلم من فسادهم واجرامهم أي قطاع، سرقوا أموال الدولة وأموال المودعين اللبنانيين في المصارف وأفلسوها في الداخل والخارج وينفذون خطتهم الشيطانية لشطب الودائع وكأن شيء لم يكن، كما أفسدوا إدارات الدولة وأغرقوها بالموظفين غير الكفوئين وأدخلوا لبنان في فوضى أمنية كاملة.
من الواضح أن ثمة من خطط لكي يتم إنهاء دور لبنان كمركز رئيسي في المنطقة إلى غير رجع، فكما غزّة، ونتيجة حرب الجنوب، أصبح لبنان بخطر زوال حقيقي أو التحوّل الى غزّة الشمال أو “ضاحية” إسرائيلية وسورية فقيرة.
المؤسف أن هناك من يتحدث عن زعيم مسيحي وزعيم شيعي وزعيم سني، أحدهم يريد رئاسة الجمهورية بحجة حقوق المسيحية وآخر يريد وزارة المالية ومجلس النواب كي لا يضربوا المقاومة، وهناك من يريد رئاسة الحكومة لحماية حقوق السنة وفي النهاية يقولون لك ان سبب تفجير المرفأ “التلحيم”.
