قمة السلام في سويسرا وتحديات إنهاء الصراعات

قمة السلام في سويسرا وتحديات إنهاء الصراعات

 محمد العروقي

     تستضيف سويسرا بعد غد المصادف 15 إلى 16 يونيو/حزيران، حدثاً دولياً مهماً وهي قمة السلام العالمية الأولى من نوعها، لمناقشة وحل التحديات العالمية، حيث من المقرر أن تجمع قادة من جميع القارات، وقد أكدت حوالي 100 دولة من أصل 160 دولة مشاركتها في هذا الحدث الدولي. والسؤال هل بإستطاعة قمة السلام هذه تقريب نهاية الحرب غير المبررة التي تشنها روسيا ضد أوكرانيا، وتسريع تقديم المساعدات إلى البلد المتضرر.

من المتوقع أن يحضر العديد من زعماء العالم هذه القمة بينهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي أكد حضوره وأبدى استعداده لتوسيع الدعم لأوكرانيا. كما  سيحضرها رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا ورئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون ديرلاين ورئيس المجلس الأوروبي شارلز ميشيل. ويترأس الوفد الأميركي نائبة الرئيس كامالا هاريس ومستشار جو بايدن للأمن القومي جيك سوليفان. كما قرر الرئيس الأرجنتيني خافيير مايلي في اللحظة الأخيرة حضور القمة كما ستنضم إلى الوفد شقيقته ووزير الدفاع لويس بيتري. تجدر الإشارة إلى أن رئيس الوزراء السويدي أولف كريسترسون، ورئيس الوزراء الهولندي مارك روتي، ورئيس لاتفيا إدغارس رينكيفيتش، ورئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز وآخرين، أكدوا أيضًا مشاركتهم. ومن المعروف أن البطريرك المسكوني برثلماوس سيحضر القمة أيضاً.

كما سيحضر أيضًا المستشار الألماني أولاف شولتز هذا الحدث، لمواصلة جهوده لدعم السلام والدعوة إلى التعاون الدولي ضد حرب الغزو الروسية. وقالت المستشارة الألمانية: “على فلاديمير بوتين أن يدرك أنه لا يستطيع الفوز في حملته الوحشية… سياسة السلام تعني أننا ندعم أوكرانيا”.

حدد الرئيس فولوديمير زيلينسكي 3 نقاط من أصل 10 في “صيغة السلام” لمناقشتها في قمة السلام في سويسرا: . الأمن النووي، الأمن الغذائي، تبادل أسرى الحرب بصيغة “الكل مقابل الكل” وإعادة الأطفال الذين تم ترحيلهم بشكل غير قانوني إلى روسيا.

ومع ذلك، تظل إحدى القضايا الرئيسية هي استعادة السلام العادل في أوكرانيا وإنهاء العدوان الروسي المستمر منذ ثلاث سنوات.

أهمية قمة السلام

    تهدف قمة السلام في سويسرا إلى تعزيز التعاون والحوار الدوليين في مواجهة التحديات العالمية المتزايدة، فالصراع في أوكرانيا، الذي بدأته روسيا، لا يشكل مشكلة إقليمية فحسب، بل يشكل أيضاً تهديداً عالمياً. لقد خلقت روسيا بالفعل جزرًا من عدم الاستقرار في جورجيا ومولدوفا وسوريا، والآن يهدد فلاديمير بوتين دول البلطيق وألمانيا وبولندا وحتى الناتو. ولا يمكن السماح بهذا، إذ يجب ألا تنتشر الحرب في جميع أنحاء الكوكب!

مشاركة دول من جميع القارات

    ولإنهاء الحرب في أوكرانيا في أسرع وقت ممكن، من الضروري إشراك البلدان من جميع القارات. تتمتع كل منطقة من مناطق العالم بفرصة جيدة لتقديم مساهمتها الفريدة:

  • أوروبا وأمريكا الشمالية. وتتمتع دول هذه المناطق بنفوذ سياسي واقتصادي كبير، يمكن استخدامه للضغط على روسيا ودعم أوكرانيا.
  • آسيا. ويمكن للدول الآسيوية أن تقدم الجهود الدبلوماسية والوساطة، فضلاً عن المساعدات الإنسانية والاقتصادية.
  • أفريقيا. ويمكن للبلدان الأفريقية ذات الخبرة في عملية تسوية الصراعات أن تقدم استراتيجيات للحل السلمي ودعم الجهود العالمية لإنهاء العدوان.
  • أمريكا اللاتينية. إذ بوسع دول أميركا اللاتينية أن تساهم في تشكيل تحالف دولي يهدف إلى حماية السيادة وحقوق الإنسان.
  • أوقيانوسيا. ومن خلال مشاركتها، يمكن لدول أوقيانوسيا أن تقترح مبادرات بيئية واجتماعية تساهم في تحقيق السلام المستدام.

التهديدات بالعدوان الروسي

    ويتسبب العدوان الروسي في أوكرانيا في خسائر فادحة في الأرواح والدمار. فالروس يقصفون المدن المسالمة، ويطلقون النار على المدنيين، ويسقطون الصواريخ على مستشفيات الولادة ورياض الأطفال والمناطق السكنية. على الرغم من أن روسيا تسمي حروبها “مهام حفظ السلام” و”حماية السكان الناطقين بالروسية” و”العمليات الخاصة”. وبعد غزوها لأي بلد لم يبق إلا الأرض المحروقة والدمار والحزن الإنساني والموت.

ضرورة تضافر الجهود

    إن الجهود الموحدة للمجتمع الدولي بأسره ضرورية لوقف العدوان الروسي في أوكرانيا واستعادة العدالة. تشمل الجوانب الرئيسية ما يلي:

  • الدعم السياسي والدبلوماسي. ويتعين على المجتمع الدولي أن يزيد الضغوط على روسيا لحملها على إنهاء الأعمال العدائية واحترام سيادة أوكرانيا. ويمكن للعقوبات والجهود الدبلوماسية أن تلعب دورا حاسما في هذه العملية.
  • مساعدة إنسانية. ويجب على الدول أن تتضافر الجهود لتقديم المساعدة الإنسانية للمتضررين من النزاع، بما في ذلك المساعدة الطبية والغذاء والمأوى والدعم النفسي.
  • استعادة البنية التحتية. ويجب على المجتمع الدولي أن يستثمر في إعادة بناء البنية التحتية المدمرة في أوكرانيا، بما في ذلك المدارس والمستشفيات والطرق والمباني السكنية.
  • تعزيز القانون الدولي. ومن الضروري تعزيز القانون الدولي وآليات الامتثال لوقف العدوان واستعادة العدالة. ويشمل ذلك إنشاء محاكم دولية للتحقيق في جرائم الحرب وتقديم المسؤولين عنها إلى العدالة.

    توفر قمة السلام في سويسرا فرصة فريدة للمجتمع الدولي لتوحيد قواه في النضال من أجل السلام والعدالة. إن مشاركة البلدان من جميع القارات أمر حيوي لضمان السلام المستدام. إن الجهود الجماعية القائمة على التضامن والعدالة واحترام القانون الدولي ضرورية لإنهاء العدوان الروسي في أوكرانيا واستعادة النظام العالمي العادل. إن الإجراءات المشتركة والتصميم سيساعدان على إيقاف بوتين في أوكرانيا. إن الحوار المفتوح، القائم على مبادئ القانون الدولي، يمكن أن يساعد حقا في تحقيق السلام والاستقرار. إن الدبلوماسية الفعالة والجهد الجماعي لجميع المشاركين يمكن أن يساعد في التغلب على أي تحديات وصراعات.

Visited 25 times, 1 visit(s) today
شارك الموضوع

محمد العروقي

صحافي