ووقعت حرب الشياطين

ووقعت حرب الشياطين

باريس- المعطي قبال

           في الحرب الدائرة بين إسرائيل وإيران، والتي ينعت فيها هذا الأخير بالشيطان الأكبر، تلعب سيكولوجية التفوق دورا حاسما. مع نيتانياهو وعلي خامنئي نجدنا أمام ظاهرة فصام وعصاب تقوم على الرغبة في سحق الخصم بل التشطيب عليه من المشهد السياسي.

وفي الوقت الذي كرر فيه النظام الإيراني بلاغته المعهودة، خرج أعضاء من الحكومة الإسرائيلية وعلى رأسهم رئيس الوزراء أمام الكاميرات لربح معركة الإعلام ومطرقة خطاب النصر الذي «حققه» الأسطول الجوي مفصحا ومن دون مواربة عن امتنانه للرئيس الأمريكي الذي انحاز من دون أي تردد ولا مواربة عن مساندة الدولة العبرية. وعليه فإن ترامب ونيتانياهو وجه واحد لنفس العملة. نتج عن هذا التماهي المركب شعور بالعظمة، رغبة في ابادة الآخر، السيطرة الرمزية مع فسخ النظام الخ..

من هنا يتأتى شعور إسرائيل بالحصانة والنزوع إلى ضرب الخصوم أينما كانوا معززة بجهاز الموساد الذي هو الدراع الأيمن لوكالة المخابرات الأمريكية. ويحاول الطرفان إنعاش أسطورة الغزو العربي للفرس والذي تم ما بين 633 و 654 م. مع إحياء النظام البهلوي وتنصيب رضا بهلوي، «الديمقراطي» «الغربي» المنفتح على قيم الغرب، تنصيبه  على كرسي الحكم. لكن الحقيقة أن ترامب ونيتانياهو يرغبان في تنصيب نظام ديكتاتوري والتحكم في مصير بلدان الشرق الأوسط. 

لم تتنبه إيران إلا مؤخرا بأن «الدود في الفاكهة» وأن الجواسيس الإيرانيين تسللوا للمرافق الحيوية ليبلغوها لإسرائيل. فالشيطان كان يسكن العمق الإيراني. بعد اكتشاف الجواسيس،  شرع نظام الملالي في قطف رؤوسهم، لكن بعد أن فات الأوان. إضافة إلى تسريبات الجواسيس لم يكسب النظام الإيراني الشارع الدولي. باستثناء استنكار خافت لم تحظ إيران بالدعم الإعلامي أو الجماهيري الذي تم التعبير عنه خلال عملية الإبادة المستدامة للفلسطينيين. في الحرب الدائرة اليوم لا «تختبيء الشياطين في التفاصيل»، بل  تكشف عن نفسها في واضحة النهار لإلحاق المزيد من الدمار في بلاد الشرق الأوسط.

 

شارك هذا الموضوع

السؤال الآن

منصة إلكترونية مستقلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: المحتوى محمي !!