نَحْنُ المُسْتَـغَـلُّون، وأنتم المُسْتَـغِـلِّون

نَحْنُ المُسْتَـغَـلُّون، وأنتم المُسْتَـغِـلِّون

رحمان النوضة*

نَحْنُ المُسْتَـغَـلُّون، وأنتم المُسْتَـغِـلِّون.

 نحن نُشارك في الانتاج الجَماعي، وحتّى المُجتمعي،

 وأنتم تَسْتَحْوِذُون على فَائِض الـقِيمَة، المَنْتُوج جماعيا، وَتَـتَـمَـلَّـكُـونَـه، وَتُرَاكِمُونه، وَتَتَـوَارَثُـونه.

 وتجعلون مِن المِلكية الخاصَّة أساسًا وحيدا لكلّ شيء. 

مُنْذُ أَنْ خَوْصَصْتُم كُلَّ شَيْء، أَصْبَحْنَا مَحْرُومِين مِنْ كُلِّ شَيْء! 

مَا هو زَائِد عندكم، هو النَاقِص عندنا. 

أَلْـهَـاكُـمُ جَـنْـيُ الأَرْبَاح، وَمُرَاكَمَة المُمْتَلَكَات، حتّى غَرِقْتُم في الـفَسَاد، وَالأَزَمـَات.

 وَغَطَسْتُم في الإفْلَاسَات، وَالفَشَلَات، وَالكَوَارِث. وَارْتَـكَـبْـتُـم الجَرائم والخِيَانَات.

 وَرَضِيتُم بِخِيَانَة الوَطَن، وَقَبِلْتُم بِالعَمَالَة لِلإِمْبِرْيَالِيَة، ولِلصَّهْيُونِية الاِسْـتِـعْمَارِيَة.

 وَأَوْصَلْتُم الشعب إلى قَاعِ الجَهْل، وَالتَـخَـلُّـف. 

جَرِيمَتُكُم التي لَا تُـغْـتَـفَـر، وَلَا تَتَـقَـادَم، هي أنكم اِسْتَـعْـمَـلْـتُـم السُّلْطَة السياسية لِلسَّطْوِ على الثَّـرْوَة الاقتصادية. واسْـتَـعْـمَـلْـتُـم الثَّـرْوَة الاقتصادية لِلسَّطْوِ على السُّلْطَة السياسية.

 وَتَجْمَـعُـون بين السُّلْطَة والثَّرْوَة. دُون مُـرَاقَبَة، وَلَا مُحاسبة، وَلَا عِـقَـاب. 

وَلَا تَرَوْنَ مِن سَبِيل لِتَدْبِير حُكْمِـكُـم سِوَى الاِسْـتِـبْـدَاد. 

وَأَصْبَحَت دَوْلَتُكُم بُولِيسِيَة خَانِـقَة، وَقَاهِرَة.

وَقَمَعْتُم الحُرِّيَات، وَقَتَلْتُم الصَحَافَة المُسْتَـقِـلَّة،

 وَأَخْـفَيْتُم المُعْطَيَات، وَتَلَاعَبْتُم بِالانْتِخَابَات، 

وَاشْتَرَيْتُم الضَمَائِرَ الضَعِيـفَة بِتَوْزِيع الرِّيـعِ، وَِالاِمْتِيَازَات. 

وَغَدَى كُلّ شيء في البلاد مَغْشُوشًا، وَمُِـزَيَّفًا.

وتُسَخِّـرُون الدَوْلَة، بِـإِدَارَاتِهَا وَقَـوَانِينِهَا، لِخِدْمَة مَصَالِحِـكُـم الخُصُوصِيَة.

 لِـذَلِكَ سَـتَـنْـتَـزِعُ مِنْكُم ثَـوْرَتُـنَـا الآتِيَة، وفي نَـفْـس الآن، كُلَّ السُّلُطَات، وَكُلّ الثَـرَوَات.

 وَلَا تَـقُولُـوا بَـعْـدَئِـذٍ عَنَّا أَنَّـنَـا قُسَاةٌ. وَإِنَّـمَـا نحن عَادِلُون، وَحَازِمُـون.

 وَلَن نُخبركُم كَيـف سَنُـعَـامِـلُـكُم، مِثْلَمَا أَنْتُم لَا تُصَارِحُونَـنَـا حول كَيْفِيَة مُـعَامَـلَـتِـكُـم لَـنَـا المَخْـفِـيَـة. 

وَلَـوْ عَامَلْنَاكُم مِثْلَمَا تُـعَـامِلُونَنَا، لَمَا بَـقِـيَـت على الأرض لَا سُلطة، وَلَا ثَـرْوَة. 

وَلَنْ يَـنْـفَـعَ مَـعَـكُـم سِـوَى الحِزب السِـرِّي لِلثَّـوْرِيِّـيـن المُحْتَـرِفِين، وَدِيـكْـتَـاتُـورِيَـة البْـرُولِـتَـارِْيَـا، والـثَّـوْرَة الشَّـامِلَة. وَلَـنْ يَصْلُحَ معكم سِوَى الثَـوْرِيُّـون الجَذْرِيُّـون القُـسَـاة.

 ومِيزَتُهُم الوُضُوح، وَالجُرْأَة، وَالعَزِيمَة، وليس السُلُوك المُتَرَاخِي، أو الْلَّـيِّـن. 

لَـنْ يُـوجَدَ دَاخِـلَ حِزْبِنَا الأَشْخَاص الإِصلَاحِيُّون، وَلَا التَـوِفِـيـقِـيُّـون، أو المُهَادِنُـون، أو المُتَذَبْذِبُون. وَمَـهْـمَـا قَـسَـى قَمْـعُـكُـم على مُنَاضِلِينَا، فَإِنَّ سَـيْـلَ المُنَاضِلِين المُصَمِّمِين على الكِـفَاح، وعلى التَضْحِيَة، سَيَتَـوَاصَلُ، وَسَيَكْبُر، حتى نَهْزِمَكُم، كُـلِّـيًا، وَنِـهَائِـيًّـا.

ولَنْ يَـقْـدِرَ أيّ شعب على الوُصُول إلى الحُرّية، والاِسْـتِـقْـلَال، والتَـنْـمِيَة، والعَدَالَة المُجتمعية، إِلَّا إِذَا كانـت أَغْلَبِيَة مُوَاطِنِيه مُصَمِّمَة على التَضَامُن، والنِضَال، والمُـقَاوَمَة، والتَضْحِيَة، وَلَـوْ بِالحَيَاة، لِنَيْل هذه الأَهْدَاف.

 وَنَرْفُـضُ أن تبقـى أحزابنا اليسارية مُجَرَّد أندية للمناقشة الـلامتـناهية. 

وَالَواقِعُ المُـرُّ يَـفْـرِضُ اِتِّـخَاذ إجراءات تَتَّـصِـفُ بالحَزْم وَالإِصْرَار.

 وَمِن بين الإجراءات الضرورية، تَطْهِير الحِزْب، أي طَرْد كل أعضاء الحزب المعروفين بِإِصْلَاحِيَتِهِم المُتَصَلِّبَة، أو الذين لَا يُنَـفِّـذُون المَهَام المَوْكُولَة إليهم، أو الذين لَا يَلـتَزِمُون بالمبادئ الثورية، أو لَا يَـنْـضَبِطُون لـقرارات الحزب المَحْسُومَة بشكل دِيموقراطي. 

يجب الحرص على أن تُوجد وَحْدَة قَـوِيَة بَين نَمَطِ التـنظيم الصَّلْب، وَنَمَط السياسة الثورية الجذرية.

*مهندس وكاتب مغربي

Visited 1 times, 1 visit(s) today
شارك الموضوع

السؤال الآن

منصة إلكترونية مستقلة