مارك ضو لــ “السؤال الآن”: الأفضل الذهاب إلى تحكيم دولي

مارك ضو لــ “السؤال الآن”: الأفضل الذهاب إلى تحكيم دولي

أحمد ترو

جذب ملف ترسيم الحدود البحرية بين لبنان واسرائيل الأنظار وصار الشغل الشاغل لدى الشعب اللبناني ومسؤوليه، لا سيما بعد وصول الباخرة “انرجان باور” اليونانية الى مشارف حقل كاريش خلال الأسبوع الماضي لكي تقوم بعملية استخراج الغاز الطبيعي منه لصالح العدو الاسرائيلي، إذ تقدر احتياطات الغاز التي يحتويها هذا الحقل حوالي 1.3 تريليون قدم مكعب. فيما تقع نصف مساحته في المنطقة المتنازع عليها بين لبنان واسرائيل اي بين خطي 29 و23، وعلى ضوء ذلك يعتبر لبنان أن هذه الخطوة تصعيدا اسرائيليا وتعديا على ثرواته النفطية.

لا شك أن هذا الترسيم بين لبنان والكيان الصهيوني أمر بغاية الأهمية، إذ يعول كثيرون على الثروة النفطية لانقاذ اقتصاد البلد من الانهيار الذي اوصلته اليه أيادي أهل السلطة. معنى ذلك أن نسبة الخطأ في هكذا موقف يجب أن لا تتعدى ٠٪ لكنها وللأسف تجاوزت الــ 100٪.

ففي العام 2011  أقرت السلطة اللبنانية المرسوم ٦٤٣٣ الذي حدد الخط 23  الواقع شمال الناقورة خطاً أوليا للحدود البحرية والمنطقة الاقتصادية للبلاد. لكن بعد تنظيم العقيد الركن البحري مازن بصبوص بحثاً عسكرياً وهو عبارة عن دراسة تقنية قانونية تبين أحقية لبنان باعتماد الخط29 بدلا من الخط 23. وعلى خطى بطيئة جاء كتاب من قيادة الجيش في العام 2019  اوضح علمياً الحدود اللبنانية، وطلب تعديل المرسوم 6433 وفقا لدراسة بصبوص.

اقتنع رئيس الجمهورية ميشال عون ببيان قيادة الجيش، وهذا ما يؤكده رئيس الوفد التقني العسكري المفاوض العميد الركن الطيار بسام ياسين في بيان صدر عنه جاء فيه،” خلال كافة الاجتماعات التي عقدها الوفد مع فخامة الرئيس خلال فترة المفاوضات التي بدأت بتاريخ 14-10-2020 وتوقفت بتاريخ 4-5-2021 كان فخامته يؤكد دائما على ضرورة التمسك ببدء المفاوضات من الخط 29 وكان يرفض حصر التفاوض بين الخط 1 والخط 23 كما يطالب العدو الاسرائيلي. واعلن ذلك بصراحة في بيان صادر عن رئاسة الجمهورية بتاريخ 4-5-2021 اوصى فيه بألا تكون متابعة التفاوض مرتبطة بشروط مسبقة” .

فجأة ومن دون أي تبرير واضح للبنانيين، خرج الرئيس عون في شباط – فبراير 2022، بتصريح أشار فيه الى ان حق لبنان في ترسيم الحدود هو الخط 23  وتعديل المرسوم 6433  لم يعد وارداً في ضوء المعطيات الجديدة.

ضو: هذه نتيجة سوء ادارة الملف

تعقيبا على تراجع لبنان عن الخط 29 يقول النائب مارك ضو لـــ “السؤال الآن” : ” هذا نتيجة سوء ادارة الملف من الاساس، أي عندما وقعت حكومة الرئيس نجيب ميقاتي في العام 2011 على خرائط مع الدولة القبرصية والتي نوعا ما احرجت لبنان من المطالبة بحقوقه كاملة بسبب عدم تحضير الملف بالطريقة الصحيحة وبناء على الاستشارات البريطانية في العام 2011، كان يجب اعتماد الحد الأقصى اي خط 29، وهذا ما طالب به الجيش اللبناني خلال المفاوضات وهذا هو الموقف الصحيح للانطلاق بترسيم الحدود”

ويضيف ضو: ” في حال رسمنا الحدود مع الاسرائيلي وفقا للخط 29 يصبح لنا حقوق إقتصادية في هذا المخزون وحينها لا يستطيع أن يسحبه كله لصالحه فقط، لأن خزان الغاز بيننا وبينه، وفي حال باشرت اسرائيل باستخراج النفط  فهي بذلك تسحب من املاكنا وحقوقنا الاقتصادية اي انها تعتدي علينا تقنيا، اما في حال لم نثبت حقنا في 29 للاسرائيلي الحق في سحب الغاز لوحده وليس لنا حق الاعتراض”.

اليوم الاثنين يصل المفاوض الأميركي آموس هوكشتاين إلى لبنان، والجميع يترقب وصوله بفارغ الصبر، والمتوقع انه لا يوجد بحوزته أية حلول بديلة لتقديمها سوى تنازل لبنان عن الخط 29 واعتبار خط 23 هو التفاوضي وبهذا يصبح التفاوض بين خطي 23 و 1 المقدر بينهما مساحة 860 كلم مربع، ويقسمهما خط “هوف” وهو خط يسمح للبنان الحق في امتلاك 490 كلم مربع ولاسرائيل 370 كلم مربع، وردا على نزاهة هوكشتاين من عدمها.

يقول ضو: “أفضل الذهاب إلى تحكيم دولي، فالدولة اللبنانية من قررت هذا فلتتحمل المسؤولية، وانا لا اريد ان اكون في موضع تقييم لأنني لا أدري ما يقترح المفاوض تقنيا وممكن ان نعرف قريبا لأننا طلبنا الاطلاع على مسار التفاوض. ولدينا زيارات لرئيس الجمهورية ورئيس المجلس النيابي للاستفسار عن إطار التفاوض ولماذا وافقوا على أن يكون هوكشتاين هو الوسيط”.

اذا ما سبق توضيحه يشير الى نزاع لبناني- لبناني قائم، وضياع  واضح بين المسؤولين اللبنانيين لجهة عدم اتخاذهم موقف موحد يضمن للبنان الحفاظ على حدوده وردع العدو الاسرائيلي عن سرقة ثرواته. رسميا تصريحات رجالات السلطة اللبنانية والمناكفات فيما بينهم ليس لها فائدة ولا تمنع العدو من استخراج نفط كاريش بل ما يفيد اليوم هو الخروج بموقف موحد وواضح ورسمي يضمن للبنان حقه في ثرواته النفطية.

تحذير اسرائيلي خطير

وقبل وصول المفاوض الاميركي هوكشتاين الى لبنان للبدء بعملية التفاوض خرج رئيس الاركان الاسرائيلي افيف كوخافي برسالة تهديد لسكان لبنان قال فيها: “نحن من جانبنا سوف نقصف بشكل مدمر وواسع ومؤلم، وهذا شيء نتوقع أن يكون كبيرا جدا، ورسالتي للبنانيين هي أننا سنسمح لهم بالمغادرة فورا، وسوف نعطي لهم التحذير قبل المغادرة”، مضيفا: “الرسالة الأكبر لهم، أننا ننصحهم بالمغادرة قبل أن نطلق الرصاصة الأولى في لحظة حدوث التوتر القادم في الأماكن التي سوف نطلب منهم المغادرة منها، لأن القصف سوف يكون بشكل لم يسبق له مثيل من قبل”.

وألمح كوخافي إلى أن “أخطر” هذه التهديدات “يتمثل في تهديد نووي محتمل بالدائرة الثالثة، وتهديد الصواريخ والقذائف من كل الجبهات والأبعاد التي قام العدو بتطويرها”.

 

Visited 1 times, 1 visit(s) today
شارك الموضوع

أحمد ترو

صحفي لبناني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *