المهدي بنبركة وباتريس لومومبا: بيان من عائلة الزعيم المغربي
السؤال الآن – وكالات
باسم عائلة المهدي بنبركة صدر يوم أمس الأربعاء 22 يونيو 2022 بيان أمضاه البشير بنبركة نجل زعيم اليسار المغربي الذي اختطف واغتيل في عام 1965 بباريس.
ويطرح البشير بنبركة سؤالا مختصرا على السياسيين المغاربة والفرنسيين، هل سمعوا بما حدث في بلجيكا بداية هذا الأسبوع، وهل سيكون لما حدث وجرى صدى لديهم يجعلهم يتحركون؟
إذ في يوم الاثنين 20 يونيو 2022 قدمت الدولة البلجيكية لعائلة باتريس لومومبا ضرسًا يعود لأحد رموز الكفاح ضد الاستعمار، أب الاستقلال الكونغولي ورئيس وزراء الكونغو المستقلة، الذي اغتيل عام 1961 على يد ضباط بلجيكيين، بتواطؤ من وكالة المخابرات المركزية. وهذا الضرس هو الأثر الوحيد المتبقي من رفاة الزعيم الإفريقي، وسينضم إلى نصب تذكاري باسم باتريس لومومبا في العاصمة كينشاسا، كرد رمزي يسمح أيضًا لأسرته بممارسة الحداد على فقيدها.
خلال هذا الحفل المؤثر، أقر رئيس الوزراء البلجيكي بالمسؤولية الأخلاقية للحكومة البلجيكية في اغتيال باتريس لومومبا، وجدد اعتذار بلجيكا لأسرته وللشعب الكونغولي.
“ويمكن مقارنة هذا الموقف الشجاع بموقف الحكومتين المغربية والفرنسية بشأن اختطاف واختفاء المهدي بنبركة في باريس يوم 29 أكتوبر 1965، ومسؤولية أجهزتهما الأمنية بشكل مباشر في جريمة الدولة هذه.
حيث أدين وزير داخلية الملك الحسن الثاني وعملاء مغاربة، فضلا عن شرطي وعميل للمخابرات الفرنسية.
ومنذ ما يقرب من سبعة وخمسين عامًا، ظل “سر الدولة” هو العقبة الرئيسية أمام عمل العدالة لمعرفة الحقيقة الكاملة عن مصير المهدي بنبركة.
أمام ما تبقى من رفات باتريس لومومبا، قال رئيس الوزراء البلجيكي: “اغتيل رجل بسبب قناعاته السياسية وكلماته ومثله الأعلى. بالنسبة لي كديمقراطي، لا يمكنني الدفاع عنه، بالنسبة كليبرالي، فهذا أمر غير مقبول. وبالنسبة للإنسان الذي أنا عليه، فهذا أمر بغيض”.
وختم البيان بسؤال: “هل سيكون لما حدث في بلجيكا صدى لدى السياسيين المغاربة والفرنسيين؟”.
***
وسلمتت بلجيكا أحد أسنان باتريس لومومبا بطل استقلال الكونغو لأسرته خلال مراسم في بروكسل يوم الاثنين الماضي.
وأصبح لومومبا أول رئيس وزراء منتخب بشكل ديمقراطي في جمهورية الكونغو الديمقراطية بعد استقلالها عن بلجيكا في 1960 لكنه أقلق الغرب بتودده لموسكو وقت ذروة الحرب الباردة.
كما أغضب بلجيكا بخطاب انتقد فيه استعمار البلد الأفريقي. واستمرت حكومته ثلاثة أشهر فقط قبل الإطاحة به واغتالته فرقة إعدام. ويتهم أنصاره وبعض المؤرخين وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سي.آي.إيه) بالأمر بقتله. ولم يعثر على جثته.
وسلم مسؤول بلجيكي صندوقا أزرق اللون يحتوي على السن لأسرة لومومبا في قصر إيجمونت في وسط بروكسل اليوم الاثنين.
وقال رئيس الوزراء البلجيكي ألكسندر دي كرو في كلمة ألقاها “ليس طبيعيا أن يحتفظ البلجيكيون برفات واحد من الآباء المؤسسين للأمة الكونغولية لمدة ستة عقود”.
وقالت جوليانا، ابنة لومومبا التي أرسلت خطابا لملك بلجيكا في 2020 تطالب بإعادة رفات والدها، إن هناك الكثير من الغموض يكتنف اللحظات الأخيرة في حياة والدها.
وتابعت قائلة في كلمة “كل ما نعرفه هو أنه تمت إدانتك وكنت غير قادر على الدفاع عن نفسك”.
وخلص تحقيق أجراه البرلمان البلجيكي في 2002 عن مقتل لومومبا إلى أن بلجيكا “مسؤولة أخلاقيا” عن اغتياله.
وذكرت تقارير أن السن انتزعه شرطي بلجيكي من جسد لومومبا. وزعم هذا الشرطي أنه حلل الجزء الأكبر من جسد لومومبا في مادة حامضية وحرق البقية.