فوز اليمين المتطرف في انتخابات إيطاليا .. وميلوني تؤكد “إنتهى العيد”

فوز اليمين المتطرف  في انتخابات إيطاليا .. وميلوني تؤكد “إنتهى العيد”

السؤال الآن ـــــ وكالات وتقارير

حقق اليمين المتطرف في أوروبا انتصارا جديدا بعد السويد، بعد فوز جورجيا ميلوني في الانتخابات التشريعية أمس في إيطاليا، حيث ستُتاح لحزب “فراتيلي ديتاليا” الذي تتزعمه ميلوني فرض البديل الرئاسي.

وكانت حصة هذا الحزب من الأصوات من 4,3% قبل أربع سنوات وارتفعت إلى حوالي ربع الأصوات (بين 22 و26%)، وفق استطلاعات مكاتب الاقتراع الأحد، ليُصبح بذلك الحزب المتصدر في البلاد.

وأعلنت ميلوني، المعجبة بالزعيم الفاشي بينيتو موسوليني، أنها ستقود الحكومة المقبلة. واعتبرت بتغريدة على تويتر “أن أوروبا قلقة لرؤية ميلوني في الحكومة”، وأردفت ” انتهى العيد.. ستبدأ إيطاليا بالدفاع عن مصالحها القومية”.

وبعتبر بعض المحللين ان تقدم اليمين المتطرف سيشكل زلزالا حقيقيا ليس في إيطاليا، إحدى الدول المؤسسة لأوروبا وثالث قوة اقتصادية في منطقة اليورو فقط، إنما في الاتحاد الأوروبي الذي سيضطر إلى التعامل مع السياسيّة المقربة من رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان.

فعلى الرغم من تهديد رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين بأن لدى الاتحاد الأوروبي “أدوات” لمعاقبة الدول الأعضاء التي تنتهك سيادة القانون وقيمه المشتركة”، إلا أن ميلوني كانت واضحة “انتهى العيد”.

نجحت ميلوني التي ترفع شعار “الله الوطن العائلة”، في جعل حزبها مقبولا كقوة سياسية وطرح المسائل التي تحاكي استياء مواطنيها وإحباطهم ببقائها في صفوف المعارضة في وقتٍ كانت الأحزاب الأخرى تؤيد حكومة الوحدة الوطنية بزعامة ماريو دراغي. وأيا تكن الحكومة التي ستنبثق من الانتخابات لتتولى مهماتها اعتبارا من نهاية تشرين الأول ـــ أكتوبر، فهي تواجه منذ الآن عقبات عدة على طريقها.

لعل أهمها ملف المهاجرين والحدود، إذ سيؤدي وصول ميلوني إلى السلطة إلى إغلاق حدود بلد يصل إلى سواحله سنويا عشرات آلاف المهاجرين، وهو ما يثير مخاوف المنظمات غير الحكومية التي تغيث مهاجرين سرا يعبرون البحر في مراكب متداعية هربا من البؤس في إفريقيا. كما سيتحتم عليها معالجة الأزمة الناجمة من الارتفاع الحاد في الأسعار في وقت تواجه البلاد دينا يمثل 150% من إجمالي ناتجها المحلي، أعلى نسبة في منطقة اليورو بعد اليونان

فإيطاليا بحاجة ماسة لاستمرار المساعدات التي يوزعها الاتحاد الأوروبي في إطار خطته للإنعاش الاقتصادي بعد كوفيد 19 والتي يمثل هذا البلد أول المستفيدين منها وبفارق كبير عن الدول الأخرى.

وفي هذا السياق، أوضح المؤرخ مارك لازار لوكالة “فرانس برس” أنه “لا يمكن لروما أن تسمح لنفسها بالاستغناء عن هذه المبالغ المالية”، معتبرا أن “هامش التحرك أمام ميلوني محدود جدا” على الصعيد الاقتصادي.

في المقابل، بإمكانها الوقوف في صف وارسو وبودابست في معركتهما مع بروكسل “حول مسائل الدفاع عن المصلحة الوطنية بوجه المصالح الأوروبية”.

ومثلما فعلت قبلها زعيمة اليمين المتطرف الفرنسي مارين لوبن، تخلت ميلوني في نهاية المطاف عن مشروعها القاضي بالخروج من اليورو، لكنها تطالب بـ”مراجعة قواعد ميثاق الاستقرار” المعلقة بسبب الأزمة الصحية والتي تحدد سقف العجز في ميزانية الدول وديونها بـ3% و60% على التوالي من إجمالي ناتجها المحلي.

أما في المسائل الاجتماعية، فتعتمد ميلوني المتحدرة من روما مواقف محافظة متشددة، وقد أعلنت صراحة في حزيران ــــ يونيو دعمها الشامل لما وصفته بـ “العائلة الطبيعية”.

أمام كل تلك الملفات يتفق الخبراء منذ الآن على أن ميلوني ستواجه تحديا حقيقيا في التعامل مع حلفاء مربكين سواء سيلفيو برلوسكوني أو ماتيو سالفيني، وأن أي ائتلاف حكومي مقبل معهما لن يستمر طويلا في بلد معروف بافتقاره إلى الاستقرار الحكومي.

من جهته، أقر الحزب الديمقراطي الإيطالي بالهزيمة في الانتخابات، وقال إنه سيصبح الكتلة المعارضة الأكبر بالبرلمان.

وجاءت الانتخابات الحالية، وهي الأولى التي تجري في الخريف في إيطاليا منذ نحو قرن، بسبب خلافات سياسية بين الأحزاب أدت للإطاحة بحكومة وحدة وطنية موسعة بقيادة ماريو دراغي في يوليو ــــ تموز الماضي.

ولإيطاليا تاريخ طويل مع الاضطرابات السياسية، ومن سيشغل منصب رئيس الوزراء المقبل سيرأس الحكومة رقم 68 منذ عام 1946، وسيواجه العديد من التحديات، خاصة ارتفاع تكلفة الطاقة.

وتترقب العواصم الأوروبية وأسواق المال نتائج الانتخابات الإيطالية بقلق، في ظل الرغبة في الحفاظ على الوحدة في مواجهة روسيا والمخاوف من الديون الإيطالية الهائلة.

ولن يجتمع البرلمان الجديد المصغر قبل يوم 13 أكتوبر ـــ تشرين الأول المقبل، وعندها سيستدعى رئيس الدولة قادة الأحزاب، ويقرر شكل الحكومة الجديدة.

<

p style=”text-align: justify;”> 

Visited 3 times, 1 visit(s) today
شارك الموضوع

السؤال الآن

منصة إلكترونية مستقلة